د. مجدى غريب يكتب فيلكس النمساوى.. وفيلكس المصرى!

الأربعاء، 31 أكتوبر 2012 03:47 م
د. مجدى غريب يكتب فيلكس النمساوى.. وفيلكس المصرى! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الرابع عشر من أكتوبر الحالى، كان العالم يحبس أنفاسه لدقائق، و ينظر بإعجاب وترقب ممزوج بالخوف للمغامر النمساوى الشاب "فيلكس بومجارتنر"، وهو يسجل أطول وأعلى وأخطر قفزة فى التاريخ، و ذلك فى صحراء "نيو ميكسكو" بالولايات المتحدة الأمريكية، حين ارتقى ببالون مملوء بغاز الهيليوم، والذى ارتفع به إلى الغلاف الجوى على ارتفاع 39 كيلو متر فوق مستوى سطح البحر.

"فيلكس بومجارتنر" هو أول شخص فى العالم يتجاوز سرعة الصوت بجسده، و يتحدى قوانين الفيزياء، و جاذبية إسحاق نيوتن، ليثبت للعالم أن قدرات البشر لا حدود لها، و أن الإنسان هو صانع النهضة و الخوارق، و هو مشيد الحضارة الإنسانية!

قبلها بيومين و تحديدا فى جمعة كشف الحساب، كان "فيلكس المصرى" يمارس هوايته المعتادة فى البلطجة والقفز فوق رفقاء الميدان من الثوار، الذين خرجوا للاحتجاج السلمى على بعض سياسات الرئيس، و لمحاسبته على فترة تجاوزت المائة يوم لحكمه!

كانت جمعة أشبه بما حدث فى "محمد محمود" و مجلس الوزراء و ساحة وزارة الدفاع، من التفنن فى الاقتتال، و إسالة الدماء بل و الموت بنيران صديقة!

كان "فيلكس المصرى" يتحدى أقرانه فى إصابة أهدافه بالطوب و الحجارة، ممن يختلفون معه فى الرأى و المذهب، و ربما الهدف، و يتبارى فى فقأ العيون و إسالة الدماء أنهاراً فى الميدان، الذى شهد فى 25 يناير أعظم و أنبل ثورة عرفها العصر الحديث!

تحدى "فيلكس النمساوى" سرعة الصوت و قوانين الطبيعة و الفيزياء و أرقام موسوعة "جينيس" أما "فيلكس المصرى" فسُجل له قيامه بأول ثورة فى التاريخ عن طريق الفيس بوك، و وسائل العصر الحديث فى الاتصال و الحشد!

تفنن "فيلكس النمساوى" فى إسعاد البشرية، وتفنن "فيلكس المصرى" فى جرائم التحريض على منع المتظاهرين من التعبير عن آرائهم بميدان التحرير باستخدام القوة والعنف، والإيذاء البدنى، و فى الاعتداء الجماعى بالضرب والجرح والإيذاء على العُزل المسالمين، و فى منعهم من ممارسة حق أصيل لهم كفله الدستور!

كانت أدوات "فيلكس النمساوى" فى قفزته الشهيرة هى منطاد ثياب صنعت له خصيصاً، و هى شبيهة بثياب رواد الفضاء، و براشوت، و كانت أدوات "فيلكس المصرى" فى القفز على أصدقائه، و من يختلفون معه فى الرأى و الفكر بدائية من "الطوب و الحجارة و العصى"، و ربما السكاكين!

حول "فيلكس النمساوى" صحراء نيو مكسيكو الجرداء إلى مكان انتصار لبنى الإنسان و قدراته، و يحول "فيلكس المصرى" ميدان التحرير إلى ساحة للاقتتال و البلطجة!

كل يوم يمر على "فيلكس النمساوى" فيه إضافة إيجابية للبشرية و تحطيم لأرقامه السابقة، و كل يوم يمر على "فيلكس المصرى" فيه سلبية و هدم لما شيده من أساس لثورة 25 يناير!
"فيلكس النمساوى" هو درس فى التقدم و الارتقاء بقدرات الإنسان، ليغير وجه التاريخ و "فيلكس المصرى" هو درس فى التخلف و الانحطاط بقدرات المصرى، و العودة به إلى عصور الجاهلية و الهمجية و الدكتاتورية!

سيسعد "فيلكس النمساوى" بقفزته الخارقة، و سيبكى "فيلكس المصرى" كالنساء على ثورة لم يحافظ عليها كالرجال!

"فيلكس النمساوى" قفز فوق أرض أمريكية، و بمدرب أمريكى و طاقم أرضى أمريكى، و من جنسيات أخرى لم يراعو جنسية أو دين أو مذهب لفيلكس، و هو درس فى قبول الآخر لفيلكس المصرى، الذى لا يطيقه، و إن اختلف معه فى الرأى!
"فيلكس النمساوى" هو بشرٌ مثلنا، و "فيلكس المصرى" هو بشرٌ أيضاً مثلنا، لكن شتان بين بشرٍ و بشرٍ!
حمى الله مصر، و طاب نهاركم!





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

وائل هلال

ان شاء الله فيلكس المصري هيفوق قريبا يا د.مجدي

عدد الردود 0

بواسطة:

ahap

المقاله روعه بجد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة