"أيها الإخوة الشباب.. إن مصر لن تنقذ إلا بكم.. إياكم وأن تعتمدوا على الأجيال العجوزة.. ابقوا شعاركم هو الحرية والعدل والتنمية.. لا شعارات حزبية بعد اليوم.. لا شعارات حزبية بعد اليوم".. كلمات كلما سمعتها أشعر بإيمان ووطنية الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح.. هذا الرجل الذى خرج ليناشد الشباب التمسك بـ"حلمهم" و"أمنياتهم" لتغيير خريطة الوطن على الساحة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية وغيرها من الأحلام التى خرج من أجلها شباب ثورة 25 يناير، وأكد مراراً وتكرارًا أن تلك المطالب لن تتحقق إلا بهم.
خاض هؤلاء الشباب يتقدمهم الدكتور أبو الفتوح وغيرهم العديد من القوى الوطنية وبعض الأحزاب السياسية معركة الانتخابات الرئاسة، لتمثل أول انتخابات رئاسة ديمقراطية نزيهة تشهدها مصر بفضل ثورة 25 يناير ودماء الشهداء الزكية التى لولاها ما شهدت أرض الكنانة ذاك العرس الديمقراطى منقطع النظير، التى أتت بالدكتور محمد مرسى كأول رئيس مصرى منتخب.
لم ييأس هؤلاء الشباب بعد خوض معركة الرئاسة، ولم يتسلل الإحباط إلى نفوسهم التواقة إلى الديمقراطية وتقدم مصر، وقرروا الاندماج فى الحياة السياسية لتحقيق الأهداف التى ضحى من أجلها أكثر من 1000 شهيد بأرواحهم ودمائهم، من أجل "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية"، ولن يتحقق هذا الشعار المشروع إلا بحزب يؤمن بأن الإنسان هو الهدف الأساسى لأى تنمية وليس وسيلة لتحقيقها، واحترام الهوية العربية والإسلامية للأمة المعروفة بوسطيتها وتراثها الأصيل، فما من أمة قامت ونهضت إلا عبر اعتزاز شعبها بهويته الثقافية والحضارية الراسخة التى تشكل نقطة التقائه المشترك، وانحياز الحزب للمواطن باعتباره شريكاً أساسياً فى اتخاذ القرار، وليس ناخباً فقط.
الحزب الحقيقى لابد أن يؤمن بأن الحرية من احترام الدولة، بل وحفظها لخصوصيات الناس ومعتقداتهم وأفكارهم، ولا تدخل للقانون حينئذ إلا إذا تعدت هذه الحريات على حقوق الآخرين، حزب ينحاز لاستقلال القرار الوطنى وإعلاء المصلحة العليا دون الخضوع بالتبعية للغرب أو الشرق، حزب يحول الاقتصاد المصرى من الاعتماد بشكل أساسى على اقتصاد ريعى متقلب بطبيعته إلى اقتصاد منتج يستهدف النهوض بالقطاع الصناعى والزراعى كأولوية، ويحقق آمال المصريين الاقتصادية والاجتماعية من خلال حد أعلى من الكفاية للمواطنين دون تمييز.
حزب عندما يصل للحكم يتحمل أعباء الدولة ودورها فى توفير هذه الحقوق ويسمح بالمشاركة الوطنية لجميع الفصائل، حزب ينادى ويحقق "المواطنة"، التى لا تعنى إلا المساواة التامة بين المواطنين فى الحقوق والواجبات فى إطار الدستور والقانون دون إقصاء أو تهميش لأى فئة.
تلك الأحلام والمطالب والحقوق أيضاً لن تتحقق بحزب يضع مصالحه الحزبية أو مصالح فئة معينة أو جماعة فوق مصالحة الوطن، ولن تتحقق بقيادة ليس لديها ما تقدمه لهذا الوطن غير الظهور على شاشات التليفزيون، ولن تعلم معنى المعارضة سوى "أننى معارض لأعارض فقط".. لن تتحقق عن طريق تويتات تويتر وبوستات الفيس بوك، فتحقيقها يحتاج للعمل بعيداً عن ساحات الحروب التى لا تجنى سوى توقف تحقيق أهداف الثورة لسنوات.
"مصر القوية" ليست كلمة يقصد بها حزباً، لكن "فكرة" للوصول بمصر إلى مقدمة دول العالم اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، فكرة لدولة تحافظ على حقوق مواطنيها داخلها وخارجها، فكرة لوطن واحد يجمع بين مسلميه وأقباطه متساويين فى جميع الحقوق والوجبات، فكرة لترسيخ معنى المعارضة الحقيقة التى تعارض ما تراه ضد مصلحة الوطن والمواطن مع إيجاد حلول لتلك القضايا، "مصر القوية" فكرة.. والفكرة لا تموت.
السيد زيادة يكتب: "مصر القوية" فكرة.. والفكرة لا تموت
الخميس، 01 نوفمبر 2012 05:37 م
د.عبد المنعم أبو الفتوح
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
abn elnel
مقال فوق الرائع
شكرا لكاتب المقال رائع وبيسط فى العرض والنقد
عدد الردود 0
بواسطة:
muistafa awad
مفيش كلام يتقال
عدد الردود 0
بواسطة:
muistafa awad
مفيش كلام يتقال
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود كمال
الله عليك
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد على
رائع
رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
سيد زيادة
شكرا
عدد الردود 0
بواسطة:
ehab kamel
مقال رااائع
عدد الردود 0
بواسطة:
نرمين عرابي
تصفيق حاااااااااااااد
عدد الردود 0
بواسطة:
سها المنياوي
برافو
ربنا يوفق
عدد الردود 0
بواسطة:
سيد خلف
احسنت