ينطلق خلال الأيام القادمة الموقع الإلكترونى لمشروع ذاكرة البحر المتوسط الذى بدأ بمبادرة من المعهد الوطنى الفرنسى للسمعيات والبصريات وبتمويل من الاتحاد الأوربى، حيث يهدف مشروع ذاكرة البحر المتوسط "ميد ميم" إلى حماية وتعزيز الذاكرة السمعية البصرية فى البحر الأبيض المتوسط والمحافظة على التراث الثقافى المهدد بالاندثار، ونشر الوعى بالجوانب القانونية المتضمنة فى طرق المحافظة على هذا التراث، وذلك بإنشاء موقع إلكترونى "قاعدة بيانات على شبكة الإنترنت" بثلاث لغات "الفرنسية والإنجليزية والعربية" للمحفوظات السمعية والبصرية الأورومتوسطية ذات الطابع الثقافى والتعليمى والعلمى، والتى تبلغ حوالى 4000 من الوثائق.
كما يسعى المشروع إلى إتاحة الأرشيفات السمعية والبصرية لأكثر من 18 مؤسسة شريكة، منهم مكتبة الإسكندرية، للجمهور على الإنترنت، إدراكا من القائمين على المشروع بأن التراث السمعى والبصرى لدول البحر الأبيض المتوسط هو قيمة عظيمة يمكنها دعم التفاهم المشترك والحوار متعدد الثقافات.
بينما يشكل موقع "ميد ميم" المستقبلى أول قاعدة بيانات مخصصة للتراث المادى والمعنوى للبحر البيض المتوسط، ويتطلع الموقع إلى أن يصبح مرجعا فى مجال التراث السمعى البصرى المتوسطى، وأن ينهض بحماية المحفوظات، ويساعد على تعزيز الحوار بين الثقافات والتفاهم المتبادل، وأن يكون فرصة لاكتشاف وتبادل وإعادة الاعتبار للتراث السمعى البصرى.
ويتم إتاحة معلومات عن السياق التاريخى والثقافى لكل وثيقة، وسيتم الوصول إلى الوثائق من خلال خريطة تفاعلية، ولوحة زمنية مصورة، أو من خلال قوائم مصنفة تتضمن مقاييس بحث مختلفة، كما يسعى الموقع إلى جذب أكبر عدد من المساهمين المحتملين ومالكى الأرشيفات الذين يرغبون فى المساهمة فى إثراء رصيد "ميد ميم".
ويمثل "ميد ميم" مقاربة تعليمية وثقافية مدعمة بوجهات نظر متعددة للمؤخرين وعلماء الاجتماع وعلماء الآثار والجغرافيين، وهو موجه للشباب والمتخصصين على حد سواء. وسيعمل المشروع على عرض تراث شائع فى كافة البلدان المتوسطية، وتقديم قوة دافعة جديدة للمبادرة من أجل الحفاظ على وسائط التراث المتوسطى المسموعة والمرئية.
وتتمثل أهداف مشروع "ميد ميم" فى تحفيز الحوار بين الثقافات وفهم التاريخ المشترك وسط شعوب منطقة البحر الأبيض المتوسط، وتشجيع وتسهيل وضع استراتيجية الحفاظ على هذا التراث السمعى البصرى فى منطقة البحر الأبيض المتوسط من قبل أمناء على هذا الأرشيف السمعى البصرى.
يساهم فى المشروع 18 شريكا بما فيها 10 محطات تلفزيونية متوسطية، و3 منظمات مهنية سمعية بصرية ومؤسسات عالمية علمية وثقافية؛ ومنهم: المعهد الوطنى الفرنسى السمعى البصرى، والكوبيام، والتلفزيون الجزائرى، والتلفزيون الأردنى، والتلفزيون المغربى، والدار المتوسطية لعلوم الإنسان، والمركز المتوسطى للاتصال السمعى البصرى بفرنسا، ومكتبة الإسكندرية، واتحاد الإذاعات الأوروبية، وهيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، وغيرها.
جدير بالذكر أن برنامج التراث الأوروبى المتوسطى يساهم فى تعميق التفاهم المتبادل والحوار بين الثقافات المتوسطية، وذلك من خلال تقييم التراث الثقافى.
ويمنح الجزء الرابع من برنامج التراث الأوروبى المتوسطى (200 - 2012 فرصا جديدة لشعوب المتوسط حتى يتولد لديهم الوعى الكامل بأهمية إرثهم الثقافى. ويهدف البرنامج إلى المساهمة فى تبادل التجارب فى مجال التراث الثقافى، وإنشاء شبكات، وتعزيز التعاون مع بلدان الشراكة بالبحر الأبيض المتوسط، وترتكز نشاطاته على حث السكان المحليين على إعادة الاعتبار لتراثهم الثقافى، والاطلاع عليه ومعرفته، ويدعم إطارا لتبادل التجارب، وقنوات نشر الممارسات السليمة، وفتح آفاق جديدة من أجل توفير أجواء ملائمة للمؤسسات الثقافية.