تناولت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، فى افتتاحيتها، الشأن الإيرانى، وقالت إن برنامج إيران النووى لا يمثل التهديد الوحيد، فى إشارة إلى الأزمة التى تواجهها طهران الآن، بسبب التراجع الحاد فى الريال الإيرانى بما يهدد بانهيار الاقتصاد.
وأوضحت الصحيفة، أن أزمة العملة واحدة من أكثر التطورات الهادمة التى يمكن أن تؤثر على مجتمع حديث، فهى تعكس فشل الثقة فى الحكومة، كما أنها تقوض الوظيفة الرئيسية للدولة.
ويمكن أن يكون هناك جدل حول ما إذا كان انهيار الريال الإيرانى بسبب تأثير العقوبات الدولية أو الأثر التراكمى لسوء الإدارة الاقتصادية، فمزاعم الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد بأن العقوبات هى المسؤلة تؤخذ على علاتها، فالقادة السياسيون يسعون دائماً إلى كبش فداء أجنبى، لكن مع تراجع مبيعات النفط الإيرانى بحوالى 45% منذ بداية العام، وعلى الرغم من الحيل التى تستخدمها طهران للتملص منها، فإن العقوبات تبدأ فى التأثير على ما يبدو.
وترى الصحيفة، أنه لو كان للعقوبات دور فى أزمة الريال الإيرانى، فإن هذا يطرح سؤالا من تلقاء نفسه، فقد تم فرض العقوبات، ومؤخرا تشديدها، بحظر الاتحاد الأوروبى استيراد النفط، من أجل عقاب طهران وإجبارها على التخلص من نواياها النووية، والتهديد بالعمل العسكرى غامض إلى حد ما، إلا أن مزيجا من الفخر الوطنى الشديد والقادة المنقسمين ومخاطر مستقبلية من السخط والخوف سينتج رد فعل على العكس من المطلوب تماماً.
وتؤكد الافتتاحية على تفضيل العقوبات على القوى العسكرية، إلا أنها تحذر من أنه لحين يتم معاقبة المسئولين الحقيقيين، فإن تلك العقوبات تحمل عواقب خطيرة وكارثية وإن كانت غير مقصودة.
فالتركيز الدولى حتى الآن كان على التهديد الذى تمثله إيران النووية، إلا أن هناك سيناريو آخر يجب أخذه فى الاعتبار، وهو وجود شعب يائس ومتحد وأكثر تردداً فى الرضوخ للمطالب الغربية، وسيناريو آخر هو الانهيار الفوضى للدولة، والغرب فى حاجة إلى خطة لكل الحالات الطارئة.
الإندبندنت: التهديد النووى فى إيران ليس الخطر الوحيد على الغرب
الخميس، 04 أكتوبر 2012 11:41 ص
الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة