اعتاد البعض اتباع نظام غذائى معين فى حالة الإصابة بالسمنة المفرطة أو النحافة ولكن هل الأصحاء غير المصابين بالسمنة والنحافة مسموح لهم أن يتناولوا ما يشاءون من الأطعمة دون اتباع نظام غذائى معين، وبدون حساب السعرات الحرارية الموجودة فى كل وجبة وهل ممارسة الرياضة مقتصرة فقط على راغبى إنقاص أوزانهم؟ وهل يقتصر الذهاب والمتابعة مع أخصائيى التغذية فقط فى حالات السمنة والنحافة؟.
يقول الدكتور خالد مصيلحى أستاذ العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية لقد تعودنا الذهاب لأخصائيى التغذية فى حالة وجود أى خلل فى الوزن سواء بالزيادة أو النقصان وأحيانا لا نذهب إلا فى الحالات المفرطة من السمنة والنحافة ولكن معظم المجتمعات المتقدمة تتابع مع متخصصين فى التغذية فى كل الأحوال سواء مصاب بالسمنة أو النحافة أو للحفاظ على الصحة والأخيرة غير موجودة فى مجتمعاتنا الشرقية.
ولتصحيح هذا المفهوم قام المكتب الإقليمى لشرق البحر الأبيض المتوسط بمنظمة الصحة العالمية بإصدار منشور حديث به إرشادات وخطوط عريضة لابد أن يتبعها أخصائيو التغذية عند التعامل مع المترددين عليهم حيث دائما ما تقدم النصح والمشورة حتى للأصحاء للحفاظ على صحتهم فالغذاء والنظام الغذائى يهدف دائما للوصول لجسم صحى وليس فقط للحصول أو فقد كيلوجرامات من أوزاننا.
ولخص المكتب الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية فى منشوره اثنى عشر نقطة لابد أن يلتزم بها أخصائيو التغذية للوصول بمرضاهم لجسم صحى ووزن مثالى يتيح لكل أجهزة الجسم أن تعمل بكامل كفاءتها دون خلل وراعى المنشور البعد الاقتصادى والاجتماعى والعادات الغذائية لشعوبنا بمنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط وأوجد المنشور بدائل غذائية لكل المستويات سواء فقيرة أو غنية بحيث يكون هدف كل البدائل واحدا وهو جسم ينعم بكامل العناصر الغذائية التى تؤهله لمقاومة كافة الأمراض ويؤدى وظائفه على أكمل وجه وفى كل نقطة من الاثنى عشر حدد المنشور النظام الغذائى تبعا لكل حالة وحدد خطة للتغذية فى حالة السمنة وخطة أخرى فى حالة النحافة والأهم خطة للحفاظ على صحة أصحاب الوزن المثالى.
وأهم هذه النقاط هى ضرورة الحفاظ على وزن صحى ومناسب للجسم وحذر المنشور من زيادة الوزن أو النحافة لخطورة كلاهما على الصحة ويعرضان الجسم لأمراض عديدة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وهشاشة العظام.
فالعادات الغذائية لابد من تغييرها لأن السبب فى انتشار السمنة المفرطة خاصة فى السيدات هى العادات السيئة والسبب الرئيسى فى ارتفاع معدل السمنة هى قلة تناول الخضراوات والفواكه الطازجة والحبوب الكاملة مثل الشوفان كما تعتمد شعوبنا على أخطر أنواع الدهون على صحة الإنسان وهى الدهون الحيوانية والزيوت المشبعة وقلة استخدام الزيوت الصحية غير المشبعة مثل زيت الزيتون والسمسم وزيت بذرة الكتان.
ووضع منشور منظمة الصحة العالمية خطة لمرضى السمنة المفرطة تعتمد على الإقلال من المأكولات التى أشارت الإحصائيات إلى أنها السبب الرئيسى فى انتشار السمنة فى منطقتنا العربية وهى الحلويات الشرقية والمعجنات والشيكولاته وضرورة استبدال المشروبات العالية السكر بمشروبات قليلة السعرات الحرارية مثل عصائر بعض الفواكه الطازجة ونصح المنشور بالإكثار من تناول الأغذية الغنية بالألياف مثل الخضراوات الطازجة والسلاطة وأكل الحبوب الكاملة مثل الشوفان والقمح وأكدت على ضرورة فقدان الوزن بالتدريج وليس مرة واحدة تفاديا لحدوث أى مضاعفات.
وتعتبر النحافة أيضا خطرا داهما خاصة فى بعض المناطق مثل أفغانستان والسودان واليمن حيث سجلت نسب النحافة فى تلك البلاد ( من 39 % إلى 45 % من إجمالى شعوب هذه البلاد) وأكد المنشور على ضرورة حساب معدل الوزن بالنسبة للطول حتى يكون أساس تحديد خطة التغذية المناسبة وتعديل النظام الغذائى بحيث تتناسب سعراته الحرارية مع نشاط وحركة الفرد وقدرته على حرق الغذاء.
ووضع المنشور خطوات عريضة لمرضى النحافة تعتمد أيضا على حساب معدل الوزن بالنسبة للطول وتعتمد أيضا على التوازن بين السعرات الحرارية الموجودة فى الغذاء والمشروبات وقدرة الفرد على الحرق وحذرت من أمراض خطيرة قد تنجم من نقص التغذية والنحافة مثل أمراض القلب وهشاشة العظام وضعف الرؤية والذاكرة. وحدد المنشور على مرضى النحافة تناول خمس وجبات صغيره كل يوم وأكدت على ضرورة وجود بعض السكريات مثل المربى والعسل ولابد أن يحتوى الغذاء على البروتينات مثل اللبن والبيض والسمك واللحوم وتناول مشروبات تحتوى على اللبن مخلوطا بعصير الفواكه أو الشيكولاته
أما بالنسبة للوزن المثالى: فقد حدد المنشور مؤشرات تؤكد الوصول لوزن مثالى وصحى وهى الشعور بالثقه والنشاط وقلة الإصابة بالأمراض والشعور بصحة جيدة وأكد على من يتمتعون بوزن مثالى أن يحافظوا على هذه النعمة بتنويع العناصر الغذائية فى وجباتهم حتى يلبى احتياجات نشاطهم اليومى ونصح أصحاب الوزن المثالى بضرورة ممارسة الرياضة ثلاث مرات أسبوعيا للحفاظ على هذا الوزن وشرب كميات مناسبة من المياه النظيفة لا تقل عن 8 أكواب ماء يوميا.
عدد الردود 0
بواسطة:
kamar
مقاله راقيه جدا
عدد الردود 0
بواسطة:
Nehad
الكلام حلو