(انطلق ثلاثة من الصبية بملابس العيد نحو محل لعب الأطفال يحملون العيدية لشراء الألعاب الجديدة فاندفع الأول نحو بندقية
صيد والثانى اشترى منظارا (نظارة مكبرة)، أما الأخير فاشترى "صنارة" لصيد الأسماك، وعندما جلسوا على الرصيف المقابل
لعمارتهم سأل صاحب "الصنارة" صديقية عن سبب اختيار اللعبة التى اشتراها، فقال الأول البندقية سوف أصيد بها الحمام الذى
يطير على سطح الجيران، وعندما يسقط سألحقه بالسكين وآخذه إلى أمى التى حرمتنا من شراء الحمام الذى أصبح باهظ الثمن
أما صاحب المنظار فقرر أنه اشترى المنظار ليرى به بنات الجيران، وهن يجلسن فى بيتهن ولا يتصورن أن هناك من يراهن، لأنه يستمتع بذلك، وقد حرمته أمه من مشاهدة التليفزيون، لما يحمله من موبقات، أما الأخير فقد أكد لهما على رغبته فى ممارسة صيد الأسماك، لأنه يتعلم منها الصبر ويؤمن بأن الصيد رزق، وقد يأتى اليوم الذى يجد فيه بالصيد قوت يومه، وانطلق الثلاثة كل فى طريقه، هكذا أحوالنا فى مصر الآن فمنا من يستبيح مال غيره ويسعى لسلبه من أجل توفير القوت لأولاده ويجد فى ذلك مبررا لفعلته، أما من أراد الاطلاع على عورات جيرانه فهو من اتخذ من الشائعات والأباطيل أسلوب حياة قد يقربه إلى الأفاقين، ويفتح له باب النعيم ويظل الأخير هو الصورة الغالبة فى المجتمع الذى يكد ويصبر ويؤمن بأن الله تعالى قد كتب الأرزاق للعباد، فمنهم من رضى وقنع ومنهم من سخط وطمع، ومرت الأيام وتم ضبط الأول والثانى متلبسين بفعلهما ونالا جزاءهما أما الأخير فقد اعتاد على ما قسمه الله من الرزق وقد أصبح من أمهر الصيادين بعد أن اعتاد الصبر الجميل.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
adelsalama
مدرس يضرب ابنى فى قدمه فيطع الرباط الصليبى للركبه