عيون على الخارجية

الإثنين، 12 نوفمبر 2012 03:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلما رأيت وزير الخارجية محمد كامل عمرو أشفقت عليه كثيرا، فهو من الشخصيات دمثة الخلق، لكنه فى المقابل لا يملك قراره داخل وزارة الخارجية، خاصة بعد تولى الدكتور محمد مرسى رئاسة الجمهورية، فعمرو الذى لا ينتمى فكريا ولا تنظيميا لجماعة الإخوان المسلمين أو حزب الحرية والعدالة، وجد نفسه شبه وحيد، صاحب التيار المستقل داخل مجلس الوزراء، ذى الصبغة الإخوانية، وبالتالى فإنه حاول جاهدا أن يجنب نفسه المشاكل، لكن يبدو أن هذه المشاكل لم تعد مقصورة على هذا الأمر، وإنما تعدته إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، فالرجل وجد نفسه محاصرا بمحيطين بالرئيس أعينهم على الخارجية، منهم من تقلد مناصب رفيعة فى الدولة، لكن للخارجية رونقا ومذاقا آخر.

داخل أروقة الوزارة يتداول عدد من الدبلوماسيين وقائع تشير إلى أن قبضة الوزير على الوزارة بدأت تضعف، وأن مؤسسة الرئاسة تتحكم فى الوزارة دون أن يكون للوزير موقف، منها على سبيل المثال أن سفير مصر فى دولة غربية طلب من الوزارة أن تمد له فترة بقائه فى الدولة التى يمثل مصر فيها، حتى يكون فى استقبال الدكتور محمد مرسى أثناء زيارته لهذه الدولة، وحينما رفضت الوزارة طلبه، لجأ إلى السفير محمد رفاعة الطهطاوى، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، الذى دعم طلبه ولم يجد وزير الخارجية مخرجا سوى تنفيذ طلب الطهطاوى، وسببت هذه الواقعة حرجا كبيرا للوزير وأعضاء مكتبه، خاصة أنها فتحت طريقا للدبلوماسيين يلجأون إليه، حينما تفشل محاولاتهم مع الوزير، علما بأن عددا كبيرا من الدبلوماسيين يرتبطون بعلاقات صداقة مع الطهطاوى.

الأمر الآخر الذى يتداول حاليا داخل الوزارة ويؤثر على وضعية الوزير أن الدكتور عصام حداد، مساعد الرئيس للعلاقات الخارجية أصبح هو المحدد لسياسة مصر الخارجية، وأن الوزارة تحولت إلى ما يشبه السكرتارية التى تنفذ ما يطلبه حداد، الذى بدأ فى اختراق أروقة الخارجية وأصبح مطلعا على كل صغيرة وكبيرة داخل الوزارة، حتى حينما شاهده عدد من الدبلوماسيين حاضرا فى حفل تخريج الدفعة الجديدة من الدبلوماسيين تهامسوا فيما بينهم أنه سيكون وزير الخارجية القادم.

الدبلوماسيون المصريون يرفضون فكرة أن يأتى وزير للخارجية من خارج الحقل الدبلوماسى، لكن منهم من بدأ فى التراجع عن هذه الفكرة وبدأوا فى تقبل أن يكون عصام حداد وزيرا للخارجية، خاصة أنهم يريدون كما يقولون وزيرا قويا يكون قريب الصلة من مؤسسة الرئاسة ويستطيع أن يحافظ على حقوقهم، خاصة بعدما وقف الوزير الحالى مكتوف اليدين أمام طلب رئاسة الجمهورية باستدعاء سفير مصر فى إيطاليا، فريد منيب، وقنصل مصر بنيويورك، يوسف زاده، بعدما اشتكى رئيس الجمهورية من أنهما فشلا فى تنظيم لقاءات ناجحة له مع الجالية المصرية فى روما ونيويورك أثناء زيارة مرسى لهما مؤخرا.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

magda

حق الرئيس

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة