اسمان يتطابقان لكن يختلفان فى الزمان والمكان – محمد عبد الوهاب- الفارق بين الليل والنهار الظلام والنور التخلف والتقدم العبودية والحرية.
ماذا فعل محمد عبد الوهاب بتاعنا؟
عبد الوهاب الموسيقار الذى أبدع وجعل الشعب المصرى يتنفس موسيقاه على مدى العقود السابقة وإلى يومنا هذا.
كان لعبد الوهاب دور كبير فى بناء الثقافة المصرية فى العصر الحديث من خلال مجموعة إبداعات سبق فيها عصره فهو أول من أدخل بعض الآلات والإيقاعات الغربية إلى الموسيقى الشرقية والتى لم تكن من قبله موسيقى مصرية بل كانت ميراث ثقافى للدولة العثمانية التركية. عبد الوهاب جعل للموسيقى المصرية شخصية تميزها ثم أخذها خارج مصر حتى استطعنا السيطرة على الشرق الأوسط بقوتنا الناعمة التى هى بالأساس الفن المصرى وإبداعاته التى احتلت مشاعر ووجدان الأمة العربية وأصبحت مصر فى كل بيت عربى من خلال المبدعين أمثال عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم وعادل إمام، فتأثير هؤلاء جعل مصر تحتل الشرق الأوسط لعقود دون الحاجة لحروب.
ماذا فعل عبد الوهاب بتاعهم؟
عبد الوهاب بتاعهم نقصد به محمد بن عبد الوهاب مؤسس الحركة السلفية الوهابية فى السعودية فى بداية القرن الثامن عشر، الرجل الذى حرم كل شىء مدعيا أنه يمثل الإسلام الصحيح وأى شىء آخر هو خارج الإسلام.
كان يرى بن عبد الوهاب أن جماعة الوهابية هم أهل السنة الحقيقيين وهم الفرقة الناجية الوحيدة من النار، أما من خالفهم فإمّا كافر أو مبتدع ضال أو لديه أخطاء فى العقيدة. لذلك وقف بقوة مع فكرة إنشاء ما يسمى جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر المنوط بها إجبار المسلمين على ما تعتقد هذه الجماعة أنه صحيح بالقوة وهنا أعنى بالقوة البدنية يعنى سيادتك ممكن أن تأخذ خرزانة على أم رأسك لمجرد أنك مثلا ماشى فى الشارع أثناء الصلاة بصرف النظر عن أسبابك التى قد تكون منها مثلا رخص من الله عز وجل لتقديم أو تأخير صلاتك، وبصرف النظر عن الأسباب من ذا الذى له أى حق أن يضرب أى إنسان ويرغمه على إقامة شعائر دينية بالترهيب إن الله سبحانه وتعالى قد حسم هذه المسألة وقال "لا إكراه فى الدين" ثم إن الله هو من سيحاسب العبد على أفعاله ليس جماعة بن عبد الوهاب.
إن هؤلاء قد رسموا صورة للإسلام جعل غير المسلم يرى الصورة النمطية للمسلم على أنه هذا الرجل الذى يحرم كل شىء.
هذا الرجل الذى لا يعترف بحقوق المرأة فى المساواة معه لدرجة تحريم قيادة السيارات على المرأة فى السعودية ومعاقبتها كأنها خاطية وترتكب الكبائر.
هؤلاء فرضوا أفكارهم القبلية الظلامية على الإسلام، ولابد هنا أن أقتبس إحدى مقولات الكاتب الرائع أحمد إبراهيم حلمى الذى انتقد فيه الوهابية قائلا: "أصبح الغرب لا يرى صورة الإسلام والرسول إلا فى صخب وتشنج هؤلاء الوهابيين ومن تبعهم، وهى صورة ذلك السيف البتار المرفوع كطوطم يهدد ويتوعد"، ثم أضاف "منهج الإسلام الحق يأنف أن يكون هؤلاء من أتباعه، بل هم أتباع مفاهيم الغلظة والجاهلية العربية الأولى التى تجنح للسيف لا للعقل وللجبر دون الاختيار".. صدقت أيها الكاتب الرائع.