محمود البدرى يكتب: أعلام وأحلام القاعدة

اندلعت مظاهرات الغضب على الفيلم المسىء لرسول الإنسانية فى بقاع العالم الإسلامى والعربى غير أن ما شد انتباهى هو وجود أعلام القاعدة أو أسامة بن لادن فى تلك المظاهرات فى بعض الدول العربية، وما يهمنى الحالة المصرية، حيث اعتلى بعض الشباب- الذين نثق فى إخلاصهم ووطنيتهم- سور السفارة الأمريكية، رافعين ذلك العلم الأسود الذى يتوسطه منطوق الشهادة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، كما تم رفعه فى غفلة من الزمن على نقطة مراقبة لقوات حفظ السلام فى سيناء.

وغريب الأمر أنه حتى فى مليونية تيار الإسلام السياسى بأطيافه المختلفة والتى اجتمعت فى ميدان التحرير والتى عرفت بمليونية " قندهار" رُفعت فيها أعلام المملكة العربية السعودية والتى تحمل نفس المنطوق إلا أن الإشارات والدلالات مختلفة شكلاً ومضموناً، حيث إنها فى الأخيرة تهدف إلى الدولة أو الخلافة الإسلامية.

هذا هو الظهور الأول لذلك العلم فى مصر وما يشير إليه من رمزية ودلالة لتنظيم القاعدة الذى طرح الكثير من التساؤلات عن حقيقة وجود تنظيم القاعدة فى مصر؟! أم أنها محاولة للزج بمصر فى طريق وعر صعبة عواقبه؟! أم أنها أضغاث أحلام لتنظيم القاعدة بتمنيه بالتواجد على الساحة المصرية الأكبر تأثيراً فى العالم الإسلامى والعربى والإفريقى؟!.

لا شك أن هذا الأمر كان ولا بد ألا يمر مرور الكرام من غير استقصاء واستفسار وتحقيق وتفسير تلك الظاهرة، تحاشياً لمستقبل قد يمتلئ بألغام تدمر المجتمع كله، ولا أظنه نبع من الثورة المضادة أو الطرف الثالث والذى دارت محاولاتهم خارج ذلك الطرح، حيث إن مكرهم لم يرق إلى هذا المستوى من الفكر الشيطانى.

لا يخفى على كل ذى عينين أن للثورة أعداءً فى الداخل والخارج وأظن أن ذلك السهم المسموم الموجه إلى قلب الأمة المصرية موجه من الخارج وباستدراج واستخدام لمن هم بالداخل، فعلى أولى الأمر ألا تفوت تلك المحاولة دون دراسة وألا تسمح بتكراره.