رسالة من السيارة لانوس!!

فى وقت متأخر من الليل، والهدوء يخيم على منزلى، جاءتنى هذه الرسالة من سيارتى التى لم تبلغ من العمر ثلاث سنوات.

إلى صاحبى وصديقى الذى لم يمنع عنى ما أطلبه من زيت وبنزين، ولم يحرمنى شيئاً طوال الفترة البسيطة التى عشتها معه.. وحشتنى أيامك فأنا مشتاقة لرؤيتك.

صديقى العزيز، هل تعلم أننى حالياً أقوم بأعمال يعاقب عليها القانون على مرأى ومسمع جميع أجهزة الأمن، فأنا أحمل ليلاً ونهاراً أسحلة ومخدرات، وأحياناً أفقد الذاكرة من كثرة المخدرات لدرجة أننى قد نسيت رقم شاسيهى.

ومن الغريب أننى مر على حتى الآن ثلاث وزراء داخلية، ولم يخلصنى أحد من العصابة التى سرقتنى من تحت منزلك ومن ميدان عام، وكأنهم كانوا يرتدون طاقية الإخفاء!
ما هى حقيقة الأخبار اللى على الفضائيات والجرايد كل شوية تعلن عن القبض على عصابة لسرقة السيارات، طيب الأخبار دى لو حقيقية أنا فين من كل هذا الكم؟ فأنا متأكدة أن ده شو إعلامى، والملاحظ أنه حتى اللجان المرورية بتشتغل بشكل ظاهرى فقط ولسه فاقدين الثقة فى نفسهم بدليل أنهم عارفين أين هى أوكار العصابات وليس عندهم الشجاعة للهجوم على هذه الأوكار.

قولى يا صاحبى إيه حكاية التكاتك اللى بتمشى فى كل مكان فى وسط البلد وعلى الكورنيش!! والباعة الجائلين اللى أصبحوا فى كل مكان حتى على أرصفة المشاة وأمام التليفزيون، والغريب، يا صاحبى، الكل يقولك اللهو الخفى هو ده صحيح اللى سرقنى وحرق المجمع العلمى، وهو اللى قتل الشهداء فى ميدان التحرير وشارع محمد محمود وجميع الميادين وهو هايفضل خفى كده لغاية إمتى!

وإيه حكاية سرقة سيارة مدير أمن الجيزة وسيارة الحرس الجمهورى الخاصة بالرئيس مرسى يا خبر أسود فيه إيه تانى بعد كده.

هو بصراحة وزير الداخلية الحالى أيام ما كان مدير الأمن العام كان أنشط من كده، إنما من بعد جلوسه على الكرسى الكبير، وهو مجهوداته ضعفت بدليل ما زالت هناك سرقة سيارات بالهبل وحالات اختطاف وسطو على محلات الذهب والشقق ،والله يا صاحبى أنا عندى فكرة طالما الأمن بالشكل ده ولا يوجد هناك أى تغيير!

إن مجلس الشعب المنحل يطلع قانون «احمى نفسك بنفسك واللى اتسرق يسرق وخد حقك بإيدك وتعيش فى غابة ويجعله عامر».
وفى الختام أنا هافكرك بنفسى.

أنا السيارة الشيفروليه لانوس ولونى أسود لوحات معدنية رقم 9126 «وق» ومحضر سرقتى رقم «4114» 11/4/2011 جنح الجيزة.
ولا أراكم الله مكروهاً فى سيارة لديكم.