فى ندوة المصريين الأحرار بـ"اليوم السابع".. لو أجريت الانتخابات بنظام الفردى يبقى نقول على تحالفات الأحزاب "صباح الخير".. ولم نجتمع بشفيق وكثيرين من حزبنا انتخبوه.. والمساومات والتشاورات سياسة

الأربعاء، 03 أكتوبر 2012 10:15 ص
فى ندوة المصريين الأحرار بـ"اليوم السابع".. لو أجريت الانتخابات بنظام الفردى يبقى نقول على تحالفات الأحزاب "صباح الخير".. ولم نجتمع بشفيق وكثيرين من حزبنا انتخبوه.. والمساومات والتشاورات سياسة جانب من الندوة
أدار الندوة خالد صلاح وعادل السنهورى _ أعدها للنشر ماهر عبد الواحد _ تصوير عصام الشامى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حل البرلمان جاء فى ظروف غامضة وبقاؤه كان سيخدم المجتمع المدنى لأننا كنا داخل الملعب.. "المصريين الأحرار" يتجه لإنشاء جمعية لتنمية المجتمع لها فروع فى كل المحافظات.. وخروج أبوحامد ليس بالخسارة الكبرى و"المصريين الأحرار" من أقل الأحزاب التى شهدت استقالات.. وأدعو "الحرية والعدالة" لاحترام أحكام القضاء حتى لا نرسخ شريعة الغاب

بعض الأحزاب اضطرت تحت ضغط التيار الدينى أن تنشر إعلانات فى صفحاتها الأولى تعيد تعريف العلمانية لتقول إنها ليست علمانية، وأحزاب أخرى مستعدة للتنازل عن أفكار رئيسية فى مقابل أصوات أو فى مقابل حماية أنفسهم من نقد لا تستطيع ثقافتهم الضحلة الإجابة عنه، لكن "المصريين الأحرار" لم يفعل ذلك، وموقفه واضح وثابت على مستوى النخب، لكنه لم يستطع تحقيق الشق الآخر والأهم من المعادلة بالحضور فى الشارع بالشكل المطلوب، بالتأكيد هناك أسباب ومعوقات أمام الحزب لتحقيق ذلك، وهناك أسئلة مطروحة عن استعداد الحزب للتحالف أو الاندماج، كما أن هناك أسئلة أخرى عن رؤية الحزب للمشهد السياسى بداية من المرحلة الانتقالية، حتى ما يعتبره البعض انشقاقا مجتمعيا فى المرحلة الحالية حول الدستور.. كل هذه التساؤلات وغيرها طرحتها "اليوم السابع" على قيادات حزب المصريين الأحرار فى ندوة "اليوم السابع"، التى استضافت كلا من د. أحمد سعيدا رئيس الحزب، د. نجيب أبادير، عضو المكتب السياسى، وراجى سليمان، أمين لجنة الدستور وعضو المكتب السياسى.
ووضعنا بين أيديهم الأسئلة وناقشناهم على النحو التالى:

"اليوم السابع": لا شك أن الظروف التى واكبت ظهور الحزب كان لها تأثير مباشر على مسيرته بعد مرور عام على تأسيسه نريد منكم إلقاء الضوء على مسيرة الحزب منذ تأسيسه؟

