صدرت عن دار هلا للنشر والتوزيع بالقاهرة الطبعة الثالثة من كتاب "الفريضة الواجبة: الإصلاح السياسى فى الأزهر والإخوان المسلمين قبل الثورة وبعدها" للكاتب والباحث عمار على حسن، بعد أن لاقت الطبعتان السابقتان من الكتاب صدى طيبا.
وقد وصف الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، الكتاب بأنه "دراسة عميقة لم تترك جزئية إلا ووفتها حقها العلمى تعريفا وتأريخا وتعليقا، بعمق وحياد، لم يخل من ميل واضح إلى إحقاق الحق وإنصافه"، ثم انتهى إلى القول: "هذا الكتاب، رغم اختلافنا مع بعض جزئياته البسيطة، يمثل إضافة ثرية للمكتبة العربية فى مجال الفكر السياسى، وزادا أمينا للباحثين فى شئون الحركات الإسلامية، وهو جهد لا يسعنا جميعا أن نتناوله شاكرين ومقدرين".
أما الخبير السياسى والكاتب البارز الدكتور عبد المنعم سعيد فقال "الكتاب عودة إلى ممارسة الاجتهاد المصرى الكبير حول قضية حيوية كان الانشغال بها شديدا فى بداية القرن العشرين وهى تلك المرتبطة بإشكالية العلاقة بين الدين والسياسة، وقال: "يشكل هذا الكتاب إضافة حقيقية للفكرة الديمقراطية فى مصر، وهى إضافة لأنها تتعامل بمسئولية وإبداع مع الإشكاليات الكبرى، التى تواجه تطبيق الفكرة، وهى من جانب آخر "حقيقية" لأنها تضع الإسلاميين فى موضعهم كقوة سياسية لا يمكن تجاهلها، ويتوقف على صلاحه، مع أمور أخرى، صلاح الديمقراطية".
وفى مقدمة الطبعة الثالثة يقول المؤلف: "لا تزال المقولات الرئيسية، والأفكار الأساسية، والقضايا الجوهرية، التى يضمها هذا الكتاب مطروحة على الساحتين الاجتماعية والسياسية، دون تغيير فارق، رغم قيام الثورة. فإصلاح التصورات والتصرفات التى تتبناها التنظيمات والجمعات والتجمعات السياسية ذات الإسناد الإسلامى، أو التى تتخذ من الإسلام أيديولوجية لها، لا يزال عملا ملحا".
ويضيف "ثبت لدى الجميع أن ممارسى السياسة على خلفية "إسلامية" فى مصر أبعد كثيرا عن أمثالهم وأقرانهم فى أحزاب وحركات فى بلدان أخرى تقف على الأرضية ذاتها، وتنهل من المشرب نفسه، ولها التوجه عينه، لكنها قطعت شوطا كبيرا على طريق بناء رؤية عصرية تتفاعل مع السياق الاجتماعى السائد، وتتعامل مع ما لدى الآخرين باعتباره الحكمة التى هى "ضالة المؤمن فأنَّى وجدها فهو أولى الناس بها".
ويتابع "مع أن أفكار هذا الكتاب التى حوتها طبعتاه الأولى والثانية لا تزال قابلة للقراءة والتعاطى وإثارة الجدل ومنح الاستفادة فإننى أضفت إلى "الطبعة الثالثة" فصلين عن أوضاع القوى السياسة ذات الخلفية الإسلامية حتى يمكن أن نرى الصورة والشكل معا فى أحدث وأجد مشهد مطروح أمام الأبصار والبصائر".
ويتكون الكتاب من بابين الأول عن حال ما قبل ثورة يناير، ويدور حول حركة الإصلاح... مساراتها وسجالاتها وخصومها، والإسلاميون والإصلاح السياسى ومراوحتهم بين الفتوى والجدوى، والأسباب التى حالت دون التجديد السياسى للحركة الإسلامية، وما يجب تجديده فى تفكير الإسلاميين السياسى وممارستهم، ثم مستقبل جماعة الإخوان المسلمين، وسبل إصلاح الأزهر الشريف، ثم الإصلاح الثقافى للإسلاميين وكيفية فض الاشتباك بين المؤسسة الدينية وحرية الإبداع.
أما الباب الثانى فيتعرض لحال ما بعد ثورة يناير، حيث يتناول القوى الإسلامية عقب الثورة، وما إذا كان ما هى فيه "محنة فى ثوب منحة" ثم رؤية متكاملة لمواجهة التزمت والتطرف الدينى.
وهذا هو الكتاب السادس والعشرون لمؤلفه، وهى عبارة عن ثمانية أعمال روائية وقصصية وقصة للأطفال وسبة عشر كتابا فى علم الاجتماع السياسى والنقد الأدبى والتصوف، حاز الكاتب جوائز عن بعضها فى مقدمتها جائزة الدولة للتفوق فى العلوم الاجتماعية، وجائزة الشيخ زايد للكتاب فى التنمية وبناء الدولة، وجائزة "الفقه والدعوة الإسلامية" وجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابى فى القصة القصيرة، وجائزة "أخبار الأدب" وجائزة "القصة والحرب" وغيرها.