أيها الحميم لن يخدعنى بريقك
تدركه الحواس فتنتشى به، إذ تبرق له الأبصار ويتسع من أجله تحديقها، وتلذ لرؤيته الأعين، وتتهافت صوانات الآذان للهواء الحامل موجات صوته طربا به، وتحدث به قشعريرة الجلود، وتتراقص الأفئدة عند مجيئه.
حميم يقترب منك فتكون له بردا وسلاما ويكون لك كالسنوات الخداعات، فظاهره حميم وباطنه حميم فهو بئس الشراب، ينزل إلى جوف حواسك فيصهر به ما فى البطون والجلود.
أيها الحميم لا تتخللنى ولا أتخللك فتخللى لك وجاء وتخللك لى خواء.
ابق بعيدا يا من كنت ومازلت حميما فلن يخدعنى بريقك ولن تناجينى أبخرة المهل الصادرة عن أنفاسك، فبلادة الحواس ليست عادتى إنما هى نتاج حميتك.
اذهب أيها الحميم من حيث جئت فهذا ليس عصر الإخلاء وليس زمان الحميمية.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة