السيد إسماعيل محمد يكتب: ويسألونك عن المسئول..

الجمعة، 05 أكتوبر 2012 10:08 ص
السيد إسماعيل محمد يكتب: ويسألونك عن المسئول.. ماسبيرو

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تنفرد مصر بخواص لا مثيل لها فى العالم المتمدين، منها إنها الدولة الوحيدة، التى يتم عزل الموظف الكبير من منصبه دون أن يدرى ولا يعلم بعزله والاستغناء عن عظيم خدماته، إلا من خلال وسائل الإعلام، حتى أصبحت كراهية أى مسئول لوسائل الإعلام كراهية مطلقة، حتى من قبل أن يبدأ عمله ويظل يحاربها ويكيد لها متمنيا لها اليوم السعيد، الذى يزول فيه الإعلام والإعلاميون من على وجه الأرض.

ولو أن أى مسئول، وهو فى نشوة قبوله المنصب تجرأ وسأل عن أسباب اختياره لوفر على نفسه عناء هذه الكراهية ولعرف أن اختياره إما جاء بمحض الصدفة أو لخفة دمه أو لدرجة قربه أو بعده من شياطين الإنس والجن، أو يكون المنصب جاءه مكرمة لأولياء الله الصالحين.. وكلها أسباب تعنى أن الطوابير فيها طويلة وبالتالى لن يحق له إن يبقى طويلا"!

ومن الغرائب أن المسئول يقبل المنصب الكبير، وهو لا يعرف شيئا عن مسئوليات المنصب وليست لديه الخبرة وربما أيضا مؤهلات الوظيفة، ولا يقال له ما هو المطلوب منه تحقيقه فى إطار الخطة العامة للدولة ويجد نفسه على رأس مؤسسة عامة وهامة بلا إلزام ولا التزام فإن اجتهد ونجح على غير المتوقع حاربته البرية، وإن فشل وسقط لا يجد من يحاسبه!

مسكين هذا الموظف الكبير يهرع بكل قواه إلى المنصب الكبير وهو فى غفلة من سياسة النظام منذ عهد الفراعنة، وحتى الآن هذه السياسة التى تعتمد فى فصل موظفيها الكبار على المباغتة والانقضاض السريع لشل حركتهم وقدراتهم على التفكير، فيخرجون من المناصب يلعنون وسائل الإعلام ووسائل منع الحمل!

من ناحية أخرى فإن الناس فى بلادى لا يحق لهم أن يعرفوا شيئا عن هؤلاء الذين يختارهم النظام لشغل الوظائف الكبرى، ولا عن المهام المكلفين بها.. ولا عن الثواب والعقاب فى حالة النجاح أو الفشل.. ولا أحد يعرف ما هى حكمة النظام فى هذه السرية، التى تدار بها الأمور حتى الأهداف أصبحت شبه سرية.. والشعب يلهث وراء النظام ليل ونهار يبحث عن ماهية المسئولين ويجاهد فى تفسير القرارات، ولم يعد أمام الناس من سبيل لفهم ما يجرى إلا الذهاب إلى الأئمة والدعاة.. والسياسيون يمتنعون.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة