الصحف الأمريكية: تبادين ردود الفعل على أداء "مرسى" بـ"100" يوم الأولى فى الحكم.. السلفيون أخطر تحدٍ للحكومات الإسلامية المعتدلة بالعالم العربى.. السعودية وقطر تمتنعان عن مد ثوار سوريا بالأسلحة الثقيلة
الأحد، 07 أكتوبر 2012 11:21 ص
إعداد ريم عبد الحميد وإنجى مجدى
واشنطن بوست:
تبادين ردود الفعل على أداء مرسى خلال المائة يوم الأولى فى الحكم
تطرقت الصحيفة عن سجل الدكتور محمد مرسى، بعد مرور مائة يوم على انتخابه رئيسا لمصر. وقالت، إن هناك ردود فعل متباينة إزاء أداء مرسى خلال تلك الفترة، وإن كان الرئيس قد اكتشف أن الرأى العام أصبح له أهميته فى مصر الجديدة.
وأضافت الصحيفة أن مرسى الذى تم انتخابه فى يونيو الماضى كان قد وعد بإنجاز الكثير خلال المائة يوم الأولى له فى الحكم،والتى تنتهى اليوم الأحد، وفى شكل لم يكن متصورا فى الماضى الاستبدادى لمصر، فإن معارضى الرئيس يضغطون عليه، فمن بين 64 وعداً قطعها الرئيس على نفسه للوفاء بها خلال المائة يوم الأولى، لم ينفذ سوى أربعة فقط- وفقاً لمبادرة مرسى ميتر، فلا تزال أكوام القمامة موجودة فى بعض شوارع العاصمة، والإضرابات والاعتصامات؛ للمطالبة بزيادة الأجور والحوافز، أدت إلى توقف بعض الخدمات فى القطاع العام، ولاسيما فى المستشفيات التى تعانى من نقص التمويل، حتى إن مواطناً تقدم ببلاغ إلى الشرطة ضد مرسى لفشله فى الوفاء بكل الوعود التى قطعها على نفسه لإنجازها خلال المائة يوم الأولى.
وتتابع الصحيفة قائلة: لكن فى عناوين الصحف وعلى نواصى الشوارع، فإن حكومة مرسى وأنصارها فى الإخوان المسلمين تم احتواؤها، فمرسى كان بلاؤه حسنا فى الأشهر الثلاثة الأولى وفقاً لما يقوله هؤلاء، بل إنه فعل كل ما هو متوقع، نظراً للأوراق التى يتعامل معها.
ونقلت الصحيفة عن رشاد بيومى، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، قوله إن أداء مرسى كان عظيما، مشيرا إلى أن الرئيس ورث ديوناً وطنية صعبة، لكنه قام بخطوات مهمة أيضا فى تحويل ميزان القوى بعيداً عن الجيش الذى كان يسيطر على الأمور منذ الإطاحة بمبارك فى ثورة يناير.
وتقول واشنطن بوست، إن أول فترة لمرسى فى الحكم تمثل التجربة الرئيسية لحاكم إسلامى منتخب فى العالم العربى بعد عقود من القمع، والمخاطر كبيرة ولا سيما فى مصر التى سيذهب فيها المصريون مجدداً إلى صناديق الاقتراع فى الأشهر المقبلة للموافقة على دستور جديد وانتخاب برلمان جديد.
ويرى عمر عاشور، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية بجامعة إكستير البريطانية، أن الإخوان تعلموا الدرس القاسى من انتخابات هذا العام، ويناورون بحذر قبل حاجز المائة يوم، فبينما اختار الناس 70% الإسلاميين فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، إلا أن 50% فقط صوتوا للإسلاميين فى الانتخابات الرئاسية التى أجريت بعدها بأربعة أشهر.
كما نقلت الصحيفة عن أحد منتقدى الرئيس قوله، إن مرسى لم يوف بوعوده أبداً، لكن حكومة مرسى والإخوان المسلمين سعوا إلى التقليل من أهمية الوعود التى لم يوف بها. وقالوا: إن المائة يوم لم تكن كافية لإجراء تغييرات واضحة، مع التركيز بدلا من ذلك على نجاح مرسى الدبلوماسى.
