أن تكون ظالماً ومعتدياً على الغير وتمارس البلطجة والغطرسة على من هو دونك فالأمرالطبيعى أن ينصب الهجوم والغضب على الظالم والمعتدى، أما أن تتحول بوصلة النقد والمعايرة صوب المغدور والمعتدى عليه، والمظلوم والمتضرر فهذا ما يجسد سياسة الازدواجية فى المعايير التى ينتهجها التيار الليبرالى أو العلمانى الذى لا يريد للإسلام بشريعته ومبادئه أن يسود فى أوطان لم يعزّها الله إلاّ بالإسلام – يقول المولى تبارك وتعالى "يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلاّ أن يتم نوره ولو كره الكافرون(32) هوالذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون(33) سورة التوبة.
دائماً ما يحاول هؤلاء المتفلسفون أن يلقوا باللائمة على الإسلام ولكن فى صورة المسلمين حتى لا تنكشف لعبتهم الخبيثة، ففى قضية الفيلم المسىء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الأخيرة كال هؤلاء العلمانيون كل تهم التخلف والرجعية والغوغائية إلى المسلمين بدلاً من أن يفضحوا القائمين على هذا العمل الفاجر الخسيس صبّوا جام غضبهم وحقدهم الدفين على الإسلام والمسلمين مع إدانة ناعمة وعلى استحياء لهذا العمل المقزز وحتى تتعرف عليهم يكفيك أن تسمع منهم" أن النبى الكريم أقدس وأعظم من أن يسىء إليه أحد" وهى كلمة حق أُريد بها باطل حيث إن المسلمين دائما وأبداً فى مرمى هدف الهجوم والمعايرة سواء كانوا ظالمين أو مظلومين، ولا أريد هنا أن أبررأخطاء بعض المسلمين التى لا تسىء إلاّ إليهم فقط ولا تسىء بالطبع إلى الإسلام المنزّه عن كل نقيصة لأنه دين الله عز وجل أنزله على عبده ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم لاسيما وأن الخطأ طبيعة بشرية ليست مقصورة على المسلمين دون غيرهم، كما يصور لنا هؤلاء.. ذلك أن الإسلاميين قد تعرّضوا للهجوم اللاذع حينما هوجمت ممثلة على ما قدمت من فن، وفى نفس الوقت تعرض المسلمون لذات الهجوم حينما حاولوا الدفاع عن نبيهم وخير البشر أجمعين فى قضية الفيلم المسىء باندساس مجموعة من الغوغائيين والمنفلتين لا ينتمون إلى التيار الإسلامى بصلة وحينما حرق أحد المنتسبين إلى التيار الإسلامى الإنجيل أدانه كافة شرائح التيار الإسلامى.
قال الشيخ سيد قطب، رحمه الله "الإسلام الذى يريده الأمريكان وحلفاؤهم فى الشرق الأوسط، ليس هو الإسلام الذى يقاوم الطغيان، ولكنه الإسلام الذى يقاوم الشيوعية، إنهم لا يريدون للإسلام أن يحكم، إنهم يريدون إسلاماً أمريكانياً، إنهم يريدون الإسلام الذى يُستفتى فى نواقض الوضوء، ولكنه لا يُستفتى فى أوضاع المسلمين السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إنها لمهزلة (والكلام للمرحوم سيد قطب) بل إنها لمأساة.
إن هذا المجتمع لا يقوم حتى تنشأ جماعة من الناس تقرر أن عبوديتها لله وحده، وأنها لا تدين بالعبودية لغير الله، ثم تأخذ بالفعل فى تنظيم حياتها كلها، على أساس هذه العبودية الخالصة".
ونؤكد فى النهاية أن الإسلام ليس تياراً فكرياً نقبل منه ما نقبل ونهجر منه ما نهجر بل هو الفطرة التى فطرالله الناس عليها – ولا نريد الإسلام الأمريكى.. إسلام الكنتاكى والماكدونالدز بثقافته الاستهلاكية التى يغرق بها المجتمعات الإسلامية الذى يبيح الزنا بدعوى التحضر والمدنية ويبيح زواج المثليين والشواذ بدعوى التقدمية، فالإسلام أن نُسلم فيه لله وحده ونستسلم ونخضع لجميع أوامره ونواهيه وما جاء به نبيه ومصطفاه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود عبد الفتاح
الحمد لله على نعمه الإسلام وكفى بها نعمه
لحمد لله على نعمه الإسلام وكفى بها نعمه