سها المنياوى تكتب: تحرش حتى أراك

السبت، 06 أكتوبر 2012 04:40 م
سها المنياوى تكتب: تحرش حتى أراك صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سيداتى آنساتى... ثم سيداتى نرجو الانتباه.. على كل فتاة أن تبدأ فى حمل أدوات الدفاع الذاتى من حذاء أحادى الجانب كعب رفيع يسبب الجروح.. إسبراى – زجاجات، الخاصة بما يسمى الايسانس ممتلئة بخليط من: خل - شطة - دقة الكشرى إن وجدت مع ماء البنجر؛ لأنه بقعة صعبة لا تزول بالغسيل اليدوى العادى وتمنياتنا بتحرش آمن ومواقف كوميدية أكثر جسارة.

يجب على الفتاة المصرية التى تعتزم الخروج تحدياً للكائنات المتحرشة واستمتاعاً بالعيد كأى فتاة آمنة فى بلد آمن أن تأتى بالأفعال الآتية:

أولا: تنظر جيداً فى كل اتجاه وفى الغلاف الجوى المحيط بأى ذكر يمر بجانبها أو يقف أو يفكر أن يقف بجانبها أو حتى ينظر لها - لا يهم أن تكون نظراتها سريعة ومتلاحقة كالمخابيل فالأهم هو سرعة الانقضاض.

ثانياً: أى تحرش لفظى تصيح مستفسرة "بتقول إيه؟؟ حضرتك بتقول حاجة؟؟؟ كنت بتقول إيه من شوية؟؟؟ بأعلى صوت ولا يهم إذا أفزعت المتحرش وأصدقاءه أو المحيطين.

ثالثاً: أى يد تمتد يجب أن تمسكها بقوة وتتشبث بها حتى الموت ثم تصل لنهاية اليد لتجد ذكر مصرى لتعطيه الطريحة اللازمة.

رابعاً: يجب أن تتلبسك حينها روح السيدة الإسكندرانية البلدى (استلهميها من أى مسرحية أو فيلم والأفضل مسرحية ريا وسكينة) وإما تصيحين وتشيرين للمارة أن هذا الولد غير محترم وأنه هل يقبل التحرش بأخته وأمه وزوجته، وإذا كان طفلاً يا حبذا تأتى بسيرة الأم كثيراً ثم لنأتى بالأفعال فالحياة أفعال لا أقوال.

النتيجة المتوقعة:

أما التضامن معك (لا تتوقعيه أصلاً) وأما مشاهدتك كأنك تقدمين عرضاً مسرحياً مصحوبة بنظرات ذهول ودهشة.
فضلا وليس أمراً يمكنك أن تصيحى بكل من ينظر لك بذهول "فيه حاجة؟" واجعلى الشرر يتطاير من عينيك.

توقعى أن يتم تصوير رد فعلك الشهم الهمام بموبايلات - لا تكترثى فالدعوة سوف تنتشر لجميع "اليوتيوبيين والفيس بوكيين" بأن لا تخجل أى فتاة من فضح المتحرش وعدم التفكير فى رد فعله فمهما كان رد فعله أنت الطرف الأقوى وهو الجانى أى الطرف الأضعف دائماً وأبداً.

تذكرى عزيزتى الآتى:

أن المتحرش إما غلام حدثت له صدمة ثقافية وآتٍ من بيت تقل فيه نسبة التربية واحترام الأنثى ومتروك لأصدقاء السوء، ليطالعوا الإنترنت وما يحمله من فواحش لا يتحملها سنه الصغير، فتترسخ فى ذهنه صورة المرأة ككائن "لانجيرى" لا وظيفة له إلا الإمتاع وقد تكون الفكرة موجودة لدى بعض الفتيات بالتبعية للأسف.

أما المتحرش الناضج الشاب فهو مكبوت جنسياً من جهة، ومن جهة أخرى يرى المرأة التى لا يطولها فى أسوأ صورها عبر الإنترنت ومقاطعه الساخنة مما أحدث له صدمة ثقافية، فهو لا يعيش حياة سوية ومهمش اجتماعياً وسياسياً واقتصاديا أيضاً.

أما المتحرش العجوز فهذا مريض، وحالته نادرة يتغذى على قناة التت والقنوات الخليعة التى صدمته أيضاً بعد أن كان يخجل من مجرد رؤية نادية لطفى أو هند رستم فى فيلم أبيض وأسود كما أنه يعانى كأى رجل من مراهقة متأخرة وزوجته المصرية الأصيلة قد تركت المساحة الجنسية لديه فارغة لأنها "كبرنا يا راجل" وهما من جيل قد تربى على أن "قلة الأدب" تعنى جنس فترسخت وكبرت ونمت والمفارقة أن قلة الأدب نأتى بها دائماً مساقين بفكرة أن فتيات هذا الزمان يفتقدن إلى الحياء والشرف ورقعة الشرف صارت صينية تباع وتشترى بأقل الأسعار.

أليس كل تلك المعطيات صدمات ثقافية يصعب تحملها؟

وما ذنبك أنت أيتها الآمنة التى تريد أن تعيش حياة آمنة طبيعية، وأن لا تجلس بالبيت وتخرج من العالم الافتراضى الذى قد تجد به متحرشين "فيسبوكيين" و"إنترنتيين" فالتحرش يحاصرك فى كل مكان حتى تصلى إلى تشويه روحك وأفكارك وتقبل فكرة أنك الخاطئة وأن المتحرش (دعييييييييف) وأنت السبب والمرجع الرئيسى لأى تحرش أو معاكسة أو مضايقة.

حاذرى من أن يعبث أحد بغرورك الأنثوى، ويوهمك بأن أى جزء منك سيفجر الفتنة الأبدية بالبلاد، وسيجعل الشباب ثائراً دائماً وثورته مستمرة ليس على الظلم ولكن على اللحم الأنثوى المعرض للهواء أو المحدد بما يسمى الكارينا.

لا تنساقى وراء أن تغطية كل جزء فيكى ولو تغطية زائفة سيكون عفة لك وللمتحرش، فهذا وهم لأن المتحرش مشكلته فى رأسه وعينيه، لكن هذا لا يعنى أن تظهرى جسدك للعرض بل صنيه لأنك إنسانة يجب أن ينظر البشر إلى عقلها وكيف تفكر وتتعامل، لا كيف تسير وتتحدث وما الإغراء الذى يمكن أن نستخلصه منها.
عيد سعيد على كل آمنة مصرية... أقصد كل فتاة مصرية غير آمنة لأن الآمنات قليلات جداً.






مشاركة




التعليقات 8

عدد الردود 0

بواسطة:

gig

الي كاتبة المقال

عدد الردود 0

بواسطة:

عثمان مكاوى

مقالة جميلة

احسنتى استاذة سها

عدد الردود 0

بواسطة:

shams

بنت الدليل

رائع يا سها مقالة موفقة 140 لا يك ليكى

عدد الردود 0

بواسطة:

محمدعلى

شكرا على الافادة

عدد الردود 0

بواسطة:

Mahmoud

كان الاولي بك ان تدعوهن الي الاحتشام

عدد الردود 0

بواسطة:

سها المنياوي

رد

عدد الردود 0

بواسطة:

سيد خلف

مقالة رائعة لكاتبة متميزة

عدد الردود 0

بواسطة:

مها عيسي

سهسوه حبيبتى

جميل يا سهي بس واضح انك بتقرأى ليوسف معاطي كتير

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة