هناء المداح تكتب: المعاكسات الهاتفية.. قلة أدب

السبت، 06 أكتوبر 2012 03:46 م
هناء المداح تكتب: المعاكسات الهاتفية.. قلة أدب صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ عدة أيام حاولتُ الاتصال بإحدى صديقاتى مرات عديدة، ولكن كان هاتفها مغلقاً على غير العادة لدرجة أقلقتنى عليها، وجعلت خيالى يجول ويصول ويتصور أن خطراً أو مكروهاً أصابها، إلا أنها هاتفتنى بعد ذلك من خلال رقم جديد، لأن رقمها الذى لدى أصبح رقماً عالمياً بعدما وضعه أحد المعاكسين على الشبكة العنكبوتية للتعارف، عقاباً لها على رفضها الحديث معه ومجاراته فيما يقول ويعرض من أمور منحطة لا أخلاقية، هذا المعاكس الوضيع الذى ظل يلاحقها لفترة طويلة رغم أنها صدرت له زوجها ليرد عليه ويتصدى له، إلا أنه لم يبال بل تآمر عليها لا لشىء إلا لكونها أنثى وحسبنا الله ونعم الوكيل.

ظاهرة المعاكسات أو المغازلات الهاتفية تُعَد من أخطر الظواهر التى تفشت بشكل ملحوظ فى العالم العربى خلال السنوات العشر الأخيرة، خاصة بعد رخص ثمن أجهزة الهواتف النقالة وانخفاض سعر المكالمات وكثرة عروض الشركات المغرية التى تآمرت على العرب والمسلمين لإلهائهم وتضييع أوقاتهم فيما لا يجدى، ولأننا وللأسف الشديد شعوب مستهلكة للتكنولوجيا استهلاكاً سلبياً فى الغالب الأعم ولا ننتجها أو حتى نساهم فى تطويرها وقع معظمنا تحت وطأة هذا الغزو والاستعمار الثقافى والفكرى، خصوصاً مع غياب الوازع الدينى وضعف الإيمان والانحطاط الأخلاقى إضافة إلى الفراغ والبطالة والعنوسة التى يعانيها الكثير من الإناث والذكور فى الوطن العربي!.

المثير للدهشة والألم فى الوقت نفسه، أن المعاكسات لم تعد مقصورة على الذكور فحسب، بل أصبح الكثير من الإناث تقوم بمثل هذا الأمر الشائن المعيب دون الاكتراث بخطورة وعواقب ذلك عليها فى الدنيا والآخرة.

فكما يعاكس الذكور الإناث عبر الهاتف ويتحرشون بهن لفظياً وينتهكون كرامتهن ويخدشون حياءهن ويسمعونهن عبارات وألفاظ جنسية قبيحة من شأنها مداعبة الشهوات وإثارة الغرائز وإقامة علاقات محرمة، تقوم أيضاً بهذا الأمر المخزى الفاضح العديد من الإناث ممن لم يتم نشأتهن وتربيتهن تربية إسلامية صحيحة على الالتزام بفضائل الأخلاق والبعد عن الفاحش من القول والفعل وعدم التبرج والتسكع فى الشوارع والأسواق دون داعٍ، واللائى تربين على مشاهدة ما تقدمه كثير من القنوات الفضائية الهدامة من أفلام وأغانٍ داعرة مثيرة فضلاً عن متابعة المجلات والصفحات والمواقع الإباحية المنتشرة على الإنترنت انتشار النار فى الهشيم!، وبالتالى يجدن – والعياذ بالله - فى الهواتف طريقاً ميسوراً لإشباع شهواتهن التى أيقظنها عن طريق الوسائل المشبوهة سالفة الذكر قبل أوانها المناسب وهو الزواج الشرعى الصحيح، الأمر الذى يؤدى بدوره إلى كوارث لا يعلم مداها سوى الله.

وللتقليل من حدة هذه الظاهرة وعلاجها أقترح التالى:

- أن يتقى الآباء والأمهات الله فى أبناءهم وبناتهم ويحسنوا تربيتهم وتعريفهم أمور وتعاليم دينهم التى إذا تمسكوا بها واتبعوها لكان الفلاح والنجاح طريقهم فى كل مراحل حياتهم.

- أن تتبنى المساجد والمدارس والجامعات وبرامج التلفاز الدينية والاجتماعية والتربوية هذه القضية وتقوم بإسداء النصائح للشباب وتحذيرهم من خطورتها على الطرفين، إضافة إلى الحديث عن قيمة الوقت التى يجهلها الكثيرون، ومطالبة أولى الأمر بضرورة حل مشكلة البطالة وتوظيف الشباب وحث الأسر على تيسير أسباب الزواج وعدم المغالاة فى المهور والصداق ومسكن الزوجية والأثاث... إلخ.

- معاقبة وتغريم شركات المحمول التى تبيع خطوطها بأبخس الأثمان بشكل عشوائى دون أن يتم تسجيل اسم المشترى للشريحة وتسجيل رقم بطاقته، لأن هذه العشوائية فى بيع الخطوط أدت بدورها إلى ازدياد المعاكسات لثقة كل مَن يعاكس فى أن ملاحقته فى هذه الحالة ستكون صعبة بل مستحيلة.

ـ توقيع أقصى عقوبة على كل من يثبت تورطه فى ارتكاب هذا الفعل غير الأخلاقى سواء بالحبس أو بالغرامة العالية لعله يرتدع بعد ذلك ويكون عبرة لغيره.






مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

واحد من الشعب

جزاك الله خير على هذا الموضوع

عدد الردود 0

بواسطة:

samy

بورك هذا القلم

هل من تنفيذ لما تم طرحه في المقال؟

عدد الردود 0

بواسطة:

بنت مصرية

الموضوع بسيط جدا وعلاجه سهل

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبده

موضوع مهم

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

موضوع مهم

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود عبد النبى

جزاكى الله خيرا كثيرا

عدد الردود 0

بواسطة:

بهاء الدين حسن

قانون الضمير !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

محسن

مقال جيد وموضوع مهم يجب الاهتمام به لانه فى النهاية يؤدى الى كوارث وخراب بيوت فى بعض الاحي

عدد الردود 0

بواسطة:

كامل على

مؤشر على مشكلة خطيرة فى المجتمع

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق الديب

الاتجاه المعاكس

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة