جمال المتولى جمعة يكتب: وانتهى زمن الوعود البراقة

الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012 08:46 ص
جمال المتولى جمعة يكتب: وانتهى زمن الوعود البراقة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن التحالفات الحزبية على الساحة السياسية المصرية ظاهرة إيجابية فى حد ذاتها لإعادة تشكيل الخريطة السياسية فى مصر. وإثراء الواقع السياسى والديمقراطية فى مصر، حيث وصل عدد الأحزاب إلى ما يقرب 70 حزباً أغلبهم لا يوجد لديهم رصيد جماهيرى فى الشارع المصرى، ويعيشون وهماً كبيراً ولا يملكون الآليات الكافية لتفعيل برامجهم وأهدافهم ووجودهم قاصر على القنوات الفضائية والصحف "الحنجورية" من خلال مكاتبهم المكيفة أما الشارع والالتصاق بالجماهير والتعامل مع مشاكلهم فهى ليست مهمتهم، ومازالت هذه الأحزاب تطرح برامجها من خلال برامج التوك شو، وضيعت وقتاً طويلاً فى الهجوم على التيار المنافس دون طرح نفسها على الشارع وعدم مقدرتها على قراءة الواقع المصرى.

إن محاولة الاتجاه نحو عمل تحالفات وتكتلات ليبرالية ويسارية ستكون محاولة لإيجاد تيار قوى سياسياً فى مواجهة تيار الإسلام السياسى الذين حصلوا على أغلبية مقاعد مجلس الشعب المنحل لتواصلهم مع المواطنين وتقديم خدمات تكافلية وصحية وتعليمية لهم فى جميع أنحاء الجمهورية.

هذه التحالفات تضم حزب التحالف الشعبى المصرى بقيادة حمدين صباحى الذى يمثل التيار الناصرى بتقمصه شخصية الزعيم جمال عبد الناصر الذى حقق العدالة الاجتماعية ووأد الديمقراطية فى فترة حكمه، وحزب "الحركة الوطنية المصرية" الذى دشنه الفريق أحمد شفيق الذى يمثل الثورة المضادة ويضم 13 حزباً خرج من رحم الحزب الوطنى المنحل وعدداً من نواب مجلس الشعب المنحل بغرض إنتاج النظام القديم، وحزب تحالف الأمة المصرية بقيادة الدكتور عمرو موسى، الشخصية التى تتمتع باحترام وتقدير كبير من الشعب المصرى، وحزب الدستور بقيادة الدكتور محمد البرادعى مفجر الثورة المصرية وحزب التحالف الشعبى بقيادة اليسارى المعروف عبد الغفار شكر وحزب المصرى الديمقراطى بقيادة الدكتور محمد أبو الغار والعديد من الشخصيات والقيادات الحزبية.

ولكى تنجح هذه التحالفات لابد أن تنزل إلى الشارع وتتواصل مع الجماهير فى الأحياء والقرى والنجوع وإلا سيحكم عليها بالفشل والفناء، ولن تحقق نتائج ملموسة إلا إذا كان لها رؤية شاملة للحياة السياسية فى مصر، ويكون لها برامج اقتصادية واجتماعية جاذبة للناخبين.

لا توجد ديمقراطية بدون معارضة إيجابية وموضوعية تهدف إلى تقويم أداء عمل الحكومة فيما إذا أخفقت، وأن يكون لديها الحلول لكل القضايا المطروحة على الساحة السياسية المصرية، وهنا يبرز دور المعارضة فى المراقبة والمساءلة.

إن المصريين أصبحوا أكثر وعياً بما يدور حولهم أما الشعارات البراقة والوعود الوهمية زمنها انتهى إلى الأبد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة