محمد حمودة إبراهيم يكتب: عن الإباحية أتحدث

عاصفة من التعليقات والحوارات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى بعد قرار النائب العام بتنفيذ الحكم الخاص بحجب المواقع الإباحية
وهذه الحوارات كانت تتنوع بين ثلاث اتجاهات وهى:
أولا مجموعة تتحدث دون دراية مهاجمه التيار الحاكم على هذا القرار والذى ترى فيه تقييدا من النظام على الحرية الشخصية، يقابلها مجموعه أخرى تدافع عن التيار الحاكم تدعى للرئيس بطول العمر وتقدم له التحية على القرار الجرىء.
وهذا الاتجاه نجده أساسا يتحدث دون علم بأساس الموضوع فلا علاقة للتيار الحاكم بالأمر فهو حكم من محكمة، أمر النائب العام بتنفيذه فلا يستحق منا النظام الحاكم الهجوم أو الثناء بسببه.

أما المجموعة الثانية فهى تعى جدا ملابسات هذا القرار وبناء على ذلك تؤيده جدا وتصفه بالجرىء، وترى فيه إنقاذا للشباب والمجتمع من تشويه الأفكار الذى يضربه فى مقتل من خلال هذه المواقع وأن القرار أيضا لابد أن نُلحقه بإنجازات الرئاسة لأنه فقط فى ظل هذا النظام يمكن تنفيذ هذا الحكم..!!

أما المجموعة الثالثة فهى فى الأساس قد لا تكون رافضة للفكرة نفسها وهى حجب المواقع الإباحية لكنهم ينتابهم الخوف من أن تكون هذه هى نواة التعدى على الحريات وعلى أساسه بعد ذلك يتم مثلا إغلاق مواقع معارضة بحجة أنها لا تتوافق بصورة ما مع الآداب العامة للمجتمع، تلك العبارة المطاطة والتى يمكن أن تكون حقاً سيف يستخدمه النظام لتقييد الحريات.

أما أنا فلا أعارض غلق المواقع الإباحية، ولا أرى أيضا فيها الحل لتلك الأزمة التى يمر بها المجتمع وخاصة طبقة الشباب منه، فهذه نظرة قاصرة على المشكلة فأعتقد أن الحل الأمثل أراه فى خطوات واضحة لمحاربة البطالة، أراه فى خطة متكاملة لتحسين التعليم، أراه فى عمل خطة واضحة للتثقيف ورفع الوعى لدى الشباب وبهذا يكون هناك تعامل مع أساس المشكلة وليس قشورها.

أعتقد إذا وجد الشاب فرصة عمل مع تعليم جيد بالإضافة للتعامل مع عقله بصوره حضارية لن يلجأ أبدا لمثل هذه المواقع، أضف إلى ذلك أنك ستحل بصورة كبيرة مشكلة كبيرة وهى "العنوسة"

كما أننى يهمنى أيضا أن ننظر للإباحية بنظرة أشمل من موقع به امرأة عارية، فطفل يأكل من القمامة هى إباحية، فى الأساس وجود القمامة فى أحياء بلادنا هى إباحية، عندما أرى شابا تقدم فى العمر ولم يجد فرصه عمل ولم يتزوج إباحية، عندما أرى المستشفيات دون أجهزة وإمكانيات هذه إباحية، أرى شخصا يتاجر فى المخدرات فى الميادين دون أن يتعرض له الأمن إباحية. وهناك الكثير من المواقف التى أراها إباحية

يا سادة نعم لغلق المواقع الإباحية، لكن ماذا عن دنيا الإباحية التى نعيش فيها؟