وأوضحت الصحيفة أن الرحلات الاستراتيجية للرئيس فى الأسابيع الأخيرة قد أنهت عقوداً من العلاقات المنقادة مع الدول الأخرى، ومثلت بداية لعهد جديد من العلاقات المتوازنة القائمة على أساس الاحترام المشترك، حسبما يقول محمود غزلان، المتحدث أيضا باسم حزب الحرية والعدالة، واعتبر غزلان أن هذا الشىء له أهمية كبيرة لدى المصريين، لأنه يمثل استعادة لإرادة بلادهم وكرامتها، وقدرتها على اتخاذ القرار.
السلفيون أخطر تحد للحكومات الإسلامية المعتدلة فى العالم العربى بضغوطهم عبر صناديق الاقتراع أو فوهة السلاح.. الصحيفة تتوقع أن يستفيد السلفيون من الانهيار الأمنى والاقتصادى فى الانتخابات المقبلة
نشرت الصحيفة تحقيقا بالصور عن صعود السلفيين فى العالم العربى بعد الثورات التى أطاحت بالحكام المستبدين، وقالت إن الانتخابات التى أعقبت الثورات العربية أخرجت الإسلاميين من عقود من القمع، ودفعت بهم إلى المناصب الأكثر قوة فى المنطقة، وفى مصر، أصبح سجين سابق رئيسا.
وتضيف الصحيفة، أن السلفيين الذين يتبعون شكلا متزمتا من الإسلام، والذين اعتنقوا الحريات الجديدة، يرون أن هناك عيبا خطيرا فى النظام الإسلامى الناشئ، وهو أنه ليس إسلاميا بما يكفى.
ونقلت الصحيفة عن الناشط السلفى جميل صابر فى القاهرة قوله، إنه يحلم باليوم الذى تطبق فيه المحاكم المصرية الشريعة الإسلامية بشكل شامل، ويضيف إنهم يقولون إن الناس لا تريد الشريعة وهذا ليس صحيحا، بل هم مستعدون.
وتشير الصحيفة إلى أن هناك الملايين فى شمال أفريقيا يشاركون صابر حلمه، وهذه الحقيقية تمثل أخطر تحد على الإطلاق للحكومات التى ناضلت على مدار أشهر فى مصر وليبيا وتونس لتجد موضع قدم لها.
ومع بدء القادة الإسلاميين المعتدلين فى هذه الدول فى صياعة دساتير ما بعد الثورة، فإن السلفيين يضغطون، أحيانا فى صناديق الاقتراع، وأحيانا أخرة بفوهة الأسلحة، من أجل خلق مجتمعات تعكس بشكل أقرب معتقداتهم الدينية ونمط حياتهم الذى يتسم بأنه شديد المحافظة.
وتمضى الصحيفة قائلة، إن عظم الصحوة السلفية وكثرة المشكلات التى تفرضها على الحكومات الجديدة ليست متوقعة، ففى حين أن التحديات من بقايا النظام السابق ومن الليبراليين الساخطين كانت متوقعة بشكل كبير، إلا أن الجذور الإسلامية لمن تولوا السلطة تم اعتبارها أمرا لا تشوبه شائبة، فتعهدوا جميعهم بإعادة الإسلام إلى مكانه الصحيح فى مركز المجتمع بعد عقود من التهميش.
غير أن الكثير من السلفيين الذين شجعهم ما رأوه من حماس شعبة لموقفهم، أدانوا القادة الجدد لكونهم شديدى الخجل فى حقن التفكير الإسلامى فى السياسات المحلية والخارجية طويلة الأمد، ويقولون إن الوقت قد حان لمزيد من العمل المهم.
ويقول صابر: "لسنا مغرمون بالصراع، إلا أن الفرصة حانت لاتخاذ إجراءات حازمة وخطوات جرئية".. وأضاف قائلا: "إذا سرق لص مرتبك الشهرى، ألن تريد قطع يده".
وتحدثت "واشنطن بوست" عن السلفيين فى مصر، وقالت إنه بعد أن كانوا يشاهدون الثورة فى مصر بقلق من الهامش، بدأوا يقومون بدروهم فى الديمقراطية الجديدة، فأطلقوا عشرات من القنوات التلفزيونية وفى الانتخابات القادمة ممكن أن يعتمدوا على نسبة 25% من المقاعد التى حققوها من قبل، بما يسمح لهم بالضغط على الحكومة التى تسيطر عليها الإخوان لاختيار مزيد من الوزراء السلفيين.
كما رصدت الصحيفة مواقف السلفيين فى ليبيا وتونس، وقالت أيضا إنهم أصبحوا أطرافا مهمة فى الكويت واليمن، كما أنهم يتصلون تحديدا بحماس فى قطاع غزة، وبينما تصنف الولايات المتحدة حماس بأنها منظمة إرهابية، إلا أن المسلحين السلفيين يرونها معتدلة للغاية بسبب اتفاقها على وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
كما أشارت الصحيفة إلى اختلاف موقف السلفيين من الولايات المتحدة، فبينما يعرب الجهاديون المتشددون علنا عن العداء لواشنطن، فإن عماد عبد الغفور، رئيس حزب النور السلفى شارك فى حفل يوم الاستقلال الأمريكى فى سفارة واشنطن بالقاهرة فى يوليو الماضى.
ومع الانتخابات المقرر إجراؤها فى مصر خلال أشهر لاختيار لبرلمان جديد، فإن السلفيين سيستفيدون فى بلد لا تزال تعانى من الانهيار الاقتصادى والأمنى، الذى تتباطئ حكومة الإخوان فى معالجته.
ومن غير الواضح، الكيفية التى سيترجم بها وجود سلفى أكبر فى الحكومة إلى قانون وممارسات، فليس كل السلفيين يضغطون من أجل التغيير الجذرى بين عشية وضحاها، ومن بين هؤلاء نادر بكار، المتحدث باسم حزب النور الذى يقول: "نحن نعلم أن المجتمع كله لا يمكنه أن يطبق الشريعة فى آن واحد"، وأضاف "إننا لسنا هنا للحكم على الناس أو إجبارهم على ما لا يريدونه".
وتلفت الصحيفة إلى أن الليبراليين العرب والمسئولين فى الدول الغربية يراقبون صعود السلفيين بعين من الحذر، لأن لهم دور مؤثر لهم يعقد من جهود واشنطن من أجل أن تفهم عقائد الأحزاب الإسلامية المنتخبة مثل الإخوان المسلمين.
كما يشعر مسئولو المخابرات أيضا بالقلق من أن الخط الذى يفصل بين السلفيين الذين يلعبون بالقواعد ومن لا يفعلون ذلك رمادى اللون، خاصة فى ليبيا، حيث أدى الفراغ الأمنى إلى زيادة نشاط الجماعات المتشددة.
نيويورك تايمز
السعودية وقطر تمتنعان عن مد متمردى سوريا بالأسلحة الثقيلة بعد تحذيرات واشنطن
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن المملكة العربية السعودية وقطر توقفتا عن إمداد ثوار سوريا بالأسلحة الثقيلة مثل الصواريخ التى تحمل على الكتف، التى تسمح للمقاتلين بإسقاط الطائرات الحكومية وتدمير السيارات المدرعة وتحويل مسار الحرب.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسئولى البلدين قولهم إن الرياض والدوحة تراجعتا عن تسليح الثوار السوريين، لعدم تشجيع الولايات المتحدة على الخطوة، بسبب مخاوف من سقوط هذه الأسلحة الثقيلة فى أيدى الجماعات الإرهابية التى تتخلل قوات التمرد.
وقال خالد العطية، وزير الدولة للشئون الخارجية فى قطر، إنه تم رفض نقل أسلحة مثل الصواريخ المحمولة على الكتف، حيث يعتمد المتمردون السوريون حاليا على بنادق الكلاشينكوف أو الـ إيه كيه.
وأضاف مستنكرا: "لا يمكنك توقيف جيش النظام السورى بالـ إيه كيه"، مؤكدا على الحاجة إلى دعم المتمردين بالأسلحة الثقيلة، قائلا "ولكن نحتاج أولا إلى دعم الولايات المتحدة ويفضل الأمم المتحدة".
ومنذ اندلاع الانتفاضة السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، تمد السعودية وقطر قوات التمرد، المحتشدة بالميليشيات الجهادية، بالأموال والأسلحة الصغيرة.
وعلى جانب آخر، أكد مسئولون سعوديون أن واشنطن لم تمنعهم من إرسال صواريخ تحمل على الكتف، لكنها حظرت من عواقب الأمر الخطيرة، وقال السعوديون والقطريون إنهم يبحثون فى سبل منع وقوع هذه الأسلحة فى الأياد الخطأ، عند إرسالها إلى سوريا.
ورفض مسئولو الإدارة الأمريكية التعليق على تصريحات حلفائهم من الخليج، بينما ردت الخارجية الأمريكية قائلة: "نحن نفعل ما نشعر أنه مناسب لمساعدة المعارضة غير المسلحة لتكون أكثر فعالية والعمل عن كثب مع المعارضة للتحضير لمرحلة انتقالية".
وتم سد أى فرص لتدخل دولى فى سوريا على غرار ليبيا، بعد تصويت روسيا والصين بالرفض داخل مجلس الأمن، كما أن الدعوة لتدخل عسكرى عربى، التى اقترحها أمير قطر خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليس من المرجح أن تؤتى بثمارها.
هذا فيما أعرب مسئولون من الرياض والدوحة عن خشيتهم من أن يوقظ القتال داخل سوريا العداوات الطائفية العميقة، فمنع التدخل العربى أو الدولى قد يتحول إلى جهاد شعبى لا يمكن السيطرة عليه، يهدد الحكومات العربية أكثر من الحرب الأفغانية فى الثمانينيات.
وتشير الصحيفة إلى علامات على زيادة طفيفة فى أعداد الشباب الذين يذهبون إلى سوريا من السعودية وغيرها من البلدان المسلمة، وكذلك جهود جمع الأموال لدعم المتمردين بالأسلحة الثقيلة.
الأسوشيتدبرس
مرسى استغل خطاب أكتوبر للدفاع عن أدائه خلال الـ 100 يوم الأولى
قالت وكالة الأسوشيتدبرس إن الرئيس محمد مرسى استغل كلمته بإستاد القاهرة بمناسبة ذكرى انتصار أكتوبر، للدفاع بقوة عن أدائه خلال الـ 100 يوم الأولى له فى المنصب.
وأضافت أن مرسى حاول مواجهة الانتقادات المتزايدة بشأن القليل جدا الذى يذكر مما حققه من وعود، معترفا أن إدارته لم تف بجميع وعوده، وأن هناك الكثير من العمل بانتظاره.
وتحدث مرسى أمام حشد من عشرات الآلاف من مؤيدى الإخوان المسلمين، حيث استغل ما يقرب من ساعتين للحديث عن ما قدمه من إنجازات، وفق وصفه، منذ توليه الرئاسة فى يونيه الماضى.
ويقول المنتقدون إن مرسى لم يحقق الحد الأدنى من وعوده للمائة يوم الأولى، هذا غير أن جماعة الإخوان المسلمين، التى ينتمى لها الرئيس، تسير على درب النظام السابق من خلال تجاهل منتقديها وحشو المناصب العليا بالموالين لها.
وترى الوكالة الأمريكية أن الاحتفال الذى أقيم بإستاد القاهرة، السبت، يمثل عرض قوة للإخوان، فلقد تجمع أنصار الجماعة ملقين الرئيس بالترحيب الصاخب، ليرد مرسى بالتلويحات الحماسية، بينما تتم إحاطته بالحراسة خلال سيره حول الملعب.
وتشير الأسوشيتدبرس أنه بينما سعى مرسى طوال ساعتين كاملتين للحديث عن إنجازاته، فإن موقع مرسى ميتر، الذى يتتبع إنجازات الرئيس خلال المائة يوم الأولى، أكد أنه لم يسد سوى بخمسة وعود من أصل 64 وعدا بهم.
ويشعر الكثيرون فى مصر بالإحباط جراء بطء وتيرة الإصلاح، ويقول المنتقدون إنهم يرون ظلال الماضى فى أسلوب النظام الحالى، وقال المحامى الحقوقى محمد عبد العزيز: "أرى سياساته مثل سياسات مبارك، لكن بشكل إسلامى" ويضيف: "إنها نفس السياسية الاقتصادية واللغة".
واتهم عبد العزيز الرئيس الإسلامى بالتخلى عن أهداف الثورة من حرية وعدالة ومساواة اجتماعية، وتابع: "يتم إطلاق سراح الجهاديين الإسلاميين، وعلى الجانب الآخر نسمع القليل عن الثوار الذين حوكموا تحت الحكم العسكرى، هذا غير مصابى الثورة الذين لا يمكنهم حتى إيجاد العلاج".
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واشنطن بوست:
تبادين ردود الفعل على أداء مرسى خلال المائة يوم الأولى فى الحكم
تطرقت الصحيفة عن سجل الدكتور محمد مرسى، بعد مرور مائة يوم على انتخابه رئيسا لمصر. وقالت، إن هناك ردود فعل متباينة إزاء أداء مرسى خلال تلك الفترة، وإن كان الرئيس قد اكتشف أن الرأى العام أصبح له أهميته فى مصر الجديدة.
وأضافت الصحيفة أن مرسى الذى تم انتخابه فى يونيو الماضى كان قد وعد بإنجاز الكثير خلال المائة يوم الأولى له فى الحكم،والتى تنتهى اليوم الأحد، وفى شكل لم يكن متصورا فى الماضى الاستبدادى لمصر، فإن معارضى الرئيس يضغطون عليه، فمن بين 64 وعداً قطعها الرئيس على نفسه للوفاء بها خلال المائة يوم الأولى، لم ينفذ سوى أربعة فقط- وفقاً لمبادرة مرسى ميتر، فلا تزال أكوام القمامة موجودة فى بعض شوارع العاصمة، والإضرابات والاعتصامات؛ للمطالبة بزيادة الأجور والحوافز، أدت إلى توقف بعض الخدمات فى القطاع العام، ولاسيما فى المستشفيات التى تعانى من نقص التمويل، حتى إن مواطناً تقدم ببلاغ إلى الشرطة ضد مرسى لفشله فى الوفاء بكل الوعود التى قطعها على نفسه لإنجازها خلال المائة يوم الأولى.
وتتابع الصحيفة قائلة: لكن فى عناوين الصحف وعلى نواصى الشوارع، فإن حكومة مرسى وأنصارها فى الإخوان المسلمين تم احتواؤها، فمرسى كان بلاؤه حسنا فى الأشهر الثلاثة الأولى وفقاً لما يقوله هؤلاء، بل إنه فعل كل ما هو متوقع، نظراً للأوراق التى يتعامل معها.
ونقلت الصحيفة عن رشاد بيومى، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، قوله إن أداء مرسى كان عظيما، مشيرا إلى أن الرئيس ورث ديوناً وطنية صعبة، لكنه قام بخطوات مهمة أيضا فى تحويل ميزان القوى بعيداً عن الجيش الذى كان يسيطر على الأمور منذ الإطاحة بمبارك فى ثورة يناير.
وتقول واشنطن بوست، إن أول فترة لمرسى فى الحكم تمثل التجربة الرئيسية لحاكم إسلامى منتخب فى العالم العربى بعد عقود من القمع، والمخاطر كبيرة ولا سيما فى مصر التى سيذهب فيها المصريون مجدداً إلى صناديق الاقتراع فى الأشهر المقبلة للموافقة على دستور جديد وانتخاب برلمان جديد.
ويرى عمر عاشور، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية بجامعة إكستير البريطانية، أن الإخوان تعلموا الدرس القاسى من انتخابات هذا العام، ويناورون بحذر قبل حاجز المائة يوم، فبينما اختار الناس 70% الإسلاميين فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، إلا أن 50% فقط صوتوا للإسلاميين فى الانتخابات الرئاسية التى أجريت بعدها بأربعة أشهر.
كما نقلت الصحيفة عن أحد منتقدى الرئيس قوله، إن مرسى لم يوف بوعوده أبداً، لكن حكومة مرسى والإخوان المسلمين سعوا إلى التقليل من أهمية الوعود التى لم يوف بها. وقالوا: إن المائة يوم لم تكن كافية لإجراء تغييرات واضحة، مع التركيز بدلا من ذلك على نجاح مرسى الدبلوماسى.
وأوضحت الصحيفة أن الرحلات الاستراتيجية للرئيس فى الأسابيع الأخيرة قد أنهت عقوداً من العلاقات المنقادة مع الدول الأخرى، ومثلت بداية لعهد جديد من العلاقات المتوازنة القائمة على أساس الاحترام المشترك، حسبما يقول محمود غزلان، المتحدث أيضا باسم حزب الحرية والعدالة، واعتبر غزلان أن هذا الشىء له أهمية كبيرة لدى المصريين، لأنه يمثل استعادة لإرادة بلادهم وكرامتها، وقدرتها على اتخاذ القرار.
