سفير مصر بعمان: القاهرة لم توقف ضح الغاز للأردن

نفى السفير المصرى فى عمان خالد ثروت صحة ما تردد من أنباء عن وقف مصر إمداد الأردن بالغاز الطبيعى، مؤكدا أن الغاز المصرى لم ينقطع عن المملكة بل كان ضخه بمعدلات قليلة لأسباب فنية تتعلق بصيانة حقول الغاز.

وقال فى حوار أجرته معه صحيفة "العرب اليوم" الأردنية نشرته فى عددها الصادر اليوم "الاثنين" إن ضخ الغاز المصرى إلى الأردن كان مستمرا وبمعدلات قليلة لكنه لم ينقطع نهائيا"، مشيرا إلى أن الناحية الفنية للأنابيب كان لها دور فى تخفيض معدلات الضخ ولابد من استمرار تدفق الغاز داخل الأنابيب للحفاظ عليها من الناحية الفنية وأنه فى حال تعرضها لأية أضرار فإنه يتحتم إجراء أعمال صيانة وهى مكلفة للغاية.

وأضاف "بعد ثورة 25 يناير والمرحلة الانتقالية فإن عددا من حقول الغاز الطبيعى لم يجر لها صيانة دورية مما أثر على كفاءة الإنتاج"، مشيرا إلى أنه فى المرحلة الحالية يجرى إعادة صيانة وتقويم وتأهيل لتلك الحقول.

وتابع "إن كل الأسباب المجتمعة تلك أدت إلى حدوث "ظروف قهرية" دفعت إلى تقليل توريد الغاز المصرى إلى الأردن لظروف خارجة على الإرادة المصرية وتتعلق بالنواحى الفنية"، مؤكدا التزام مصر بتزويد الأردن بكميات الغاز الطبيعى المتفق عليها خلال لقاء وزير الطاقة والثروة المعدنية ووزير النقل الأردنى المهندس علاء البطاينة مع وزير البترول أسامة كمال مؤخرا.

وأكد أن مصر قد تأثرت أيضا داخليا بانخفاض معدلات ضخ الغاز الطبيعى، مشيرا إلى أن مصر تمر بمرحلة انتقالية بعد قيام الثورة ابتداء من المؤسسات الحكومية والسياسية وغيرها، كما أن قطاع الطاقة فى مصر قد تأثر مدللا على ذلك بكثرة الطوابير على محطات ومستودعات الغاز.

وأشار إلى أن الطلب المحلى على استهلاك البنزين والسولار ارتفع أيضا حتى أن المادتين اختفتا من السوق المصرى ونشطت بالسوق السوداء وتوقف الكثير من المصانع لعدم انتظام وصول الطاقة والغاز الطبيعى، لافتا إلى أنه لأول مرة ومنذ الثمانينيات تلجأ الحكومة المصرية لقطع التيار الكهربائى فى أوقات متفاوتة وبطريقة ممنهجة عن أحياء كثيرة بالقاهرة لتخفيف الأحمال على محطات توليد الكهرباء.

ونفى السفير خالد ثروت صحة ما تردد عن تصدير الغاز المصرى إلى إسرائيل فى الوقت الذى قيل إن مصر قطعته عن الأردن، مؤكدا أن هذا الأمر عار عن الصحة، وأشار إلى أن إسرائيل بصدد مقاضاة مصر فى المحافل الدولية بسبب ملف الغاز.

ونفى السفير المصرى لدى الأردن خالد ثروت صحة ما أثير عن وجود ضغوط من جماعة الإخوان المسلمين فى مصر على الحكومة بشأن ملف الغاز لصالح الإخوان فى الأردن، وقال "إن هذا الكلام عار عن الصحة حيث أكد الرئيس محمد مرسى مرارا فى خطاباته على عدم التدخل فى الشئون الداخلية لأى بلد أو أن يكون هناك تأثير من الإخوان المسلمين فى مصر والأردن ".

وأكد السفير ثروت على عمق العلاقة المصرية -الأردنية ووصفها بأنها علاقة إستراتيجية وتاريخية قديمة بين حكومتى وشعبى البلدين، مشيرا إلى أن تغيير نظام الحكم فى مصر لا يعنى تغيير طبيعة العلاقات القوية والمتينة بين البلدين بل العمل على تنميتها فى مختلف المجالات.

ونوه بما أشار إليه أحد المسئولين الأردنيين عند لقائه بالرئيس محمد مرسى "بأن الأردن يمثل رئة مصر الشرقية التى تتنفس بها وهو ما يعكس عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين".

ورفض السفير ثروت اتهام العمالة المصرية فى الأردن بأنها "عالة على الاقتصاد الأردنى وتستنزف موارده"، مؤكدا أن العمالة المصرية هى عماد من أعمدة الاقتصاد الأردنى وتساهم بشكل كبير وإيجابى فيه، معتبرا أن أية عمالة بهذا الحجم الكبير سينتج عنها مشاكل مرتبطة بها وعادة ما يتم علاجها فى إطار العلاقات الأخوية بين البلدين.

وعن أبرز المشاكل التى تواجه العمالة المصرية فى الأردن، قال "إن بعض أصحاب العمل يقومون بحجز جوازات سفر العمال المصريين"، مشيرا إلى أن الاتفاقية المبرمة بين الجانبين المصرى والأردنى تلزم بالمساواة بين العامل الأردنى والمصرى.

وأشار إلى أن معظم العمالة فى الأردن من الفئة غير المتعلمة وغير الواعية لحقوقها، داعيا إلى منح العامل المصرى تأمينا صحيا للحصول على العلاج اللازم.

وقال إن السفارة المصرية فى عمان تعمل حاليا مع الجهات الأردنية كوزارة العمل والداخلية ومديرية الأمن العام من أجل حل المشكلات المتعلقة بأبناء الجالية المصرية، مشيرا إلى أنه قام بزيارة تفقدية مؤخرا اطلع خلالها على أوضاع 273 مصريا محكوما بمراكز الإصلاح بالأردن.