محمود البدرى يكتب: المعارضة العرجاء

الإثنين، 12 نوفمبر 2012 08:43 ص
محمود البدرى يكتب: المعارضة العرجاء ميدان التحرير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لاشك أن المعارضة هى ضمير الأمة وعقلها الذى لا ينام وقلبها النابض الذى بتوقفه تتوقف معه الحياة السياسية، فهى التى تحدد منحنى الديمقراطية فى البلاد، ومدى فهم مبادئها وتطبيق أسسها، وهى التى تهدف إلى النضج الفكرى لمستوى الفرد فى نهضته وتقدمه فى تلك المسيرة، إلا أن المعارضة فى حد ذاتها ليست هدفاً ولا غاية فلم تخلق المعارضة للمعارضة وفقط، إنما هى للتصحيح والتقويمن وتعديل المسار إن وجد فيه إعوجاج، وهى الوسيلة التى خلقت من أجلها.

ليس بالضرورة أن يبنى فكر أصحاب المعارضة على معارضة كل شئ، وعلى طول الخط، وفى كل المواقف بصرف النظر عن إيجابيات أو سلبيات الطرف الآخر المراد مراقبة أداؤه السياسى، وإلا أُعتبر ذلك تعنتاً وعداءً سياسياً، حيث بنى التقويم على الشخصنةن والرغبة فى الانتقام والإفشال السياسى، بسبب الاختلاف الفكرى أو الأيدلوجى أو المنهج السياسى، وليس الأداء التنفيذى.

وهو ما يحدث الآن حيث وجد النقد للنقد، وتخصصت فى ذلك أقلام وصفحات وفضائيات كرست حياتها لنقد شخص أو تيار بصرف النظر عن سلبياته أو إيجابياته، فقد اجتمعت إرادتهم على إسقاطه وإفشاله وتشويه صورته وسيرته، وحتى تاريخه الذى يمكن أن يكون جزءً ثابت متفق عليه، عندها تكون المعارضة للمعارضة التى تهدف إلى الهدم، وليس البناء فتكون معارضة عرجاء عمياء.

لم تفكر تلك المعارضة فى تخصيص جزءً من جهودها المضنية المبذولة فى المعارضة للقيام ببناء قواعدها، والنهوض بمستواها وبرامجها والوصول إلى القاعدة الشعبية حتى تصل إلى المواطن البسيط، بل تسعى إلى الدخول فى حروب صغيرة وكبيرة تأخذ من جهدها، ووقتها فى محاولة لتكسير العظام وتشويه الصور، وإضعاف المنافس لكسب أصوات الناخبين فى انتخابات إن جاءت نتائجها على هذا المنوال، فستكون انتخابات مزورة للإرادة، ولن تأت بجديد، ولا مفيد وسينعكس ذلك على أداء المجالس والحكومات والخطط والسياسات المستقبلية التى ستعود بنا، ولا محالة إلى الوراء بمئات السنين من التخلف الديمقراطى والاقتصادى والمجتمعى.

وهناك نماذج من تلك المعارضة تحاول الظهور على أنه بطل قومى يختلق أى موقف معارض للاتفاق العام أو شبه العام، فيطفو فوق سطح إعلام دأب على إظهار الصارعات والخلافات والاختلافات، بل أنه يحاول صنعها بطريق مباشر، وغير مباشر ليجد له طريقاً فى السبوبة الفضائية المنتشرة فى تلك الأيام التى نعيشها.

الأساس الذى لابد أن تبنى عليه المعارضة الصحيحة أن تركز بالأساس على بناء أسسها وقواعدها وبرامجها وسياساتها حتى تصل إلى المستوى الفكرى للمواطن البسيط، قاصدة النهوض به وتحقيق متطلباته الحياتية التى تنوء بها الجبال فى ظل ظروف اقتصادية طاحنة، تجعله فى وادى ومصر كلها وما بها من أحداث فى وادى آخر، حينئذ تصبح معارضة قوية تنتقد بشدة لغيرتها على الوطن لا لحقدها على المنافس، تستدل على الخطأ لتصححه، تبنى ولا تهدم، لا تبغى إلا المصلحة العامة، تقدم النصح والبدائل بصرف النظر عن منفذها، فليس المهم من الذى سوف يأتى بالمستقبل الذى ننتظره؟! بل المهم أن يأتى.






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري مغترب

مقال رائع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة