جددت القوات النظامية السورية اليوم الجمعة، قصفها لمناطق يسيطر عليها المقاتلون المعارضون ولاسيما فى حمص، حيث استخدم وللمرة الأولى منذ اندلاع النزاع الطيران الحربى فى قصف هذه المدينة الواقعة فى وسط البلاد، فى حين عزز الجيش التركى وجوده على الحدود مع سوريا والتى استعادت هدوءها.
وتأتى هذه التطورات غداة إدانة مجلس الأمن الدولى القصف السورى لقرية تركية حدودية أدى الأربعاء الماضى إلى سقوط خمسة قتلى مدنيين أتراك، ورد عليه البرلمان التركى بتفويض الحكومة بشن عمليات عسكرية داخل سوريا، فى حين نفى رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان وجود نية لدى بلاده بشن حرب على جارتها الجنوبية.
وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان صباح اليوم الجمعة، إن حى الخالدية بحمص تعرض "لقصف هو الأعنف منذ خمسة أشهر حيث شاركت طائرة حربية لأول مرة باستهداف الحى"، تزامنا مع قصف بالمدفعية وقذائف الهاون وتعزيزات فى محيطه، كما أوردت "الهيئة العامة للثورة السورية" أن الحى يتعرض لقصف عنيف "بقذائف الهاون والمدفعية ومن قبل الطيران الحربى (الميغ) التابع لقوات الأمن وجيش النظام، بالتزامن مع انفجارات هائلة تهز الحى وتصاعد أعمدة الدخان فى سماء المدينة".
وقال مدير المرصد رامى عبد الرحمن "يبدو أن (مجال) استخدام الطيران الحربى ليس مفتوحا، لذا يحاول النظام أن يحقق مكاسب قدر الإمكان"، وقال ناشط فى حمص عرف عن نفسه باسم "أبو رامى" لوكالة فرانس برس عبر سكايب، أن الأيام القليلة الماضية شهدت "عدة محاولات من النظام لاقتحام أحياء حمص القديمة".
وشهدت مناطق سورية عدة أعمال عنف الجمعة، غداة يوم دام راح ضحيته 170 قتيلا هم 74 مدنيا و48 مقاتلا معارضا و48 جنديا نظاميا، بحسب المرصد، وفى حلب (شمال) العاصمة الاقتصادية للبلاد، يتعرض حى الصاخور شرق المدينة لقصف عنيف "بالتزامن مع اشتباكات عنيفة" قرب دوار الصاخور، بحسب المرصد.
وتشهد المدينة منذ 20 يوليو الماضى قصفا واشتباكات، بعدما بقيت مدة طويلة فى منأى عن أعمال العنف المستمرة فى سوريا منذ منتصف مارس 2011.
وفى ريف دمشق قصفت القوات النظامية مدينة حرستا وضاحية قدسيا، غداة مقتل 21 عنصرا على الأقل من قوات الحرس الجمهورى فى تفجير وإطلاق نار، وتقوم القوات النظامية بتشديد حملتها على مناطق فى ريف العاصمة حيث عزز المقاتلون المعارضون وجودهم.
وفى محافظة الرقة (شمال)، أفاد المرصد عن اشتباكات فى بلدة معدان بريف الرقة، فى حين نفذت القوات النظامية حملة اعتقالات فى مدينة الرقة، وتبعد هذه المنطقة نحو 50 كيلومترا إلى الجنوب من تل أبيض ورسم الغزال، اللتين تعرضتا لقصف تركى الخميس ردا على القصف السورى على قرية اكجاكالى الحدودية التركية والذى أدى إلى مقتل خمسة مدنيين أتراك بينهم أم وأطفالها الثلاثة.
وعاد الهدوء النسبى إلى الحدود بين البلدين الجمعة لاسيما فى هذه البلدة الواقعة فى جنوب شرق تركيا حيث عزز الجيش التركى وجوده، وانتشرت دبابات وقطع مدفعية وجهت فوهاتها إلى الأراضى السورية، كما جابت آليات عسكرية شوارع البلدة المقابلة لمعبر تل أبيض الحدودى، الذى يسيطر مقاتلون معارضون على الجانب السورى منه منذ منتصف سبتمبر الماضى.
الطيران السورى يقصف حمص والجيش التركى يعزز وجوده على حدود هادئة
الجمعة، 05 أكتوبر 2012 03:21 م
آثار القصف السورى للأراضى التركية