كشف مسئول فى حركة "فتح" التى يتزعمها الرئيس الفلسطينى محمود عباس اليوم الأربعاء عن توجه لدى اللجنة المركزية للحركة بعقد مؤتمر عام استثنائى للحركة يبحث وضع إستراتيجية جديدة للعمل الفلسطينى.
وقال عضو اللجنة المركزية لفتح عباس زكى، إن عقد مؤتمر استثنائى للحركة "بات مطلبا ملحا" فى ضوء التعثر الشديد الحاصل لحل القضية الفلسطينية والصراع التاريخى مع إسرائيل.
وذكر زكى أن اللجنة المركزية باتت "فى ورشة عمل دائمة" لبحث كافة الخيارات المتاحة بما فيها عقد مؤتمر عام استثنائى "لإيجاد مخرج من المأزق الراهن" بما قد يكفل انتخاب قيادة جديدة للحركة.
وأضاف أن قيادة الحركة: "تمر الآن بحالة حرجة نتيجة عدم تلبية المطلوب منها على صعيد صلابة البناء الداخلى ولا على صعيد أن تكون للحركة قوة حقيقية وصلبة لمواجهة التحديات القادمة ما يستوجب إيجاد حلول".
وأشار إلى أن الأمر مازال قيد البحث فى أروقة القيادة فهناك تيار مع انعقاد المؤتمر السابع للحركة، وتيار آخر مع التئام المجلس العام للحركة الذى أقر خلال المؤتمر الخامس للحركة فى تونس ولم يعمل به منذ ذلك الحين.
وأضاف زكى أن خيار التئام المجلس العام يواجه خلافات حول ما هى صلاحياته لأن وظيفته بحث قضية واحدة فقط لمرحلة فى المراحل الصعبة.
ورأى أن المجلس العام الذى يتكون أعضاؤه من اللجنة المركزية للحركة والمجلس الثورى والمجلس الاستشارى وأمناء سر الأقاليم والهيئات القيادية بالإضافة إلى قادة الأجهزة، "غير مهيأ وغير قادر إلا إذا كانت هناك مشاورات يمكن أن تصل إلى نتيجة بشأن التئامه".
وقال نحن الآن فى مرحلة "تتطلب إستراتيجية جديدة وانتخاب قيادة حقيقية تؤكد على دور القيادة الجماعية ودور الرؤية والوعى وليس كالتى أنتجها المؤتمر السادس للحركة وتعانى فتح من نتائجه".
وأشار إلى أن الفترة المفترضة بين مؤتمرين عامين للحركة هى خمس سنوات لكن يمكن عقده استثنائيا فى الحالات الطارئة، لافتا فى ذات الوقت إلى الصعوبات التى ستواجه انعقاد المؤتمر السابع لأن غالبية كوادر الحركة خارج الأراضى الفلسطينية.
وقال زكى، إنه فى حال انعقاد المؤتمر "يجب أن يكون تاريخيا ليس لتجديد القيادة فحسب، وإنما لوضع إستراتيجيات على ضوء فشل المشروع الذى قادته الحركة على مدار 19 عاما وتحطم أمام صلف وعنجهية إسرائيل".
وكان المجلس الاستشارى لحركة فتح أوصى فى يوليو الماضى بعد اختتام سلسلة اجتماعات له فى رام الله بالضفة الغربية، بتشكيل لجنة تحضيرية لعقد المؤتمر العام السابع لحركة فتح فى مدة أقصاها نهاية العام الجارى.
وعقد المؤتمر السادس لحركة فتح فى بيت لحم بالضفة الغربية فى أغسطس عام 2009 وجرى خلاله انتخاب الرئيس الفلسطينى محمود عباس قائدا عاما للحركة خلفا للرئيس الراحل ياسر عرفات الذى توفى عام 2004.
وكان المؤتمر السادس أول مؤتمر يعقد منذ عشرين عاما ولأول مرة فى الأراضى الفلسطينية وانتخبت فى حينه لجنة مركزية ومجلس ثورى للحركة.
ووجه زكى انتقادات للقيادة الحالية لحركة فتح، معتبرا أنها "ليست مؤهلة على أى نحو أو على أى صعيد أن تجسد طموح الشعب الفلسطينى بالنصر".
وأضاف أن "الوضع التنظيمى لفتح والوضع الفلسطينى بكل عام أثبت أنه بحاجة إلى قيادة ذات حضور فاقع ومتألق تشغل العالم بقضية فلسطين كما كانت القيادة التاريخية السابقة".
فى الوقت ذاته نفى زكى أن يكون التوجه لعقد مؤتمر عام استثنائى لفتح له علاقة بدعوات حل السلطة الفلسطينية.
وقال إن "السلطة الفلسطينية هى جزء من الإرادة الفلسطينية وهى معنية بالمواجهة والحفاظ على ما تحقق لا أن تسلم المفاتيح وأن ترفع الراية البيضاء".
فتح تبحث عقد مؤتمر عام استثنائى لوضع استراتيجية جديدة لها
الأربعاء، 31 أكتوبر 2012 04:42 م