يبدو أن فرناندو لورينتى مهاجم المنتخب الأسبانى، وأتليتك بيلباو، بدأ يعض أصابع الندم، بعدم ترك الفريق الباسكى، خلال فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة، والانتقال إلى أحد عمالقة الأندية الأوروبية، التى كانت تتهافت على التعاقد معه، طوال الفترة الماضية، عقب الأزمة الأخيرة التى نشبت بينه وبين الأرجنتينى مارسيلو بييلسا المدير الفنى للفريق، بعدما رفض لورينتى الاستماع لتوجيهات الأخير، خلال تدريبات الفريق، استعداداً لمواجهة سبارتا براج التشيكى أمس الخميس، ضمن مباريات دور المجموعات، بمسابقة الدورى الأوروبى "اليوروباليج".
وكان لورينتى بات قاب قوسين أو أدنى من الرحيل عن الفريق الباسكى الصيف الماضى، متجهاً نحو مدينة "تورينو" الإيطالية، للانضمام إلى صفوف يوفنتوس مقابل 16 مليون يورو، إلا أن الصفقة باءت بالفشل فى ظل تمسك إدارة بيلباو بالحصول على 20 مليون يورو، نظير الاستغناء عنه، ولم يكن يوفنتوس النادى الوحيد المهتم بضمه، حيث سعى مانشستر سيتى الإنجليزى للتعاقد معه، مقابل 36 مليون يورو، وهو الشرط الجزائى المتواجد فى عقد اللاعب مع بيلباو.
بدأت وقائع الأزمة، عندما أخذ بييلسا، فى إعطاء التوجيهات للاعبيه خلال المران، بسبب الأداء السلبى، إلا أن اللاعب فاجأ الجميع بمغادرته لأرض الملعب، ليكتب فصلاً جديداً فى سلسلة أزماته مع النادى والمدرب الأرجنتينى، ويرى المدرب الأرجنتينى أن لورينتى بات كـ "السرطان" الذى ينهش فى جسد الفريق، بسبب الأزمات التى يصدرها من أجل الرحيل، مما دفع اللاعب للرد عليه قائلاً، "استمرارى مع الفريق، أمر يخصنى، بخلاف رغبتك أنت"
وباتت أزمة لورينتى وبييلسا، مادة دسمة للصحف الأسبانية، على غرار الأزمة الأخيرة التى كان بطلها النجم البرتغالى كريستيانو رونالدو، صانع ألعاب ريال مدريد الأسبانى، لكنها سرعان ما انتهت، فى الوقت الذى انقسم فيه الإعلام وجماهير الفريق، ما بين مؤيد ومعارض لموقف اللاعب الذى أعطى الكثير للفريق الباسكى، حيث قاده فى الموسم الماضى، للصعود إلى المباراة النهائية فى بطولتى الدورى الأوروبى، وكأس أسبانيا، قبل أن يخسر اللقبين، كما كان ضمن كتيبة النجوم التى أحرزت لقب كأس الأمم الأوروبية الأخيرة التى أقيمت فى بولندا وأوكرانيا.
الأزمة وضعت إدارة النادى فى مأزق أمام الجماهير، خاصة أن العلاقة بين لورينتى وبييلسا وصلت إلى طريق مسدود، وأن الاستغناء عن أحدهما، يعد أمراً صعباً، حيث تعول الإدارة على المدرب الأرجنتينى فى إعداد فريق قوى، لاعتلاء منصات التتويج، فيما يعد لورينتى من أهم نجوم الفريق فى الفترة الأخيرة، والاستغناء عنه قد يفتح النار على الإدارة من جانب الجماهير، بعد رحيل لاعب الوسط خافيير ماريتينز إلى بايرن ميونيخ الألمانى الصيف الماضى، مقابل 40 مليون يورو.
جدير بالذكر أن أزمات المدربين مع نجوم الأندية، باتت متداولة هذه الأيام، بعد المشاجرة اللفظية التى نشبت بين فرانشيسكو جويدولين المدير الفنى لنادى أودينيزى، ونجم الفريق أنطونيو دى ناتالى، كذلك البرتغالى مانويل جوزيه، المدير الفنى السابق للنادى الأهلى، وبيروزى الأيرانى الحالى مع نجم الفريق على كريمى.
تقرير: أزمة "لورينتى – بييلسا" تلقى بظلالها على عملاق الباسك
الجمعة، 05 أكتوبر 2012 08:23 ص