"بديع": القناعات الحزبية ضيقة وعلى قيادات العمل الوطنى عدم الاستسلام لها.. ما يحدث فى سوريا من حاكم ظالم انتهاك حرمة الأشهر الحرم.. ويجب علينا التحلى بروح انتصار أكتوبر و25 يناير لنعيد بناء مصر

الخميس، 04 أكتوبر 2012 03:51 م
"بديع": القناعات الحزبية ضيقة وعلى قيادات العمل الوطنى عدم الاستسلام لها.. ما يحدث فى سوريا من حاكم ظالم انتهاك حرمة الأشهر الحرم.. ويجب علينا التحلى بروح انتصار أكتوبر و25 يناير لنعيد بناء مصر د. محمد بديع
كتب محمد إسماعيل وكامل كامل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وجه الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين رسالة لجموع قيادات العمل الوطنى تحت عنوان "نداء من القلب"، قائلا: "ندائى القلبى لقيادات العمل الوطنى ألا يستسلموا للقناعات الحزبية الضيقة التى تفرق ولا تجمع، وأن ينظروا إلى الوطن نظرةً جديدةً جادةً، فهو وطننا جميعًا، ونحن أصبحنا اتحاد ملاكه، مسلمين ومسيحيين، يمينًا ويسارًا ووسطًا، وذلك بتحويل الصعاب وكل العقبات إلى وسيلة ليقظة الأمة، ودفعها فى اتجاه الكمال".


وقال "بديع" فى رسالته الأسبوعية: "إن شعوبنا الثائرة بعد أن استردت حريتها، ورسمت طريق نهضتها، أصبحت فى أمسِّ الحاجة إلى تحطيم القيود التى تحجبها عن حركتها الطبيعية فى الحياة، وإلى تدمير الأغلال التى تحول دون انطلاقها، وإلى مواجهة التحديات الشديدة التى تحاصرها، بعمل جاد ومنتج وإعلاء شأن الصالح العام"، مؤكدا أن ذلك لن يتحقق إلا بالعودة الحقيقية للفطرة السليمة التى تستطيب الحلال، وتستقذر الخبائث.

وتساءل المرشد العام، فهل من عودة صادقة إلى الفطرة؟، مضيفا: "بمعنى العودة إلى الشرع المستقيم، وامتثال أمر الله فى حياتنا، بجوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والفنية والرياضية".

وتطرق "بديع" فى رسالته الأسبوعية إلى الثورة السورية قائلا: "إن ما يحدث فى سوريا الحبيبة الآن من قتل وحشى من حاكم ظالم لشعبه لهو نموذج واضح لمعادة الفطرة ولانتهاك حرمة الأشهر الحرم ولاقتراف جرائم لم يرتكبها أو يقترب منها عتاة الجاهلية الذين تمسكوا بالفطرة وقيمها حين كانوا يقفون الحروب ذات الأسباب احترامًا لهذه الأشهر.

ووصل بديع: "إن لنا أسوة حسنة فى خير خلق الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذى نقتدى به فى كل أحواله، فى سفره وإقامته، فى إدارته وسياسته، فى تقواه وعبادته، وفى كل مناحى الحياة، وهو يأخذ الأمة نحو الفطرة السليمة، لتحيا حياة السعداء، ويعود بالإنسان إلى أصل ما خلقه الله عليه فى أحسن تقويم، وما زوَّده الله من قدرات فائقة ليؤدى أعظم دور خلقه الله من أجله، ألا وهى الحرية والتحرر من سياسات العباد، بالاتجاه بالعبودية الخالصة لربِّ العباد، يقول تعالى: (ومَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإنسَ إلا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات: 56).

وتساءل "بديع" لماذا لا يرى البعض الحقائق ويدركها، وقد زوَّده الله بعقل يساعده، وبصيرة توجهه؟! وما الذى يحجب الوعى العميق والإحساس الدقيق، ويجعل الكثيرين لا يعيشون إلا فى الأوهام تاركين الحقائق؟! ولماذا لا يستخلصون العبرة من كل الأحداث ومن كل من سبقوهم؟!

وقال: "نريد العودة الرشيدة للفطرة، بمعنى العودة إلى الحركة والإنتاج والعمل، والعودة إلى النقاء والصفاء، وتوحد الصف الوطنى الواحد، وعودة الشعوب إلى بناء نهضتها، وثورة الجماهير على الفساد وتنحية المستبدين، فلا يمكن لنا أن نعود إلى هذه المعانى إلا بالتمسك بالحقائق وتبديد الأوهام والظنون، لذلك فنحن فى حاجة إلى سعى متواصل وتضحيات مكثفة وإرادة صلبة، لمواجهة المحن، ومقاومة الأزمات، والتغلب على الصعاب".

وتطرق المرشد العام فى رسالته إلى ذكرى انتصار أكتوبر المجيد، وقال "بديع" تحت عنوان "6 أكتوبر انتصار لعودة الفطرة": "إن للنصر أسبابه ومقدماته، وهو لا ينزل من السماء ليعانق المجاهدين، ولكن عليهم أن يصعدوا إليه على سُلَّم الكفاح والتضحيات، ويفسحوا الطريق أمام الفطرة الصافية لتبذل وتعمل وتنتج، بل تبهر، فالثائر الحق- كما يقول الشيخ الشعراوى رحمه الله- هو الذى "يثور ليهدم الفساد، ثم يهدأ ليبنى الأمجاد".

وأضاف: "هذا ما تم فى انتصار أكتوبر المجيد حينما عاد المصريون، مسلمين ومسيحيين، إلى ربهم وتعاليمه ومنهاجه، عادوا إلى الفطرة، وأخذوا بكل الأسباب المتاحة، وسلكوا جميع السبل المادية، فكان الانتصار الباهر، ونسف الأكذوبة الصهيونية بجيشها الذى لا يُقْهر، لأننا بالعودة إلى الفطرة استلهمنا التأييد من القهار الذى لا يقهر سبحانه وتعالى، وصدق فى عليائه حين قال: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِِاللهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم: 30).

وتابع قائلا: "سيظل انتصار أكتوبر رمزًا للعزة والفخار فى تاريخ مصر الحديث، ويتوجب علينا جميعًا التحلى بروح انتصار أكتوبر، وروح ثورة 25 يناير، لنستكمل إنجازات انتصارنا وثورتنا، ولنعيد بناء مصر من جديد بأيدى أبنائها البررة (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إنَّ اللَّهَ لَقَوِى عَزِيزٌ) (الحج: 40).





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة