محال الذهب تعانى الركود وتوقعات بانخفاض الأسعار خلال الفترة القادمة

الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012 09:49 م
محال الذهب تعانى الركود وتوقعات بانخفاض الأسعار خلال الفترة القادمة محال الذهب
كتبت عبير زاهر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دائماً ما ترتبط الأعياد لدى الأسرة المصرية بالإقبال على الشراء للذهب والمجوهرات لتقديم الهدايا والشبكة لتكتمل فرحة الارتباط بين كل عروسين بعلبة الشبكة مهما كان حجمها، إلا أن الركود الاقتصادى واشتعال الأسعار والتدهور الذى وصل إليه الاقتصاد المصرى حال بين إمكانية الشراء وإتمام الأفراح.

وخلال الجولة التى قام بها "اليوم السابع" لرصد حركة البيع والشراء بأسواق الذهب بالأحياء المختلفة قال عادل عوض، رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية بالجيزة وصاحب أحد محال الذهب، إنه لم يعد بيع الذهب خاضعاً للعرض والطلب وإنما لحالة البورصة العالمية لافتا إلى أن أسعار الذهب سوف تنخفض خلال الفترة القادمة بعد الزيادة الكبيرة التى لحقت بالوقية، وذلك لعودة الحالة الاقتصادية والثبات والاتزان للاقتصاد الأمريكى والذى شهد انهيارا شديدا عام 1979 ليعود مرة أخرى عصر الغطاء الذهبى للعملات الورقية التى بدأها الرئيس الأمريكى نكسون وأرجع راضى الطفرة التى حدثت فى أسعار الذهب العالمية إلى قيام اتحاد الذهب العالمى بإقراض الدول الفقيرة أموالاً مقابل الذهب، الأمر الذى أدى إلى ارتفاع السعر العالمى للذهب من 37 جنيها فى الثمانينيات إلى 80 جنيها للجرام عام 2005.

وذكر تجار الذهب بحى الدقى الحالة الشرائية السيئة للهدايا والشبكة، حيث وصلت نسبة وقف الشراء 95%، وأصبحت المحال خاوية من الزبائن، فى حين أن نسبة البيع هى الأكثر شيوعاً، وأكدوا أن حركة البيع والشراء مؤخراً لم تعد مرتبطة بمواسم أو توقيتات معينة على مدار السنة، بينما ترجع إلى الظروف الأسرية والمجتمعية، وأن عيار 18 هو الأكثر طلباً لأبناء المدن بينما يفضل أبناء القرية عيار 21 الذى يضاف إلى سعره اليومى 20 جنيها مصنعية للجرام بينما عيار 18 من 20 إلى 40 جنيها مصنعية نظراً لأشكال ومشغولات أكثر فى هذا الجرام.

كما يفضل أبناء الريف شراء الغوايش والسلاسل والسبائك المعلقة وأبناء المدن يفضلون شراء الأطقم، إلا أن ما يشهده المجتمع اليوم من عدم استقرار وسوء الحالة المادية جعل النسبة لا تقل عن 85% من المقبلين على الزواج يكتفون بشراء الدبلة والمحبس.

وقال أحد التجار بمنطقة العجوزة، إن الغرفة التجارية وجهاز حماية المستهلك ليس لهما أى دور مع تجار الذهب سوى تقديم الرسوم الخاصة بالغرفة التجارية من سجل تجارى وضريبة رخصة، بينما مصلحة الدمغة هى المسئولة والرقيب على محال الذهب والمجوهرات.

ومن خلال رصد أسواق الذهب اطلع "اليوم السابع" على بعض المشغولات الذهبية المستوردة من الدول (السعودية – الكويت – اليمن – الهند) والتى يلجأ التجار هنا إلى تسييحها وإعادة دمغها بمصلحة الدمغة لتأخذ الدمغة المصرية حتى يمكن ترويجها بالأسواق.

وعلق مجدى إبراهيم، صاحب محل مجوهرات، قائلاً: إن ظاهرة شراء علب الشبكة قد انتهت وأن العروسين يفضلون شراء الأدوات الأساسية لعش الزوجية من أدوات كهربائية ومستلزمات بدلاً من قيمة الشبكة.

وأوضح لنا أحد التجار، أن هناك نظاما جديدا لدى بعض تجار الذهب، خاصة فى الصعيد، حيث يقومون بتأجير الشبكة للعريس مقابل توقيعه على إيصال أمانة على بياض، وأخذ عقد ملكية يخص العريس وتوقيعه على إيصال استلام الشبكة بقيمتها وأوصافها وأوزانها لأجل محدد يتفقون عليه يقوم العريس بردها بعد تلك الفترة، كما هى مع دفع قيمة فوائد للتاجر 20% من القيمة الكلية للشبكة.

كما يوجد شكل جديد يلجأ إليه بعض العرسان للحصول على الشبكة بنظام التقسيط كما هو معروف لدى القليل من التجار بوجه قبلى وبحرى، ولكن يكون هناك وسيط بين التاجر والعريس، وهو أحد البنوك التجارية وذلك بموجب إجراءات وضمانات يأخذها البنك على العريس المقسط والتعامل النهائى بين البنك وصاحب محل الذهب، بعد إجراء كافة الأوراق المطلوبة الضامنة، للحصول على مبلغ الشبكة وذلك من خلال مندوب البنك الذى يتعامل مع التاجر.

وأعرب جوهرجى آخر عن اختيار الشبكات والأذواق لدى الزبائن قائلاً: إن عيار 18 هو الأكثر رواجاً وطلباً لسكان الأحياء الراقية، بينما عيار 21 هو المفضل لدى سكان الأحياء الشعبية والريفية قائلا: إن هناك ماركات عالمية يقبل عليها المتيسرون من الزبائن مثل لازوردى وطيبة والتى تكون مصنعيتها مضاعفه، لافتا إلى وجود مصانع مصرية تصنع أشكالاً ذات جودة عالية وأذواق رفيعة قريبة جداً إلى النوعيات العالمية بل وتوازى المستورد منها لازوردى (عيار 18 مصنعية 40 جنيها للجرام وعيار 21، مصنعية 30 جنيها للجرام) مصر وطيبة وإيجيبت جولد.

واتفق تجار الذهب والمجوهرات فى العديد من المناطق والأسواق المصرية على اختفاء حالة الرواج والإقبال على الشراء والتى كانت ذروتها فى شهر ديسمبر، حيث الاحتفال بأعياد رأس السنة، وكذلك فى عيد الأم وعيد الفطر وعيد الأضحى والمناسبات المختلفة، مؤكدين أن حالة الشراء اليوم تتجه إلى ما هو أرخص وأوفر فى سعر الجرام، والأقل تكلفة كلية، ومن يتجه إلى شراء شبكة للأسر المتيسرة تكون عبارة عن علبة حوالى 40 جراما بسعر تقريبى 12 ألف جنيه، وعلى الرغم من هذا فإن هناك نوعيات من الزبائن من المتباهين بأشكال وأنواع وأذواق وماركات الذهب والذين يلجئون للشراء من الأسواق الخارجية.
أنهى تجار الذهب حديثهم لـ"اليوم السابع" فى لهجة يغمرها الصمت والهدوء بأن السوق "نايم وأحوالنا على الله وأرزاقنا إحنا والعمال بأيد ربنا ولا حيلة لنا فى الأمر".






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة