إن تشويه الجمعية التأسيسية هو جزء من حملات تشوية كافة الأعمال الوطنية التى يقوم بها الكثير من المخلصين فى هذا البلد، هؤلاء المخلصون الذين يؤمنون بضرورة تقديم كل ما بوسعهم، وبأقصى جهدهم، وبأعظم طاقتهم، فقط من أجل بناء الوطن، والغريب أنك ترى حملات إعلامية شرسة ومنظمة لإسقاط الجمعية التى تمتلئ بالشرفاء والمخلصين لوطنهم، أن الهدف الأساسى لمن يقفون خلف تلك الحملات المغرضة هو عدم إخراج دستور وطنى، حتى يحدث أكبر قدر من الاضطرابات فى مصر، ومنع أن يكون لمصر نظام ديمقراطى حر، ومحاولة إعادة النظام السابق بكافة الطرق.
إن الهجوم على الجمعية التأسيسية بهذا الشكل غير المبرر، خاصة أن هناك من يحاول اصطياد الأخطاء وخلق جو عام من الهجوم المستمر على أعضاء الجمعية بحجة أن هناك مواد داخل الجمعية سوف تقيد الحريات أو أن مواد الدستور ستسير وفقا لهوى التيار الإسلامى وهذا غير صحيح بالمرة.
وسبحان الله نفس الذين كانوا يرفضون الانتخابات البرلمانية هم أنفسهم الذين يهاجمون اللجنة الدستورية، نفس الذين كانوا يقولون الدستور أولا، نفس الذين هاجموا الشعب المصرى وتصويته على استفتاء 30 مارس، لأنهم باختصار لا يريدون أى دولة ديمقراطية يكون فيها غالبية إسلاميون، البرلمان يطعن عليه، واللجنة الدستورية يطعن عليها، وأيضًا رئاسة الجمهورية نطعن عليها، حتى تظل مصر بجميع سلطاتها فى دوامة من الطعون والاضطراب والتوتر وإلى عدم استقرار المناخ السياسى فى مصر.
ومع احترامى للمناضل د. البرادعى فقد تمت دعوته هو وآخرين لمناقشة مجتمعية فاعلة لما تم إصداره من مسودات حتى الآن ولكنه رفض، واستكفى فقط بالهجوم عليها واصطياد أخطائها والحرب عليها، ولا أرى أى مبرر لإعلان الحرب على التأسيسية وفى مثل هذا التوقيت والذى قاربت فيه الجمعية على الانتهاء من عملها وأكرر وأقول إن هناك مغالطات ومزايدات سياسية ليس أكثر ولا طائل من ورائها على الإطلاق تهدف فقط لتعطيل مسيرة الديمقراطية والعمل الوطنى فى مصر، إنهم يريدون إرباك المشهد السياسى، وتأخير مصر وعرقلة مسيرتها بحجة هيمنة فصيل سياسى واحد على الجمعية.
وأريد أن أعرف عن أى هيمنة تتحدثون فلا يوجد أى سيطرة من فصيل معين على الجمعية التأسيسية وأنها تعبر عن جميع فئات المجتمع المصرى، ولا وجود لهيمنة أو استحواذ من أى حزب أو فصيل على أعمال التأسيسية، بل بالعكس أن من أهم مميزات هذه الجمعية هو التشكيل المتعدد التوجهات والأفكار، وهذا التنوع يؤدى إلى تنوع وإثراء فى الأفكار المطروحة لإعداد مواد الدستور.
إن الهجمة الإعلامية التى تتعرض لها الجمعية التأسيسية ليس له أى مبرر والحديث عن وجود خلافات شديدة داخل الجمعية ليس صحيحا فالخلافات الموجودة داخل التأسيسية هو على بعض المواد التى تنحصر فى الذات الإلهية ومرجعية الأزهر ونسبة تمثيل أو إلغاء العمال والفلاحين فى البرلمان.
إن أعضاء الجمعية التأسيسية مخلصون لوطنهم ويبذلون جهودا كبيرة من أجل إيجاد دستور عظيم يرضى كافة الأطراف، ليحقق الجزء الأكبر من أهداف الثورة، وهو ما سيعمل على إنهاء المرحلة الانتقالية، ولذلك أعتقد أن كافة محاولات إفشال التأسيسية لن تنجح، لأن محاولات إجهاض الجمعية ليست فى مصلحة الوطن ولن تصب إلا فى مصلحة أعداء الثورة.
نحن نرفض ديكتاتورية الأقلية التى تحاول فرض رأيها على الاتجاه الغالب للناس وتقفز على اختياراتهم، بما تسيطر به النخب اليسارية والليبرالية على الخطاب الإعلامى بكل الفضائيات
إن المواطن المصرى قادر على التمييز بين من يعمل لمصلحته الخاصة ومن يعمل لمصلحة الوطن.
م. عبد الله الدمياطى يكتب: الحرب على "التأسيسية"
الإثنين، 08 أكتوبر 2012 09:16 م