يسعى الرئيس الأمريكى باراك أوباما ومنافسه الجمهورى ميت رومنى اليوم الثلاثاء، إلى مواساة الأمة وإبداء حس القيادة بعد مرور الإعصار ساندى المدمر قبل أيام من الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وخفف المرشحان من جولاتهما الانتخابية تزامنا مع وصول الإعصار المدمر الذى ضرب الساحل الشرقى للولايات المتحدة الاثنين، وعاد أوباما إلى البيت الأبيض للإشراف على عمليات الإغاثة.
والآن عليهما العودة بشكل غير ملفت إلى الحملة الانتخابية واستئناف المعركة المحتدمة إلى البيت الأبيض وإظهار القدرة على القيادة فى أوقات الأزمات بدون أن يبدو ذلك وكأنه استغلال لمعاناة الأمريكيين فى أغراض سياسية.
ورومنى الذى ألغى تجمعات انتخابية الاثنين سيحضر تجمعا تحت عنوان الإغاثة بعد العاصفة الثلاثاء فى أوهايو، الولاية التى تشهد معركة قوية، فى نفس المكان الذى ألغى فيه التجمع قبل العاصفة.
وبإمكان أوباما فى المقابل أن يستفيد من قوة سلطته كرئيس فى إدارة جهود الإغاثة والتوجه إلى أمة منكوبة من أعلى المنابر.
وقبل أيام الى انتخابات 6 نوفمبر، أثارت العاصفة التاريخية بلبلة فى صفوف المخططين الاستراتيجيين للحملتين لا سيما وأنها هددت عمليات التصويت المبكر والرحلات الختامية للمرشحين.
وقال أوباما بعد لقائه مسئولى الإغاثة فى البيت الأبيض إثر إلغاء تجمعات فى ولايات حاسمة مثل فلوريدا وأوهايو وفرجينيا، "الشىء العظيم فى أمريكا هو أنه حين نواجه أوقاتا صعبة مثل الآن، نقف جميعا صفا واحدا".
وأضاف "الانتخابات ستعود إلى مسارها الأسبوع المقبل، لكن الآن أولويتنا هى التأكد من أننا نقوم بإنقاذ أرواح".
وألغى رومنى أيضا بعض التجمعات مساء الاثنين كدليل تعاطف مع ملايين الأمريكيين الذين يعانون من مرور الإعصار لكنه تابع خططه بخصوص تجمعات أيوا وأوهايو، وقال مساعدوه إن نائب مدير وكالة إدارة الأحوال الطارئة الفدرالية أطلعه على جهود الإغاثة الجارية.
وقال رومنى فى أيوا الاثنين إن "الأضرار قد تكون كبيرة وبالطبع الكثير من الناس سيبقون محرومين من الكهرباء لفترة طويلة".
وتابع "نحب مواطنينا الأمريكيين ونتمنى لهم الخير" داعيا مناصريه إلى تقديم تبرعات إلى الصليب الأحمر.
وسيكون على رومنى أن يوفق بين رغبته فى الحفاظ على الزخم فى آخر أيام الحملة الانتخابية وبين عدم الظهور وكأنه غير مبال بمعاناة الأمريكيين.
وسبق أن واجه رومنى اتهامات بأنه يستغل المأساة من أجل تحقيق مكاسب سياسية بعد الهجوم على القنصلية الأمريكية فى بنغازى الشهر الماضى، وبالتالى عليه التنبه من القيام بأى زلة فى هذا المجال.
كذلك فإن أى خطأ يرتكبه أوباما بعد الإعصار قد يساعد رومنى فى تأكيد حجته بأن هجوم بنغازى يدل على قيادة هشة وفاشلة فى البيت الأبيض.
ولا يغيب عن أذهان كبار المسئولين الأمريكيين الثمن السياسى الذى يمكن أن يترتب على أى تقصير فى مواجهة عواقب العاصفة لا سيما منذ الانتقادات التى وجهت إلى الرئيس السابق جورج بوش بعد مرور الإعصار كاترينا قبل سبع سنوات.
كما يخشى مسئولو الحملتين وقوع أحداث لا يمكنهم السيطرة عليها تؤثر على مسار الحملة ما يرغمهم على السعى لإعادة تنظيمها فى آخر مراحل السباق.
والمخاطر السياسية بالنسبة لرومنى أن يصبح ثانويا مع ظهور أوباما فى الواجهة مع التخطيط لمرحلة ما بعد الإعصار ما يمكن أن يهدد التقدم الذى حققه المرشح الجمهورى فى الأسابيع الماضية.
كما سيؤدى الإعصار وكذلك الانقطاع الكبير فى الكهرباء فى ولايات مثل فرجينيا إلى عرقلة خطط حملتى الطرفين لإغراق الناخبين بسيل من الإعلانات التليفزيونية فى الأيام الأخيرة من الحملة.
توقع عودة خجولة للحملة الانتخابية الأمريكية بعد هدوء الإعصار ساندى
الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012 02:46 م