السلفيون أخطر تحد للحكومات الإسلامية المعتدلة فى العالم العربى بضغوطهم عبر صناديق الاقتراع أو فوهة السلاح.. الصحيفة تتوقع أن يستفيد السلفيون من الانهيار الأمنى والاقتصادى فى الانتخابات المقبلة
نشرت الصحيفة تحقيقا بالصور عن صعود السلفيين فى العالم العربى بعد الثورات التى أطاحت بالحكام المستبدين، وقالت إن الانتخابات التى أعقبت الثورات العربية أخرجت الإسلاميين من عقود من القمع، ودفعت بهم إلى المناصب الأكثر قوة فى المنطقة، وفى مصر، أصبح سجين سابق رئيسا.
وتضيف الصحيفة، أن السلفيين الذين يتبعون شكلا متزمتا من الإسلام، والذين اعتنقوا الحريات الجديدة، يرون أن هناك عيبا خطيرا فى النظام الإسلامى الناشئ، وهو أنه ليس إسلاميا بما يكفى.
ونقلت الصحيفة عن الناشط السلفى جميل صابر فى القاهرة قوله، إنه يحلم باليوم الذى تطبق فيه المحاكم المصرية الشريعة الإسلامية بشكل شامل، ويضيف إنهم يقولون إن الناس لا تريد الشريعة وهذا ليس صحيحا، بل هم مستعدون.
وتشير الصحيفة إلى أن هناك الملايين فى شمال أفريقيا يشاركون صابر حلمه، وهذه الحقيقية تمثل أخطر تحد على الإطلاق للحكومات التى ناضلت على مدار أشهر فى مصر وليبيا وتونس لتجد موضع قدم لها.
ومع بدء القادة الإسلاميين المعتدلين فى هذه الدول فى صياعة دساتير ما بعد الثورة، فإن السلفيين يضغطون، أحيانا فى صناديق الاقتراع، وأحيانا أخرة بفوهة الأسلحة، من أجل خلق مجتمعات تعكس بشكل أقرب معتقداتهم الدينية ونمط حياتهم الذى يتسم بأنه شديد المحافظة.
وتمضى الصحيفة قائلة، إن عظم الصحوة السلفية وكثرة المشكلات التى تفرضها على الحكومات الجديدة ليست متوقعة، ففى حين أن التحديات من بقايا النظام السابق ومن الليبراليين الساخطين كانت متوقعة بشكل كبير، إلا أن الجذور الإسلامية لمن تولوا السلطة تم اعتبارها أمرا لا تشوبه شائبة، فتعهدوا جميعهم بإعادة الإسلام إلى مكانه الصحيح فى مركز المجتمع بعد عقود من التهميش.
غير أن الكثير من السلفيين الذين شجعهم ما رأوه من حماس شعبة لموقفهم، أدانوا القادة الجدد لكونهم شديدى الخجل فى حقن التفكير الإسلامى فى السياسات المحلية والخارجية طويلة الأمد، ويقولون إن الوقت قد حان لمزيد من العمل المهم.
ويقول صابر: "لسنا مغرمون بالصراع، إلا أن الفرصة حانت لاتخاذ إجراءات حازمة وخطوات جرئية".. وأضاف قائلا: "إذا سرق لص مرتبك الشهرى، ألن تريد قطع يده".
وتحدثت "واشنطن بوست" عن السلفيين فى مصر، وقالت إنه بعد أن كانوا يشاهدون الثورة فى مصر بقلق من الهامش، بدأوا يقومون بدروهم فى الديمقراطية الجديدة، فأطلقوا عشرات من القنوات التلفزيونية وفى الانتخابات القادمة ممكن أن يعتمدوا على نسبة 25% من المقاعد التى حققوها من قبل، بما يسمح لهم بالضغط على الحكومة التى تسيطر عليها الإخوان لاختيار مزيد من الوزراء السلفيين.
كما رصدت الصحيفة مواقف السلفيين فى ليبيا وتونس، وقالت أيضا إنهم أصبحوا أطرافا مهمة فى الكويت واليمن، كما أنهم يتصلون تحديدا بحماس فى قطاع غزة، وبينما تصنف الولايات المتحدة حماس بأنها منظمة إرهابية، إلا أن المسلحين السلفيين يرونها معتدلة للغاية بسبب اتفاقها على وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
كما أشارت الصحيفة إلى اختلاف موقف السلفيين من الولايات المتحدة، فبينما يعرب الجهاديون المتشددون علنا عن العداء لواشنطن، فإن عماد عبد الغفور، رئيس حزب النور السلفى شارك فى حفل يوم الاستقلال الأمريكى فى سفارة واشنطن بالقاهرة فى يوليو الماضى.
ومع الانتخابات المقرر إجراؤها فى مصر خلال أشهر لاختيار لبرلمان جديد، فإن السلفيين سيستفيدون فى بلد لا تزال تعانى من الانهيار الاقتصادى والأمنى، الذى تتباطئ حكومة الإخوان فى معالجته.
ومن غير الواضح، الكيفية التى سيترجم بها وجود سلفى أكبر فى الحكومة إلى قانون وممارسات، فليس كل السلفيين يضغطون من أجل التغيير الجذرى بين عشية وضحاها، ومن بين هؤلاء نادر بكار، المتحدث باسم حزب النور الذى يقول: "نحن نعلم أن المجتمع كله لا يمكنه أن يطبق الشريعة فى آن واحد"، وأضاف "إننا لسنا هنا للحكم على الناس أو إجبارهم على ما لا يريدونه".
وتلفت الصحيفة إلى أن الليبراليين العرب والمسئولين فى الدول الغربية يراقبون صعود السلفيين بعين من الحذر، لأن لهم دور مؤثر لهم يعقد من جهود واشنطن من أجل أن تفهم عقائد الأحزاب الإسلامية المنتخبة مثل الإخوان المسلمين.
كما يشعر مسئولو المخابرات أيضا بالقلق من أن الخط الذى يفصل بين السلفيين الذين يلعبون بالقواعد ومن لا يفعلون ذلك رمادى اللون، خاصة فى ليبيا، حيث أدى الفراغ الأمنى إلى زيادة نشاط الجماعات المتشددة.
نيويورك تايمز
السعودية وقطر تمتنعان عن مد متمردى سوريا بالأسلحة الثقيلة بعد تحذيرات واشنطن
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن المملكة العربية السعودية وقطر توقفتا عن إمداد ثوار سوريا بالأسلحة الثقيلة مثل الصواريخ التى تحمل على الكتف، التى تسمح للمقاتلين بإسقاط الطائرات الحكومية وتدمير السيارات المدرعة وتحويل مسار الحرب.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسئولى البلدين قولهم إن الرياض والدوحة تراجعتا عن تسليح الثوار السوريين، لعدم تشجيع الولايات المتحدة على الخطوة، بسبب مخاوف من سقوط هذه الأسلحة الثقيلة فى أيدى الجماعات الإرهابية التى تتخلل قوات التمرد.
وقال خالد العطية، وزير الدولة للشئون الخارجية فى قطر، إنه تم رفض نقل أسلحة مثل الصواريخ المحمولة على الكتف، حيث يعتمد المتمردون السوريون حاليا على بنادق الكلاشينكوف أو الـ إيه كيه.
وأضاف مستنكرا: "لا يمكنك توقيف جيش النظام السورى بالـ إيه كيه"، مؤكدا على الحاجة إلى دعم المتمردين بالأسلحة الثقيلة، قائلا "ولكن نحتاج أولا إلى دعم الولايات المتحدة ويفضل الأمم المتحدة".
ومنذ اندلاع الانتفاضة السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، تمد السعودية وقطر قوات التمرد، المحتشدة بالميليشيات الجهادية، بالأموال والأسلحة الصغيرة.
وعلى جانب آخر، أكد مسئولون سعوديون أن واشنطن لم تمنعهم من إرسال صواريخ تحمل على الكتف، لكنها حظرت من عواقب الأمر الخطيرة، وقال السعوديون والقطريون إنهم يبحثون فى سبل منع وقوع هذه الأسلحة فى الأياد الخطأ، عند إرسالها إلى سوريا.
