قالت وكالة الأسوشيتدبرس، إن الرئيس محمد مرسى يعطى نفسه درجات عالية، فى حين لا تزال الأسئلة قائمة حول قيادته، وأشارت الوكالة الأمريكية إلى خطاب مرسى فى إستاد القاهرة السبت، حيث تحدث عن إنجازات مزعومة ومنح نفسه درجات عالية فى تعامله مع بعض القضايا الملحة فى البلاد.
فقد قضى مرسى ما يقرب من ساعتين فى الحديث عن أزمة الوقود والقمامة والخبر، بينما تجنب القضايا الرئيسية فى البلاد التى تمر بمرحلة انتقالية إلى حكم ديمقراطى.
فأسلوب الخطاب، كما بدأ فى نواحٍ كثيرة منه، يظهر ما بجوهره، فالرئيس الذى يبلغ 61 عاما، استخدم خطابه للظهور بصورة القائد الحيوى الذى هو على اتصال باحتياجات الناس. فيبدو أنه أراد أن يرسم تناقضا بينه وسلفه السابق الذى كان ينظر إليه فى السنوات الأخيرة من حكمه أنه بعيد كل البعد عن الواقع.
وقد تحدث مرسى أمام حشد من عشرات الآلاف من مؤيدى الإخوان، زاعما إحرازه نسبه نجاح 80% فى حل أزمة الخبز و60% للمرور و40% للقمامة و85% للوقود و70% للأمن. من جانب آخر سعى إلى التأكيد على ضخامة التحديات التى تواجهه.
ولم يلمس خطاب مرسى، الذى ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين، إلى النزاع الدائر حول صياغة الدستور الجديد للبلاد. خاصة مع شكاوى الليبراليين والمسيحيين والمرأة بأن الإسلاميين يسيطرون على العملية بأكملها. كما لم يتطرق إلى القيود المفروضة على حرية التعبير منذ أن تولى الرئيس السلطة وكذلك عودة الانتهاكات التى ترتكبها الشرطة، والموثقة من قبل منظمات حقوق الإنسان.
ولم يقدم مرسى أى رؤية لمستقبل البلاد، الذى يعيش قرابة نصف شعبها تحت أو على خط الفقر. وقد أعلن نفسه شريكا أساسيا لمكافحة الفساد، فيما لم يقدم أى طريق لتحسين الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والإسكان والفقراء.
ويظل الكثيرون غير متفائلين سواء بخطاب مرسى أو ما وصفه من إنجازات، ويقول زياد بهاء الدين، عضو البرلمان السابق عن الحزب الديمقراطى الاجتماعى: "تحدث مرسى عن أهمية تقليل دعم الطاقة ولم يخبرنا كيف يخطط لذلك، وقد وعد بالقضاء على الفساد ولم يقل كيف يمكنه هذا".
ويضيف بهاء الدين: "لقد تم تصميم الخطاب ليعكس قوة ودعما شعبيا ولحشد الرأى العام خلف الرئيس. لكن ما يتعلق بالجوهر، فإنه لم يقدم شيئا يذكر".
وتشير الأسوشيتدبرس إلى استمرار الوضع الأمنى المتدهور ونقص الوقود حتى أن طوابير من السيارات تصطف غالبا خارج محطات الوقود. غير أن أزمة المرور لا تزال كما هى، خاصة فى القاهرة، وها الشوارع تكتظ بأكوام القمامة.
وترى الوكالة أن المكان والتوقيت الذى تم اختياره لخطاب مرسى، يظهر أنها كانت محاولة من الرئيس الإسلامى لربط رئاسته بشىء أكبر وربما أكثر من مجرد الفوز بفارق 2% من الأصوات على منافسه الذى ينتمى للنظام القديم.
وتنتقد الوكالة ذلك المشهد الذى اعتلى فيه مرسى سيارة دارت حول الملعب وهو يلوح بيده وكأنه جنرال منتصرا، مشيرة إلى أنه نوع من المبالغة. فهذه السيارة التى دارت به والخطاب الذى استمر قرابة الساعتين تم تصميمهم لإدعاء لم يكن مرسى أبدا جزء منه. فهذا المشهد من المفترض أنه يذكر المصريين بالقوات التى عبرت قناة السويس.
الأسوشيتدبرس: مرسى حاول ادعاء شىء لم يكن جزءًا منه خلال خطابه فى 6 أكتوبر.. الرئيس منح نفسه درجات غير واقعية.. ولم يقدم رؤية للمستقبل
الإثنين، 08 أكتوبر 2012 11:11 ص