أصدر الروائى الليبى إبراهيم الكونى بياناً طالب فيه أبناء بلده بوقف القتال فيما بينهم، مطالباً بوضع حد لاستخدام السلاح ضد من حملوا السلاح مع النظام السابق، مؤكداً أنهم فعلوا ذلك عن جهل، ودعا للتعامل معهم بالكلمة، لأنهم "منذ تلك اللحظة يعودون، أو يجب أن يعودوا للوطن".
وأضاف "الكونى" فى بيانه على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى الشهير "فيس بوك"، أن ليبيا باتت على مفترق طرق، وإن هذه حقيقة تستدعى التحلى بالشجاعة "إذا شئنا أن نُجير بلادنا من خطورة تبعات هذا المنعطف".
وأوضح الكونى أن شجاعة الاعتراف هذه لا تقل عن شجاعة الاستعداد للتضحية بالنفس التى تحلى بها ثوار فبراير، فى سبيل بعث الأحلام القتيلة التى لن تعنى فى النهاية، سوى بعث الحقيقة من المنفى الذى أراده لها النظام، مشدداً على ضرورة العفو عنهم وإدراجهم فى حياة المجتمع.
وأضاف متسائلاً: "أليس عاراً أن نجود بالنفوس فى سبيل صنع المعجزة، ثم تعجزنا النفس الأمارة بالسوء عن أن نتحرر من ورم النفوس وهو الانتقام؟ ألَم يحن الأوان لأن نعى أن استمرار القتال بعد غياب النظام ليس ظمأً إلى الحقيقة ولكنّه ظمأٌ إلى الدم؟ ألَا ندرى من تجارب الثورات التاريخية العظمى أن نجاح الثورات ليس فى تحقيق النصر الذى يتوج عادة بإسقاط الأنظمة، ولكن فى سرعة الشفاء من جراح الثورات بالقدرة على إيقاف النزيف الذى يعقب إسقاط الأنظمة؟".
وقال الكونى أيضا إن تجارب الثورات التاريخية العظمى تشير إلى أن نجاح الثورات ليس فى تحقيق النصر الذى يتوج عادة بإسقاط الأنظمة، بل بسرعة الشفاء من الجراح بالقدرة على إيقاف النزيف الذى يعقب إسقاط الأنظمة القديمة بوقف الاقتتال الداخلى.
وأكد الكونى، فى بيانه، أن مريدى السلطة هم الذين يؤججون الأحقاد، ويقصون المثقفين، ويرهبون الشرفاء، ويشعلون فتيل الاحتراب بين القبائل، ويحملون على الأقليات، ويخلطون الحابل بالنابل لكى تخلو لهم الحلبة للانفراد بالغنيمة وبالسلطة".
وختم الكونى بيانه قائلا "وما لم يتجرد أحباء الوطن من الأهواء، وما لم تهب روح الوطن كما هبت يوم 17 فبراير، وما لم يوضع الحد لجنون أهل الغنيمة وعشاق السلطة بالسرعة القصوى، فإن أوان الخلاص يكون قد فات، ووصمة العار سوف تدركنا، ولعنة التاريخ لن تخطئنا".