إيران تغازل الغرب وتحول يورانيوم عالى التخصيب إلى وقود للأبحاث الطبية

السبت، 06 أكتوبر 2012 10:10 م
إيران تغازل الغرب وتحول يورانيوم عالى التخصيب إلى وقود للأبحاث الطبية المشروع النووى الإيرانى
طهران (أ ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى محاولة لتخفيف الضغوط الدولية بشأن برنامجها النووى، حولت إيران أكثر من ثلث اليورانيوم الأعلى تخصيباً لديها إلى مسحوق يستخدم فى مفاعلات الأبحاث الطبية ويصعب إعادة معالجته ليستخدم فى تصنيع أسلحة نووية، حسبما قال خبراء ومراقبون من الأمم المتحدة.

ويوحى المسعى الذى تمت الإشارة إليه فى تقرير فنى صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى نهاية أغسطس الماضى أن إيران تحاول إبداء ما يكفى من حسن النوايا لاستئناف محادثات نووية مع القوى الدولية بينما تستهدف تخفيف مطالب الولايات المتحدة ودول أخرى بوقف تخصيب اليورانيوم على مستوى عالٍ.

وقال حسينى نقوى، العضو البرلمانى الإيرانى البارز، إن البلاد تتخذ "إجراء مهماً وملموساً لبناء الثقة" بتحويل بعض من مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين فى المائة إلى "يو.308" أو أكسيد اليورانيوم فى صورة مسحوق.

والخطوة جزء فيما يبدو من إستراتيجية أوسع نطاقاً للسعى لتخفيف العقوبات الغربية على إيران مقابل خطط تدريجية لخفض عملية تخصيب اليورانيوم التى تخشى واشنطن وحلفاؤها بأن تؤدى إلى إنتاج المادة التى تستخدم فى إنتاج الأسلحة، وتصر إيران على أن طموحاتها سلمية.

لكن إيران لم تقدم تنازلات جوهرية فى تقليص مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين بالمائة وهى أعلى نسبة تعترف بها الجمهورية الإسلامية. وقال "أولى هاينونين" المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن لدى إيران ما يكفيها من الوقود للمفاعلات البحثية لسنوات ولديها معامل قادرة على إنتاج المزيد من المادة فى هذا المستوى.

وقوبلت مقترحات إيران حتى الآن بمقاومة من الغرب، بينما تثقلها العقوبات الاقتصادية التى أدت إلى احتجاجات هذه الأسبوع بعد أن فقدت العملة الإيرانية أربعين بالمائة من قيمتها.

وبرنامج إيران لتخصيب اليورانيوم بنسبة عشرين بالمائة بين نقاط النزاع المحورية، لأن هذا اليورانيوم يمكن ترقيته إلى مستوى الأسلحة بشكل أسرع بكثير من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 بالمائة المستخدم فى مفاعل الطاقة الإيرانى الوحيد.

وتقول إيران إن هذه الدرجة من التخصيب تستخدم فى مفاعلات إنتاج النظائر الطبية التى تنتج النظائر المستخدمة فى علاج السرطان، وأعلنت أيضاً خططاً لبناء المزيد من مثل هذه المفاعلات. وتريد الولايات المتحدة وحلفاؤها من إيران أن توقف إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين بالمائة وأن تشحن ما بقى منه إلى خارج البلاد.

وجمد المأزق المحادثات بين إيران ومجموعة الدول الست التى تضم الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن الدولى بالإضافة إلى ألمانيا.

ودأب مسؤولون إيرانيون على التأكيد على أنهم لن يتخلوا أبداً عن تخصيب اليورانيوم، لكن العقوبات الغربية الآخذة فى التزايد وتنامى الانتقاد الشعبى قد يجعل القيادة الإيرانية تقبل على مزيد من الحلول الوسط.

وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى تقرير صدر فى 30 أغسطس أن إيران أنتجت أوكسيد اليورانيوم يو. 308 من 71.25 كيلوجرام من ما إجماليه 190 كيلوجراما من اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين بالمائة أنتجت حتى منتصف أغسطس.

ويقول خبراء إن أوكسيد اليورانيوم يو. 308 بعيد فى واقع الحال عن الشك فيه كمادة محتملة لإنتاج أسلحة نووية.

وقال رسول صديقى بونابى، الأستاذ فى جامعة شريف للتكنولوجيا فى طهران، إن المسحوق يتحول إلى ألواح وقود للمفاعلات، لكن من المعقد والخطير محاولة إعادة المسحوق المشع إلى الحالة الغازية المطلوبة لأجهزة الطرد المركزى المستخدمة فى التخصيب.

وأضاف أن الأهم هو أن إيران لا تمتلك حتى التكنولوجيا لمحاولة القيام بذلك.

ومضى يقول: "بمجرد التحول إلى يو. 308 لا يمكن استخدامه لإنتاج اليورانيوم المستخدم فى القنابل، والخوف من انتشاره قليل".

وتصر إيران على أنها لا تسعى لامتلاك أسلحة ذرية وأنها تستخدم التكنولوجيا النووية للتطبيقات الطبية وإنتاج الطاقة.

وقال نقوى، المتحدث باسم لجنة الأمن فى البرلمان الإيرانى، إن الإجراء يتوقع أن ييسر المحادثات بين إيران والقوى الدولية ويمهد الطريق لحل دبلوماسى بشأن الأنشطة النووية لطهران.

وأضاف "إيران أبدت" رفضها للأسلحة النووية.

وقال هاينونين إن إيران مازالت تنتج نحو خمسة عشر كيلوجراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين بالمائة فى الشهر. وهذا قد يصل إلى عشرين كيلوجراماً فى الشهر إذا وسعت إيران عملها فى منشأة التخصيب فى فوردو التى نحتتها فى عمق الجبل فى جنوب طهران.

ويقول بعض الخبراء إن إيران قد تحتاج من 200 إلى 250 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين فى المائة لتنتج رأساً نووية واحدة. ويقول آخرون إن ما يزيد على 170 كيلوجراماً ولو قليلاً يكفى لإنتاج رأس نووية.

وقال مارك فيتزباتريك، مدير برنامج نزع السلاح وعدم الانتشار فى المعهد الدولى للدراسات الإستراتيجية، إن قرار إيران بإنتاج أوكسيد اليورانيوم يو 308 "مطمئن قليلا".

وقال فى بيان أرسل بالبريد الإلكترونى "إنها تميل إلى التأكيد على أن هناك غرضاً مدنياً من التخصيب إلى هذا المستوى".

لكن فيتزباتريك وعالماً نووياً أمريكياً آخر طعنا فى تأكيد بونابى بأن إيران ليس لديها التكنولوجيا التى تعيد تحويل المادة.

وقال فيتزباتريك إن هناك مهندسين إيرانيين لديهم المعرفة اللازمة لتحويل مسحوق أوكسيد اليورانيوم يو. 308 إلى الغاز المستخدم فى أجهزة الطرد المركزى.

وقال: "لن يستغرق الأمر طويلاً لعمل هذا". وأشار إلى أن الإجراء يشبه عملية تحويل خط من خام اليورانيوم المعروف باسم الكعكة الصفراء إلى الغاز المعروف باسم يو. إف. 6 وهو المادة الخام للتخصيب.

وقال ماثيو جان، الأستاذ المساعد فى مدرسة فرانلكين كيندى للحكومة فى جامعة هارفارد، إن إيران لديها القدرة على إعادة تحويل الأوكسيد إلى غاز.

وأضاف "هذا ممكن... إيران لديها التكنولوجيا"

وأشار هاينونين إلى أن أى نقاش بشأن تحويل إيران المسحوق "يو.308" قد لا يكون أمراً ذا شأن" لأن إيران لديها كمية ذات شأن من اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين بالمائة.

وأضاف "ويرجح أن يزيد المخزون".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة