على حسن السعدنى يكتب: خفافيش الصمت

السبت، 10 نوفمبر 2012 12:24 م
على حسن السعدنى يكتب: خفافيش الصمت صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعيش ونحيا فى صمت. نكبر ونشيخ فى صمت. نفكر لنتدبر أمورنا فى صمت. نتذكر وننسى فى صمت. أحلامنا وذكرياتنا تمر فى صمت، ثم نموت ونفنى فى صمت. نبكى ونتأسف فى صمت.

نكلم ثم نضمد جراحنا فى صمت. نجوع ونعطش فى صمت. نفرح ونقرح فى صمت.

رغيفنا قراءة كتاب فى صمت. شرابنا مشاهدة قصة تجسدها أشخاص لا نعرفها ولكن ألفناها وتعايشنا مع فنها وأداء أدوارها فأحببناها فى صمت. فيطول بنا الزمن ويمر الوقت فى صمت غريب ورهيب، صمت جنائزى يشيع فيه ما تبقى من ذكريات ماضٍ تليد عبقه لازال يلاطف خيشومنا فى صمت. صمتنا ليس بالرهيب لأننا نعمل فى واضحة نهار شمسه بازغة للعيان، غير "شبه" بخفافيش الظلام التى تخشى من صمتنا ويرعبها عملنا فى صمت.

فى مهرجاناتهم الخطابية ينعتوننا بأننا نتكتل فى صمت، ولا نفصح عن هويتنا ذات سمة الصمت، لأننا فى الحقيقة نخشى من ضياع ذواتنا وهويتنا فى صمت الغوغائية والبهرجة. ينعتوننا فى صحافتهم بالحزب الصامت ونحن منه براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب، لأن كل منا يعمل فى ورشته فى صمت بعيداً عن اللقاءات المخملية والصالونات المكيفة. فصمتنا لا يشبه صمتهم المريب الذى ليس من نتائجه سوى المذلة والعار. صمتهم يجعل المرؤ ينفر من مجالسهم، حيث فى صمتهم إركاع وإذلال للشعوب، قهر للرجال وسبى للنساء.

صمتهم يشبه الهدوء الذى يسبق العاصفة، أما صمتنا ففيه عزة للرجال وكرامة للنساء. صمتنا كتابة وإبداع. صمتهم خراب ودمار على الإنسانية جمعاء، لافرق فيه بين أسود وأبيض، ولا عربى وأعجمى، ولا مسلم أو ذمى أو كتابى. صمتنا فيه خير للإنسانية لأننا نبنى وننشئ أنفساً وعقولاً فنهذبها بكتاباتنا وننور العقول المتحجرة بل المتكلسة لما فيه خير البشرية. صمتنا بلسم وعلاج للمعلول. فصمتنا حكمة.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد أحمد السعدنى

معانى جميلة

ننتظر منك المزيد من الأبداعات .

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة