حملته فى أحشائى تسعة أشهر، واستقبلته بدموع الفرح، وربيته على حساب صحتى وعافيتى.. فهوأعظم وأنبل حب فى حياتى.. رآه قلبى قبل عينى، هوأملى الذى أتنفس من خلاله وأحيا.. وهو سكينتى التى تملأ القلب والروح.. وهو لسانى الذى ينطق بحبه أجمل الكلمات.. وهو قرة عينى وراحتى وسلواى.
نسمع هذه الكلمات والعبارات الرقيقة من كل أم تزوج ولدها.. إلا أننا نسمع أحياناً من بعض الأمهات عبارات توحى بأنها هى الوحيدة التى أنجبت وربت وسهرت وتعبت، فهى ترى أن حقوقها على ولدها لا حدود لها.. وأن أى فتاة ستتزوج من ابنها الغالى سوف تحرمها منه بعد أن كان ملكاً خالصاً لها، وطوع أمرها ورهن إشارة من بنانها..
لا أعلم لمَ كل هذا التنافس المحموم بين الحماة وزوجة الابن" كنّة "؟ متى وأين نشأ هذا الكره والعداء بينهما؟ لا بد أن هناك ظروفا نفسية ومعتقدات بالية تعشش بأفكارنا منذ الصغر تتدفق منها تلك المواقف العدائية فتجعل الحياة تسير بنا فى طريق مظلم نهايته غير محمودة.. نتعرض فيه إلى مواقف عاصفة تعكر صفو حياتنا وتفاجئنا بأحداث مؤلمة تودى بنا إلى الفرقة والبغضاء وتجرعنا كئوساً من الحسرة والندم وتجعلنا منعزلين داخل أنفسنا وعن الآخرين... فتحترق ضحكاتنا وتخبو سعادتنا وتقف الفرحة وراحة البال على أعتاب حياتنا لا تقوى على الدخول إليها لتكون رفيقة دربنا وملهمتنا إلى السعادة والهناء.
كيف ولدت فكرة الحماة وزوجة الابن؟؟! وكيف نما وتربى كل هذا الحقد والكره بينهما دون سابق إنذار؟! وكيف تولد هذا الصراع المجهول الذى لا نعرف أسبابه ولا مبرراته؟!... فبمجرد أن تزوج الأم ابنها يتراءى لها وبدون أدنى تفكير أن هذه الفتاة سرقت منها فلذة كبدها الذى ربته بدموع العين فإذا به يصبح ملكاً لهذه الفتاة الغريبة.. ومع توالى هذه الأفكار السوداء يتسلل الكره إلى نفسها وتبدأ المشاحنات مع كنتها لتستعيد حقوقها كأم فتمارس عليها ضغوط الحماة وتنسى أنها ذات يوم كانت هى الكنة التى عانت من تصرفات حماتها القاسية والمتعسفة.. وفى المقابل نجد أن الكنّة تشعر بمدى ميل زوجها ومحبته الجارفة لأمه فتصاب بالغيرة والقلق وحب الذات فتستعد لخوض حرب أنثوية لكى تستحوذ عليه دون سائر الناس.. فتحاول بشتى الوسائل والطرق أن تستميله نحوها لكى يكون ملكاً لها وحدها فهو لم يخلق إلا لها !!!
وبمجرد أن تشتعل هذه الحرب الباردة بين الطرفين.. يصبح ضحيتها الزوج المغلوب على أمره.. فهو يشقى طوال النهار ليواجه فى المساء صراعاً حامياً بين أمه التى أنجبته وربته والتى تجب عليه طاعتها وبين زوجته التى هى أنيسته وشريكة حياته وهى كذلك أم أولاده.. فإذا به يصبح ضحية لهذا الصراع العنيف وغير المبرر فيمل حياته وعيشته.. وقد يودى به الأمر إلى الوقوع ضحية صراعات نفسية تفسد عليه أوقاته وتقضى على آماله وأحلامه وتهدم مستقبله.
أيتها الأم الغالية.. لم لا تفرحين بأن الله عز وجل قد رزقك بإبنة ثانية لتسعدك وتسعد ابنك وتكون أماً صالحةً لأبنائه الذين هم أحفادك فيشكلون معه عائلةً طيبةً تحظى بحبك ودعائك ورضاك لكى يعمر هذا البيت ببركات هذه الدعوات فتعمه السعادة وتقر عين ابنك ويرتاح باله وتهنأ حياته؟!.. وأنت أيتها الزوجة العزيزة لمَ لا تعتبرين أن حماتك أماً ثانيةً لك تودينها وتطلبين رضاها وتشكرينها على أنها أهدت إليك زوجاً صالحاً وأباً حنوناً لأبنائك هو كل دنياك وحياتك؟!.
لم لا يكون هناك تناغم صحى بين الطرفين فتعرف كل واحدة منهما ما لها من حقوق وما عليها من واجبات.. وأن علاقة الزوج بأمه ومحبته لها تختلف تماماً عن علاقته ومحبته لزوجته.. فكل واحدة منهما لها وضعها الخاص الذى يختلف عن الأخرى ولا يتعارض معه... لم لا نلغى من عقولنا وأذهاننا هذه العلاقة المشوهة بين الحماة وزوجة الابن "الكنّة" ونقتنع بأن الصداقة والمودة هى التى ينبغى أن تجمع بينهما وأن راحة الزوج وسعادته هى مطلبهما.. وينطبق هذا الكلام أيضاً على العلاقة بين الحماة والصهر فأقول للأمهات اللاتى يزوجن بناتهن لمَ لا تعتبرن أن العائلة زادت إبناً جديداً وأنه أصبح فرداً منكم فقد صان عرضكم وأسعد ابنتكم ورزقها الله منه الخلف الصالح؟!...
أما أنت أيها الزوج فدورك هو أن توفق بين الاثنتين بجميل كلامك وحسن منطقك فتسعدهما وتشعرهما بأنهما أغلى اثنتين على قلبك وذلك بإعمال العقل والحكمة وبسعيك إلى تخطى ما قد ينشب بينهما من خلافات.. وختاماً أتمنى أن تنمحى من ذاكرتنا وأذهاننا كلمة كنّة وحماة وأن نستبدلهما بـ "أم" و"ابنتها" لنقضى بذلك على هذه الخلافات التى أفسدت حياتنا ويعيش الجميع فى سعادة وصفاء وود وهناء وينعم أبناؤنا بجو عائلى ملؤه الحب والوئام.
سحر الصيدلى تكتب: الحماة وزوجة الابن من الظالم ومن المظلوم؟
الإثنين، 08 أكتوبر 2012 03:03 م
صورة ارشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
رولا
موضوع هايل أتقنت السرد فيه
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى
موضوع رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
أميرة عمار
كلاهما
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد موالدي
مجرد رأي
عدد الردود 0
بواسطة:
رجب موسى
اختيار موفق
عدد الردود 0
بواسطة:
omar
موضوع رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
ربنا يستر
عدد الردود 0
بواسطة:
سحر الصيدلي
ردود الى أصدقائي الكرام
عدد الردود 0
بواسطة:
مطرودة ماءة يوم
ياسحر بدون القاب من تجربتى مايلى
عدد الردود 0
بواسطة:
gig
لماذا خرجتي "أم الزوج من المنافسة"