إضراب الأطباء يمنع حضور وزير الصحة مؤتمر تطبيقات الجودة والاعتماد فى الرعاية الصحية..وبدراوى يطالب بضرورة البدء فى تأسيس وحدات الرعاية الأولية..سلامة: نهضة مصر ستتحقق بعد تطوير منظومتى التعليم والصحة

أكد الدكتور حسام بدراوى الأستاذ بطب قصر العينى ورئيس مؤسسة النيل بدراوى للتعليم والتنمية، على ضرورة الفصل بين الجهة مقدمة الخدمة الطبية للمريض، والجهة المشرفة على معايير تقديم تلك الخدمة ودعمها ماليا، مشيرا إلى أن هيئة التأمين الصحى ارتكبت خطأ جوهريا فى تاريخها، وهى قيامها بالتأمين على المرضى وتقديم الخدمة لهم فى الوقت نفسه، موضحا أنه من المفترض أن يكون دور الهيئة هو إدارة نظام التأمين الصحى والإشراف عليه، فى حين يتم تقديم الخدمة عن طريق جهات تتعاقد معها الهيئة، سواء كانت حكومية أو خاصة.

وأضاف بدراوى، خلال المؤتمر السنوى الرابع لتطبيقات الجودة والاعتماد فى الرعاية الصحية، والذى نظمته إحدى الشركات الكبرى فى هذا المجال، بالتعاون مع مركز إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية، أنه يجب البدء بتطوير وحدات تقديم الرعاية الصحية الأولية لتطوير النظام الصحى فى مصر، خاصة أن تلك الخدمات تغطى ما يقرب من 70% من احتياجات المواطن البسيط، قائلا إن عدم الاهتمام بتلك الوحدات وإنشاء مراكز ومستشفيات أخرى فى نفس المناطق التى ربما لا تكون فى حاجه لها، يعد إهدار للموارد، مطالبا بالفصل بين دورى وزارة الصحة فى تقديم الخدمة الطبية والإشراف عليها، حيث يجب فى حالة عدم الفصل بين الدورين إنشاء هيئة لمراقبة تطبيق معايير الجودة فى المنشآت التابعة للوزارة، على أن تكون الهيئة مستقلة عنها.

بينما أشار الدكتور عمرو سلامة وزير التعليم العالى الأسبق ومستشار الجامعة الأمريكية، إلى أن مصر ستحقق نهضة إذا استطاعت تطوير منظومتى التعليم والصحة، مؤكدا على أن المنطقة العربية شهدت محاولات لتطوير النظم الصحية، حيث تقوم العديد من الدول العربية بصياغة مفهوم محلى لتطبيق معايير الجودة فى القطاع الصحى، أو اتباع مفهوم الجودة الأمريكى أو الكندى، لافتا إلى أن الجامعة الأمريكية قدمت منذ عام 97 برامج للجودة وإدارة المستشفيات، استفاد منها ما يقرب من 15 ألف طبيب يتقلدون مناصب هامة الآن.

وبدوره، أوضح الدكتور أشرف إسماعيل المدير الإقليمى لهيئة الاعتمادات الدولية للشرق الأوسط "JCI " بالإمارات العربية المتحدة، أن المواطن المصرى يعانى من سوء القطاع الصحى نتيجة مشكلاته المتراكمة منذ سنوات، والذى أدت إلى انتشار الأمراض المزمنة والحادة والمعدية والنفسية، حيث يعانى القطاع الصحى فى مصر من عدة مشكلات، على رأسها عدم وجود تصميم واضح للنظام الصحى فى مصر، والتركيز فقط على علاج الأمراض، الأمر الذى أدى إلى تراجع الخدمات الصحية طويلة الأجل وخدمات التأهيل والصحة الوقائية، وسوء البنية الأساسية للمنشآت الصحية، وعدم صدور قانون لتنظيم بنائها حتى الآن، وتباين مستويات الخريجين بالمهن الطبية، ونقص كوادر الخدمات المساعدة للأطباء، وضعف الثقافة الصحية عند عموم الشعب بسبب فقر الإعلام الصحى، وعدم وجود إعلام واضح لحقوق المريض.

واقترح إسماعيل، عدة حلول لمشكلات النظام الصحى فى مصر، على رأسها تحديد دور القطاع الحكومى فى تقديم الخدمات الصحية، مع الحفاظ على دوره فى تقديم الخدمات الأساسية، وتقنين تطبيق معايير الجودة والسلامة، مع ضرورة تطبيق نظام الاعتماد بالمؤسسات الصحية، ورفع جودة التعليم الطبى المستمر، وإصدار قوانين مواصفات المنشآت الصحية وتطبيقه بصرامة، وإصدار وثيقة حقوق ومسئوليات المريض وتعميمها فى القطاعين الحكومى والخاص، وتطوير الإدارة الصحية وخلق كوادر قيادية.

وأشار محمد رفيع رئيس مجلس إدارة الشركة المنظمة للمؤتمر، أنها بدأت العمل لتطوير المنشآت الصحية بالمملكة العربية السعودية منذ عام 2005، حيث تم اختيار القاهرة لعقد المؤتمر الرابع للشركة خطوة منها لتقديم خبراتها لتطوير النظام الصحى المصرى، خاصة مع دور مصر السابق لتطوير النظم الصحية العربية، مشيرا إلى أنه كان من المقرر حضور الدكتور محمد مصطفى حامد وزير الصحة لفعاليات المؤتمر، إلا أن إضراب الأطباء تسبب فى اعتذاره عن الحضور.