ورفض مسئولو الإدارة الأمريكية التعليق على تصريحات حلفائهم من الخليج، بينما ردت الخارجية الأمريكية قائلة: "نحن نفعل ما نشعر أنه مناسب لمساعدة المعارضة غير المسلحة لتكون أكثر فعالية والعمل عن كثب مع المعارضة للتحضير لمرحلة انتقالية".
وتم سد أى فرص لتدخل دولى فى سوريا على غرار ليبيا، بعد تصويت روسيا والصين بالرفض داخل مجلس الأمن، كما أن الدعوة لتدخل عسكرى عربى، التى اقترحها أمير قطر خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليس من المرجح أن تؤتى بثمارها.
هذا فيما أعرب مسئولون من الرياض والدوحة عن خشيتهم من أن يوقظ القتال داخل سوريا العداوات الطائفية العميقة، فمنع التدخل العربى أو الدولى قد يتحول إلى جهاد شعبى لا يمكن السيطرة عليه، يهدد الحكومات العربية أكثر من الحرب الأفغانية فى الثمانينيات.
وتشير الصحيفة إلى علامات على زيادة طفيفة فى أعداد الشباب الذين يذهبون إلى سوريا من السعودية وغيرها من البلدان المسلمة، وكذلك جهود جمع الأموال لدعم المتمردين بالأسلحة الثقيلة.
الأسوشيتدبرس
مرسى استغل خطاب أكتوبر للدفاع عن أدائه خلال الـ 100 يوم الأولى
قالت وكالة الأسوشيتدبرس إن الرئيس محمد مرسى استغل كلمته بإستاد القاهرة بمناسبة ذكرى انتصار أكتوبر، للدفاع بقوة عن أدائه خلال الـ 100 يوم الأولى له فى المنصب.
وأضافت أن مرسى حاول مواجهة الانتقادات المتزايدة بشأن القليل جدا الذى يذكر مما حققه من وعود، معترفا أن إدارته لم تف بجميع وعوده، وأن هناك الكثير من العمل بانتظاره.
وتحدث مرسى أمام حشد من عشرات الآلاف من مؤيدى الإخوان المسلمين، حيث استغل ما يقرب من ساعتين للحديث عن ما قدمه من إنجازات، وفق وصفه، منذ توليه الرئاسة فى يونيه الماضى.
ويقول المنتقدون إن مرسى لم يحقق الحد الأدنى من وعوده للمائة يوم الأولى، هذا غير أن جماعة الإخوان المسلمين، التى ينتمى لها الرئيس، تسير على درب النظام السابق من خلال تجاهل منتقديها وحشو المناصب العليا بالموالين لها.
وترى الوكالة الأمريكية أن الاحتفال الذى أقيم بإستاد القاهرة، السبت، يمثل عرض قوة للإخوان، فلقد تجمع أنصار الجماعة ملقين الرئيس بالترحيب الصاخب، ليرد مرسى بالتلويحات الحماسية، بينما تتم إحاطته بالحراسة خلال سيره حول الملعب.
وتشير الأسوشيتدبرس أنه بينما سعى مرسى طوال ساعتين كاملتين للحديث عن إنجازاته، فإن موقع مرسى ميتر، الذى يتتبع إنجازات الرئيس خلال المائة يوم الأولى، أكد أنه لم يسد سوى بخمسة وعود من أصل 64 وعدا بهم.
ويشعر الكثيرون فى مصر بالإحباط جراء بطء وتيرة الإصلاح، ويقول المنتقدون إنهم يرون ظلال الماضى فى أسلوب النظام الحالى، وقال المحامى الحقوقى محمد عبد العزيز: "أرى سياساته مثل سياسات مبارك، لكن بشكل إسلامى" ويضيف: "إنها نفس السياسية الاقتصادية واللغة".
واتهم عبد العزيز الرئيس الإسلامى بالتخلى عن أهداف الثورة من حرية وعدالة ومساواة اجتماعية، وتابع: "يتم إطلاق سراح الجهاديين الإسلاميين، وعلى الجانب الآخر نسمع القليل عن الثوار الذين حوكموا تحت الحكم العسكرى، هذا غير مصابى الثورة الذين لا يمكنهم حتى إيجاد العلاج".
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة