قصر النظر مشكلة يبدأ حلها بالفحص الدورى للمريض

تتكون العين من نظام متكامل يسمح بالرؤية، يتمثل فى عدسات العين الأمامية، وهى القرنية، والعدسة الداخلية البلورية ووظيفتهما تجميع الصورة على الشبكية التى تستقبل الصورة فى مركز الإبصار وتبعث بإشارة كهربية للمخ لترجمة الصورة وتحليلها للفصل الخلفى من المخ، عندما تتسق قوة العدسات الأمامية للعين مع طول العين، حيث تتجمع الصورة فى بؤرة دقيقة بالشبكية تسمى مركز الإبصار، والتى تعطى أعلى مستويات النظر والألوان، وعند حدوث خلل فى هذه المنظومة تحدث أخطاء الانكسار، والتى من أشهرها قصر النظر وطول النظر والاستجماتيزم.

يوضح الدكتور إيهاب سعد، أستاذ طب وجراحة العيون، أنه فى حالة قصر النظر تكون العدسات الأمامية أقوى من المعدلات الطبيعية، سواء بزيادة تحدب القرنية للأحوال العادية أو الأحوال المرضية، كما فى حالة القرنية المخطوطية، أو زيادة طول العين عن المعدل الطبيعى، وهو 24 ملى، لتتكون الصورة داخل العين بعيداً عن مركز الإبصار، مما ينتج عنه "زغللة" وعدم وضوح الرؤية من بعيد، ما يعرف باسم قصر النظر، وإذا اختلفت العين طولياً بمقدار ملى متر يقابل ذلك مقاس نظارة طبية حوالى 3 درجات لإصلاح فرق طول العين.

ويشير الدكتور إيهاب إلى تعدد أسباب قصر النظر، فقد يولد الطفل مصابا بدرجة عالية من قصر النظر، فعادة ما تكون عين واحدة، وتبلغ المتوسط من -9 إلى -10 درجات، وتظل مستقرة طول فترة حياته، ويكتشف قصر النظر الشديد فى هذه الحالات بظهور أعراض "الحول" فى عين الطفل، ما يستلزم فحصاً شاملاً ودقيقاً لاكتشاف درجة قصر النظر.

ويكون العلاج فى هذه الحالات بوضع عدسات لاصقة على العين، حيث لا تصلح النظارة لوجود فارق كبير أكثر من 4 درجات بين العينين، فلا يصلح الليزك فى هذه الأحوال لإصلاح النظر، ونقوم فى هذه الحالات لمن هم أقل من 45 سنة بزرع عدسات داخل العين على العدسة البلورية الطبيعية للمرضى، ويعطى ذلك أجود أنواع النظر دون حدوث مضاعفات على الشبكية، من أهمها انفصال الشبكية، والذى يحدث بنسبة إذا ما نصح الطبيب المعالج باستبدال العدسة الطبيعية غير المعتمة عند الأشخاص أقل من 45 عاما، أما من هم فوق الـ45 عاماً فيمكن فى هذه الأحوال إجراء جراحة مياه بيضاء أو استبدال فى هذه الحالات عمل ليزك لإصلاح قصر النظر الشديد فى عين واحدة، فيتسنى للطفل استخدام عينيه دون حدوث للعين.

أما النوع الأخير من قصر النظر، وهو الأكثر شيوعاً، فعادة ما يحدث فى الشباب فى المرحلة الثانوية، حيث يصاحبه قصر النظر البسيط، وفى هذه الأحوال لابد من عمل نظارة طبية أو لبس عدسات لاصقة لحين إتمام الطفل 18 عاماً، حيث يمكن فى هذه الأحوال إذا ما استقر النظر وكانت الفحوصات جيدة عمل ليزك للاستغناء عن النظارة الطبية.

وينصح الدكتور إيهاب عموماً من يعانون من قصر النظر أكثر من-6 درجات بتجنب إصابات العين المباشرة وغير المباشرة، لأنهم معرضون لمضاعفات شديدة على العين من الإصابات الشديدة، ويستوجب ذلك تغيير نمط حياة الطفل أو الشاب لتجنب الاحتكاك أو الخشونة فى التعامل.

كما ننصح بالفحص الدورى عند وجود أى شكوى مرة واحدة على الأقل سنوياً، حيث إن من يعانون من قصر نظر شديد معرضون لبعض أمراض العين بنسبة أكبر من الأشخاص السليمة، كارتفاع ضغط العين والجلوكوما وتمزقات الشبكية، ما يستوجب الفحص الدورى.