عقد الحزب الشيوعى المصرى مساء السبت ندوة عن الثورة السورية بمركز آفاق اشتراكية شارك فيها المفكر الاشتراكى الفلسطينى سلامة كيلة الذى تعرض للاعتقال والسجن من نظام بشار الأسد بسبب دعمه للثورة السورية، وصلاح عدلى سكرتير مؤتمر الحزب الشيوعى المصرى.
وأكد عدلى فى كلمته، أن الحزب ثابت على موقفه من تأييد الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد القمعى، ومؤكداً أنه يرفض فى الوقت ذاته أى تدخل أجنبى عسكرى من قبل دول الناتو أو الولايات المتحدة الأمريكية هناك، مشيراً إلى أن الإمبريالية العالمية تحرص على دعم القوى المناهضة للثورات دائما، وهو ما حدث فى مصر وسوريا.
ومن جانبه، قال سلامة كيلة إنه من المحزن أن عدد من قطاعات اليسار يقف لتأييد نظام بشار الأسد الذى يمارس أبشع أنواع العنف والقهر ضد معارضيه من الثوار السوريين، وأنهم فى سوريا دائما ما يقولون إنهم يسيرون على نفس خطى مصر ولكن الفرق بينهم 10 سنوات لصالح مصر، مشيراً إلى أنه منذ تولى بشار للحكم توجه ناحية سياسة الخصخصة وإلغاء الدور العام للدولة فى المجال الاقتصادى، وهو طابع مطابق لكل الدول التى حدثت فيها ثورات الربيع العربى.
وأوضح كيلة، أن النظام السورى ساعد على تأجيج الثورة بالقمع المنظم لأى مظاهرات وللعمال بسبب مطالبتهم بحقوقهم العادية على مر السنين، وكذلك الأمر عن اندلاع الثورة.
وتطرق كيلة فى حديثه إلى السعودية قائلاً، السعودية شعرت بخوف شديد من وصول ثورات الربيع العربى إليها منذ اندلاع الثورة فى تونس، ورغم الخلاف بين النظام السنى فى السعودية ونظام الشيعة فى سوريا إلا أن الملك عبد الله اجرى مصالحة مع نظام بشار ودفع له أموال تساعده على الوقوف ضد الثورة السورية.
وأشار كيلة إلى بعض المحاولات لإعلامية التى تظهر الثورة السورية على أنها صراع طائفى وليس ثورة ضد نظام سياسى عبر تصوير الجيش السورى الحر على أنهم مجموعات من السلفيين أو الإخوان يقاتلون ضد الاسرة والنظام العلوى الشيعى، قائلاً ليس معنى أن نرى بعض أعضاء فى الجيش السورى بلحية أنهم إخوان وسلفيون.
وأكد كيلة أن الشباب السورى لن يسمح بتحويل الثورة إلى صراع طائفى، لأنهم الأكثر وعياً وتأثراً بما حدث فى العراق بعد مهاجرة عدد كبير من السلفيين إليها للاشتراك فى المقاومة هناك وما تلا ذلك من أحداث، والحوادث التى انتشرت وصعبت السيطرة عليها.
وتحدث كيلة عن الدور الأمريكى قائلاً أن أمريكا لا يعنيها شأن الثورة السورية بشكل مباشر بل إنهم سعوا لإضعافها لأن ميزان القوى الجديد فرض على أمريكا أن تعترف أن سوريا أصبحت من حصة روسيا فى العالم الجديد، وهو ما جعل أمركيا لا تدعم الخيار العسكرى فى سوريا.
وأشار كيلة إلى أن النظام السورى بدأ فى التراجع الملحوظ فى الفترة الأخيرة وأصبح لا يمتلك القوة العسكرية الكافية للسيطرة على كافة أرجاء سوريا، مشيراً إلى أن شمال سوريا الآن تستطيع أن تطأه قدم أى شخص دون الحصول على موافقة الدولة، وموضحاً فى الوقت ذاته أن التضييق الأمنى يمنع وجود قيادة للثورة السورية أو قدرة كبيرة لها على تنظيم نفسها واستراتيجيتها.
وتطرق كيلة إلى التغطية الإعلامية، قائلاً هناك إعلام كاذب يغطى الثورة السورية، والعربية والجزيرة يصوران الثورة السورية على أنها صراع طائفى ومهمة الثوار فى سوريا التكاتف لعدم فرض هذا الاتجاه، مؤكدًا على أن البديل فى سوريا لن يكون قطرى أو أمريكى.
ندوة عن الثورة السورية بـ"الشيوعى المصرى".. "كيلة": الإعلام يظهرها صراع طائفى.. والسعودية دفعت بالأموال لنظام بشار خوفاً من وصول الثورة للمملكة.. وأمريكا عرفت أن سوريا من حصة روسيا فرفضت التدخل
الأحد، 07 أكتوبر 2012 12:02 م