غادة عطا تكتب: صندوق النقد الدولى أم صندوق الإفلاس الدولى؟

السبت، 10 نوفمبر 2012 05:08 م
غادة عطا تكتب: صندوق النقد الدولى أم صندوق الإفلاس الدولى؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كون صندوق النقد الدولى هو القاسم المشترك بين الدول التى على وشك الإفلاس والانهيار، ملحوظة لا تخطؤها عين. فلم يدخل صندوق النقد إلى دولة منذ تاريخ إنشائه وحتى اليوم إلا حل باقتصاديات تلك الدولة الهشاشة وساد الفقر وزادت الفجوة بين طبقات المجتمع، لأنه ببساطة الوجه الحسن للرأسمالية البشعة ومدخل الليبرالية الاقتصادية التى تنزع سلطة الدول فى حماية اقتصادياتها وترسى قاعدة البقاء للأقوى والسيطرة للكيانات الاقتصادية العملاقة لتدخل الشركات متعدية الجنسيات وتخترق الأسواق وتسيطر على الاقتصاد دون أن تستفيد الدول نفسها أو تقام مؤسسات إنتاجية تخدم المجتمع وتنمى قدراته وكفاءاته الاقتصادية.
فصندوق النقد يفرض على الدول بيع الشركات والمؤسسات العامة القوية والناجحة، وتحرير الأسعار، ويسمح بالاحتكار كما يفرض على الدول إلغاء كافة أشكال الدعم للخدمات المقدمة للمواطنين، وبالتالى يحدث تجريف وإفقار للدولة ومواردها كما يفقر مواطنوها، لتصبح سياسات صندوق النقد هى دولة فوق كل دولة تطلب قرضاً، وسيادة فوق سيادة كل شعبها وحكامها بمجموعة إجراءات يسمونها حزم إصلاحات وتقشف وهى فى الحقيقة تحطيم لكل أسس اقتصاد الدولة وتسريح للعمالة، لينهار بنيانها داخليا وتتركز الثروة فى يد آحاد ينتمون أو يشاركون فى الشركات العالمية الكبرى ويتصدع البنيان المجتمعى حيث تتحول باقى طبقات المجتمع العليا والمتوسطة إلى الطبقة الفقيرة وتتشارك طبقات المجتمع الفقر والمرض، ولقد تسببت سياسات صندوق النقد التى تخدم المصالح الغربية بشكل صارخ مفضوح فى انهيار وافتقار الكثير من دول العالم الثالث، والآن أجهزت على دول ذات حضارات عريقة كاليونان والبرتغال وعلى حافة الإفلاس تلحق بهما إسبانيا وإيطاليا والبقية تأتى، حتى يتراءى لكل ذى عينين أن من يلجأ لصندوق النقد كالمستجير من الرمضاء بالنار، ومن يطلب عونه ومشورته كمن يضع الظبيان فى حراسة الأسود الضارية والحملان فى حظيرة الذئاب الجائعة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة