قالت وكالة "أسيوشيتدبرس" الإخبارية الأمريكية إن الخلافات الداخلية تهدد بتفكك حزب النور السلفى، حيث يحاول البراجماتيون أن يتخلصوا من سيطرة رجال الدين المتشددين الذين يرفضون أى حل وسط أو تفاوض فى رؤيتهم المتزمتة للإسلام.
وحذرت الوكالة، فى تقرير نشرته شبكة فوكس نيوز تحت عنوان "تفكك الحزب الإسلامى المتشدد فى مصر بما يشير لهشاشة فى الإسلام السياسى"، من أن الصراع على القيادة ممكن أن يشل الحزب الذى أصبح ثانى أكبر القوى السياسية فى مصر بعد الإخوان المسلمين. وقد جسد الإخوان والسلفيون معا الصعود القوى للإسلاميين إلى السلطة بعد سقوط مبارك العام الماضى.
كما اعتبرت الوكالة الأمريكية أن الخلافات داخل حزب النور تؤكد معضلة رئيسية فى مشروع الإسلام السياسى، على حد قولها، والتى تتعلق بتصادم السياسات الديمقراطية مع المطالب الصارمة للعقيدة الدينية، خاصة المذهب الحاد والصارم للسلفيين. كما أن الصراع الداخلى من شأنه أن يشوه أهداف الأسلمة الراديكالية لمصر فى عيون بعض المصريين الذين ينظرون إلى الحزب باعتبارده مدنى وغير فاسد ويدعو إلى الالتزام الصارم بالقرآن والسنة النبوية.
ونقلت أسوشيتدبرس عن الدكتور محمد حبيب، القيادى السابق بجماعة الإخوان المسلمين، قوله: إن حزب النور ينفجر من الداخل، فقد الحزب مصداقيته فى الشارع، وأصبح الناس يرون رجال الدين الذى اعتادوا أن ينظروا إليهم على أنهم رجال الله ينخرطون فى نزاعات دنيوية، وكانوا قد اعتادوا على الثقة بهم، وسيكون لذلك تأثير سلبى ليس فقط على حزب النور أو السلفيين ولكن على كل الإسلاميين فى السياسة.
وأشارت الوكالة إلى أن فوز حزب النور السلفى بربع مقاعد البرلمان "المنحل" كان شهادة على الشعبية التى تحظى بها شبكات رجال الدين السلفيين التى تم تأسيسها فى عهد مبارك. إلا أن الحزب الآن فى صراع مرير على السلطة.
وتحدثت الوكالة عن المعسكرين الموجودين داخل الحزب الآن: الأول الذى يقوده رئيس الحزب ومؤسسه عماد عبد الغفور، والذى يدعو لفصل الدعوة السلفيبة عن الحزب من أجل منح الأخيرة القدرة على المناورة بعيدا عن فرمانات رجال الدين.
أما المعسكر الثانى فهو مرتبط بالداعية السلفى ياسر برهامى ويعارض الفصل، وينضم لهذا المعسكر عدد من الشخصيات البارزة فى الحزب، منهم نادر بكار الذى كان متحدثا باسم الحزب قبل أن يقيله عبد الغفور من منصبه.. ويطرح هذا المعسكر مرشحا منافسا فى الانتخابات الداخلية لتولى قيادة الحزب وهو مصطفى خليفة، إلا أن عبد العفور أوقف الانتخابات.
ولفتت أسوشيتدبرس إلى أن الصراع هو أحدث المواقف المحرجة التى أثرت على صورة الحزب فى العام الماضى، بعد واقعتى أنف "أنور البلكيمى وفتاة على ونيس". وأشارت إلى أن تأثير هذا الصراع على الدعم الذى يحظى به الحزب لم يختبر بعد، فلو أنفصل حزب النور، فسيستفيد الإخوان حيث سيتحول بعض المحافظين إليهم كوسيلة سياسية. فى حين أن سلفيين آخرين قد ينضمون إلى جماعات أكثر تشددا مثل الجماعات الجهادية السابقة التى تشكل الآن أحزابا سياسية.
ونقلت الوكالة عن المفكر الإسلامى كمال حبيب قوله إن صورة رجال الدين قد تضررت، ويجب عليهم أن يتركوا السياسة ويسمحوا للحزب بأن يعمل مستقلا عنهم.
فى حين كتب الباحث فى الحركات الإسلامية خليل العنانى فى صحيفة الحياة اللندنية يقول إن هذه هى نهاية اليوتوبيا الدينية، فخلط النشاط السياسى بالدينى هو بمثابة قنبلة موقوتة داخل التيارات الإسلامية.
أسوشيتد برس: خلافات حزب النور تشير لهشاشة الإسلام السياسى.. الصراع يمكن أن يشل الحزب ويكشف تصادم السياسات الديمقراطية بمطالب العقيدة الدينية.. وخلط السياسى بالدينى قنبلة داخل التيارات الإسلامية
الجمعة، 05 أكتوبر 2012 11:20 ص