د. أحمد سعيد: "المصريين الأحرار" أحد الأحزاب التى ظهرت بعد الثورة، كنا حزبا واضحا وصريحا من البداية، ومنذ أن فتحنا أعيننا وجدنا هناك انتخابات والانتخابات الماضية هزت مصر وشارك فيها أعداد كبيرة من المواطنين بصرف النظر عما احتوته من مميزات أو عيوب، فكان المتوقع بالنسبة لنا ولأى حزب أن أمامنا 5 سنوات لخوض انتخابات قادمة، وبدأنا نعمل على هذا الأساس، ودخلنا البرلمان فى يناير الماضى وبدأ الحزب يأخذ موقفا معارضا فى البرلمان، والأحداث كانت كثيرة ومتلاحقة، والبرلمان كان مختلفا فى تركيبته من حيث الأحزاب والأفراد، ثم واجهتنا مشكلة فى انتخابات الرئاسة فى وجهة نظرى أن نصل فى النهاية إلى أن جولة الإعادة ستكون بين الدكتور محمد مرسى - لا أعيب فيه شخصيا - ممثلاً لجماعة الإخوان المسلمين، والفريق أحمد شفيق ممثلاً للنظام السابق، فهذا كان صعبا على المصريين وتسبب فى انقسام فى البلد كله وفى الأسرة المصرية نفسها، وبدأنا نضع الإخوان مع الثورة، ثم جاء الصراع مع المجلس العسكرى وإعادة الرئيس للبرلمان، ثم حكم المحكمة الدستورية، وكانت الأحداث سريعة، لكن الأمر أعتقد أنه انتهى بعد حكم المحكمة بعدم عودة البرلمان، فالأحزاب الآن واثقة أن هناك انتخابات قادمة ستجرى بعد 6 شهور على الأقل ولن نستطيع إجراءها قبل هذه المدة، كما أنه ليس هناك استعداد لهذه الانتخابات، وبالتالى برز التفكير فى التحالفات.. الأحزاب بدأت تفكر فى التحالفات وهى بالأساس ليست أحزابا.

ولابد أن نلاحظ أن أحسن نتيجة للكتلة المصرية كانت فى القاهرة، وتفوقنا على حزب الوفد فى المرحلة الأولى لكن لم نصل للشارع، وكان المفروض خلال الخمس سنوات القادمة أن نتمكن من الوصول للشارع.. هذا فى ظل أن البعض يقول إن حزب المصريين الأحرار مؤسسه مليونير، وأنه يميل إلى اليمين ولذلك لا يهتم بالعدالة الاجتماعية، وأنا أقول إنه لا يوجد حزب يجرؤ على عدم الاهتمام بالعدالة الاجتماعية.

يجب أن نلعب سياسة وفى نفس الوقت نبدأ فى إنشاء جمعيات أهلية فى المحافظات وتقديم خدمات للشباب والفقراء، ولكن الآن لا نستطيع أن ننكر أننا متوجهون إلى الانتخابات القادمة بجانب مواجهة العقبة الحالية وهى الخلاف الحاد حول الجمعية التأسيسية.

"اليوم السابع": الانتخابات القادمة بالنسبة لكم كحزب هل ستكون مثل الانتخابات الماضية؟

د. أحمد سعيد: بالطبع لا لأن الخريطة تغيرت.

> "اليوم السابع"، مقاطعة: الخريطة تغيرت للأفضل أم للأسوأ؟

د. أحمد سعيد: العملية تعقدت، لأن عدد الأحزاب والتحالفات التى ستدخل الانتخابات ستكون أكثر بكثير، وأتصور أن النواب المنتمين للحزب الوطنى– وأنا لا ألومهم- الذين كانوا فى حالة استرخاء أو اكتفاء بالمشاهدة للأحداث فى الانتخابات الماضية سوف يشاركون بشكل أكبر، والتحالفات أمر مهم وضرورى وأتوقع أن تشهد المرحلة القادمة تحالفات قوية جداً بين الأحزاب، وأنا دائما أقول إن موضوع التحالفات يحكمه العمل على الأرض فى عملية مقاومة الجمعية التأسيسية الحالية للدستور.

"اليوم السابع": هل حسمتم فكرة الانضمام لأى من التحالفات الحالية هل تدرسون التحالف الأقرب لكم؟

د. أحمد سعيد: لا لا مفيش، ولم نتحدث فى التحالفات حتى الآن إلا عن تحالف الأمة المصرية الذى دعينا إليه مع الأستاذ عمرو موسى ومع حزب الوفد، أنا كان عاجبنى عمل تحالف بين حزب الوفد والكتلة المصرية لأننا سبق أن خضنا الانتخابات وحصلنا مجتمعين على 85 مقعدا ومارسنا السياسة ودخلنا البرلمان، وكانت نظريتى لو تحالف الوفد والكتلة المصرية فسيكون تحالفا قويا.

د. أحمد سعيد: الإخوان رفضوا تشكيل التأسيسية قبل انتخابات الرئاسة وفرضت عليهم من العسكرى.. ولا أعتقد أن الرئيس سيختار نفس تشكيل التأسيسية لو أسقطها القضاء ويجب وضع معايير لاختيار الأعضاء

"اليوم السابع" مقاطعة: على اعتبار أن هناك أسسا فكرية مشتركة؟

د. أحمد سعيد: نعم فيه أسس فكرية، على اعتبار أن حزب الوفد انسحب من الأمة المصرية فى مرحلة ما، ثم أبلغت منذ أسبوع أن الدكتور سيد البدوى راجع بقوة من أجل تحالف الأمة المصرية ولكن لأكون صادقا فإن الهيئة التأسيسية والدستور تستنفذ كل الطاقة فى البلد وأتحداك أن تجد اجتماعات حقيقية وجادة عن التحالفات، كل الاجتماعات الآن عن الدستور، باعتباره القضية الساخنة وبالتالى لا يوجد حديث جاد الآن عن التحالفات.

"اليوم السابع": هناك أزمة الآن فى حزب النور بعد ثبوت جلوس بعض أعضاء الحزب مع الفريق شفيق، واتهام من جلس معه بأنه خائن وأنتم كنتم من الأحزاب التى لها اتصالات مع الفريق شفيق، فهل الجلوس مع شفيق جريمة؟

د. أحمد سعيد: أنا لم أقل ذلك، أنا قلت إنه من النظام السابق، ولا أعيب فى أحمد شفيق، وكونه مدانا أو غير مدان هذا ما يحدده القضاء، ولا أرى أن الجلوس مع الفريق شفيق جريمة، الجريمة أن أنكر ذلك فهذه سياسة، وكل شخص حر فى أن يقابل من يشاء لكن الإنكار هو الخطأ ونحن فى الحزب لم نجلس مع أحمد شفيق، لكن دعنى أصارحك بأن الكثيرين فى الحزب انتخبوا أحمد شفيق، لا بد أن أعترف بذلك، وإنما المساومات والتشاوات والمفاوضات هذه سياسة وما قاله أشرف ثابت أمس فى أحد البرامج، لماذا جلس أشرف ثابت معه بأنه سياسى، فهذا منطقى.

"اليوم السابع" مقاطعة: يعنى لم تحدث أى اتصالات مباشرة بينكم وبين جبهة الفريق أحمد شفيق؟

د. أحمد سعيد: لم يحدث أى اتصال، هو لم يحاول ونحن لم نحاول، بعض الوسطاء من المعارف المشتركين قالوا لو تحبوا تجلسوا مع بعض ندبر لكم الأمر لكن هذا لم يحدث.
> "اليوم السابع": ولكن كانت هناك اتصالات بينكم وبين السيد عمرو موسى قبل الانتخابات الرئاسية ومع ذلك وحتى الآن لم تتخذوا قرارا واضحا بالانضمام لحزب المؤتمر؟
- د. أحمد سعيد: قرارنا واضح وصريح أننا لن ننضم لحزب المؤتمر وأنا أبلغت السيد عمرو موسى بذلك صباح الجمعة.

"اليوم السابع" مقاطعة: وإيه المانع؟

د. أحمد سعيد: نريد الانضمام لتحالف يميل إلى حزب المصريين الأاحرار أى مع أحزاب تكونت بعد الثورة، لكن لن يحدث تناغم بيننا وبين الأحزاب التقليدية, والفكرة فى النهاية أن التحالف سهل لكن الاندماج يعنى اختفاء "اسم المصريين الأحرار"، والاندماج يعنى جواز ومفيش جواز من غير خطوبة، وأنا وجدت أن خطوات الاندماج سريعة جداً.

"اليوم السابع": هل يعنى ذلك أن الاندماجات فكرة حالمة وغير منطقية؟

د. أحمد سعيد: لا ليست حالمة وأنا فى رأيى أن العام القادم سوف يشهد الكثير من الاندماجات على مستوى عال جدا وستظهر كيانات جديدة مثل الكتلة المصرية وأكبر مشكلة فى الكتلة المصرية أنه بمجرد دخولنا البرلمان انفصلنا، وكان يجب أن نستمر ككتلة برلمانية واحدة، وفى هذا التوقيت لم يكن هناك خلاف على الأيدلوجية الاقتصادية.

"اليوم السابع": هل معنى عدم اندماج "المصريين الأحرار فى حزب المؤتمر أن الحزب سيقود تحالف الكتلة المصرية مرة ثانية بمنطق جديد؟

د. أحمد سعيد: نعم نتكلم حاليا مع حزب المصرى الديمقراطى لإحياء مفهوم الكتلة المصرية مرة ثانية على مستوى التحالف، وعندما ندخل فى تحالف ندخل باسم الكتلة المصرية على مستوى التحالف، لأننا نتمتع بميزة أنك الوحيد ككتلة اللى دخلت البرلمان كان لنا 40 عضوا فى البرلمان السابق.. ومن المنطلق التصويتى أن اسم الكتلة المصرية أصبح "براند" والاسم مثل للمصريين نقطة خيار مهمة فى توقيت خطير.

"اليوم السابع": إحياء تحالف الكتلة بجانب تحالف الأمة وحزب المؤتمر يعنى ظهور 3 تكتلات ليبرالية؟

د. أحمد سعيد: تشاورت وتناقشت مع الدكتور أبوالغار رئيس حزب المصرى الديمقراطى وتحدثنا فى تحالف الكتلة كاسم، والذى استطاع الوصول للفلاح الذى كان يختار بين "الحرية والعدالة" و"النور" و"الكتلة المصرية، والوفد اسم معروف واى حزب جديد لا بد ان يقوم بجهد كبير فى الشارع ليستطيع المنافسة فى الانتخابات القادمة، لأن الانتخابات ليست فى القاهرة فقط، وهذا ما يثبت بالدليل القاطع لأنك فى حاجة للنزول للصعيد ووجه بحرى، ونحن الان ننظر مع المصرى على مستوى أعلى قياداته لإحياء فكرة الكتلة.

"اليوم السابع": هل يجرى نقاش مع حزب التجمع للعودة لتحالف الكتلة المصرية؟

د. أحمد سعيد: نتكلم مع التجمع والحزب لديه استعداد لذلك، لكن للأسف توجد الآن تقسيمة أن الاحزاب الناصرية اندمجت فيما بينها واستبعدتنا بحجة أننا لا نراعى العدالة الاجتماعية، ثم دعونا مرة ثانية، وهذا غير صحيح، المشكلة أننا حزب واضح فى سياستنا إننا نريد اقتصاد سوق وتقليل دور الدولة فى الاقتصاد.

"اليوم السابع": ونحن نتحدث عن بناء حزب المصريين الأحرار وتكوين تحالفات، هل أنتم مدركون لمشكلة انشقاقات كوادر كبيرة من الحزب ومدى تأثيرها على الحزب فى هذه الفترة؟
- راجى سليمان: أعتقد أن المصريين الأحرار من أفضل الكيانات المتسقة، والحزب يتمتع بأنه معندوش انشقاقات.

راجى سليمان: استفتاء مارس بداية الاستقطاب فى المجتمع.. والمرحلة الانتقالية أديرت بشكل كارثى.. والرئيس اغتصب سلطة التشريع بوضع إعلان مكمل والمجتمع المدنى لم يعترض

"اليوم السابع" مقاطعة: والاستقالات؟

راجى سليمان: لا أستطيع تفسيرها على أنها ظاهرة، وأن استقالة اثنين من أعضاء المكتب السياسى لم يتوافقوا مع رؤية الحزب وطريقة إدارة الأمور لا تعنى أنها ظاهرة، خاصة أن أغلبية أعضاء المكتب السياسى لم يمارسوا سياسة وطبيعى عند الممارسة العملية تجد اختلافات.

"اليوم السابع": يعنى استقالة محمد أبو حامد لم تؤثر على الحزب؟

راجى سليمان: لا أستطيع أن أقول إن استقالته لم تؤثر على الحزب، وجهة النظر الإعلامية كانت واضحة أن أبوحامد كان عامل صوت لكن اللى اختلفوا عليه أكثر ممن اتفقوا عليه، من الكتلة التصويتة اللى أعطت صوتها للكتلة المصرية، وفى أحيان كثيرة التغريد خارج السرب غير محمود ونحن كنا نريد بناء مؤسسى، يقوم فيه كل شخص بدوره وعندما يحدث كل ذلك لا نستطيع القول أنها خسارة كبيرة.

د. نجيب أبادير: أطالب الرئيس مرسى بأن يزور مصر ويلقى خطاباته من الرئاسة وليس من منبر المسجد..وحدثت مذابح "محمد محمود" و"ماسبيرو" و"العباسية" و"مجلس الوزراء" ولم نعرف من المتهم بل حتى الآن لم نعرف من الذى كسب الانتخابات الرئاسية
ما يحدث من تهجير للأقباط فى رفح كارثة وكنت أنتظر من الرئيس أن يخلع عباءة الإخوان


د. نجيب أبادير: أنا عايز أقول إن الكثير من الكوادر والشخصيات انضمت للمصريين الأحرار حباً فى مصر والهوية المصرية، وعندما بدأنا فى تكوين تحالف الكتلة تساءل البعض كيف ينضم حزب التجمع اليسارى مع حزب المصريين الأحرار الرأسمالى، تجربتنا مع التجمع كانت جيدة على الصعيد الشخصى والمهنى، ولن تجد داخل الحزب المقاومة الخاصة بالايدلوجيات المتعصبة الموجودة فى بعض الاحزاب الدينية ونحن ليبرالييون بمعنى الكلمة نقبل فكرنا وفكر الأخرين.

"اليوم السابع": هل انت تقلل من أهمية تاثير الانشقاقات؟

د. أحمد سعيد: التجربة الحزبية فى مصر وليدة ولم يكن لدينا احزاب ونحن ما زلنا نتعلم، وأى شخص يقول لى إن الأحزاب الليبرالية ضعيفة كان ردى انه "مفيش واحد عنده 10 سنوات يقدر يخلف، تركيبته البيولوجية لا تسمح له أنه يجيب أطفال" لابد أن نعترف بذلك، لابد أن يصل لسن البلوغ، وأنا مقتنع بأن الإخوان بيكسبوا الانتخابات بسبب قدرتهم على التواصل والعمل اثناء الإنتخابات وليس لأنهم يمثلون الأغلبية، من لهمم حق التصويت 52 مليون مواطن لهم حق الانتخاب ومن شاركوا 25 مليون ناخب، استطاعوا هم ان ينزلوا منهم أكبر عدد ممكن ونحن لم نستطع، وهدفنا نحن أن ننزل الـ25 مليون الآخرين، وبحكم الانتخابات الكثيرة فى العام الماضى المواطن أصبح لديه "سى فى" فى الانتخابات وحالة من النضج.

"اليوم السابع": ألا تعتقد أن الإنتخابات الكثيرة خلال المرحلة الانتقالية وزيادة درجة الوعى لدى المواطن ستأخذ من رصيد التيار الدينى لصالح التيار المدنى؟

د. أحمد سعيد: لا شك أننا سنرى طفرة للتيار الليبرالى فى البرلمان القادم وسيحصد مقاعد أكثر.

"اليوم السابع": ولكن لا يزال التيار الدينى يمتلك نفس الأدوات التى تمنكه من حصد اغلبية المقاعد؟

د. أحمد سعيد: الشارع الآن عرف من هم الإخوان ومن هم السلفيون لكن الحقيقة أنهم لا يزالوا منظمين، لكننا فى مصر نعانى من مشكلة أن رئيس الجمهورية منذ 30 سنة هو رئيس الحزب الوطنى، ورئيس الجمهورية الآن كان رئيس حزب الحرية والعدالة، فلا تقنعنى أنه سيتبرأ من حزب الحرية والعدالة، ومن الوارد قبل الانتخابات بـ15 يوما أن يمنح الرئيس الموظفين %10 زيادة، وبذلك يضمن التصويت لحزب الحرية والعدالة.

"اليوم السابع": الإخوان حصدوا الأغلبية قبل وصولهم للحكم والسيطرة على جميع مؤسسات الدولة، فكيف ستحقق الأحزاب الليبرالية نتائج أفضل من الانتخابات السابقة؟

د. أحمد سعيد: لكى أرد على هذا السؤال لابد أن أعرف ما هو قانون الانتخابات القادم، وأنا أؤكد أنه إذا لم تجر الانتخابات القادمة عبر طريقة القائمة بنسبة %100، من الصعب جدا أن يحدث توازن فى البرلمان القادم وفرصة الأحزاب ستكون صعبة، المشكلة أن الإخوان عايشين فى وهم كبير أن الليبراليين يريدون القضاء عليهم وهذه عقدة النظام السابق، ونحن لا نريد القضاء عليهم نحن معترفون بهم، ونريد حزبين كبيرين فى مصر ولابد من حدوث توازن، ونحن لو حصلنا على %85 سنفسد، وأنا سمعت والشائعات كثيرة فى البلد أنهم يريدون الانتخابات القادمة بنسبة %100 فردى، ولو حدث ذلك يبقى صباح الخير على التحالفات ودخلنا فى لعبة المال والعصبيات، الهدف فى النهاية أن يكون البرلمان القادم متزنا، لأن البرلمان السابق كان مختلا، لا بد أن نتصالح فكل منا له وجهة نظر لابد أن يقبلنى ويقبله.

د. نجيب أبادير: كل يوم نرى تصريحات عن عودة البرلمان وأن حكم الحل جاء نتيجة لتغول السلطة القضائية على التشريعية ووصل الأمر إلى أنه لو تم حل التأسيسية من قبل المحكمة فإن الرئيس سيعيدها بنفس التشكيل، هناك جرجرة لكسر أحكام القضاء ومقاومتها بشكل فج ونحن ندعو حزب الحرية والعدالة بأن يمثتل لأحكام القضاء لأن دولة بدون احترام القضاء فإنها ترسخ لشريعة الغاب.

"اليوم السابع": بم تفسر تجاهل الرئيس للجدل الدائر حول اللجنة التأسيسية؟

د. أحمد سعيد: المفروض أن يحدث حوار حول قانون الانتخابات، لإنهاء هذه الضبابية خاصة أن الانتخابات قد تجرى فى مارس. فعلى سبيل المثال، أنا مندهش جداً من الرئيس مرسى لأنه لم يدع القوى السياسية للتحاور حول الدستور فى الوقت الذى تدعو فيه هذه القوى لإسقاط الجمعية، لابد أن يسمع الرئيس ذلك، حتى إذا سقطت الجمعية بحكم المحكمة يعرف لماذا كنا معترضين، لأننا فى النهاية لسنا أعداء ونريد للبلد أن يتحرك للأمام، وعلى القوى المدنية أن يكون لديها البدائل المطروحة فى حال سقوط الجمعية التأسيسية ونحن فى الحزب لدينا خطة بديلة فى حال سقوطها.

راجى سليمان: نظام الحكم سوف يرد فى الدستور ونسبة الـ%50 عمال وفلاحين ومسألة الفردى والقائمة سيتم التلميح لها كلها فى الدستور لتفادى عدم الدستورية وتفادى حرج أن يشرّع الرئيس، وفى النهاية هناك انتخابات برلمان لابد أن تتم، فهو فى مأزق قانونى لابد أن يعالجه فى الدستور، بشكل انتقالى أو مستدام.

"اليوم السابع": هل أنتم كحزب لديكم تصور واضح لما بعد سقوط "التأسيسية"؟

راجى سليمان: بالفعل نحن كحزب فى حال سقوط التأسيسية لدينا تصور جاهز، منذ بداية الحديث عن الدستور قدمنا مشروع قانون متكاملا يغطى جميع الجوانب، مثل تعارض وتضارب المصالح وحذرنا من مشاركة الحزب الحاكم فى وضع باب نظام الحكم، وأرسلنا مشروع القانون لمجلس الشعب والرئاسة، و"نحن لسنا حزبا يضع رأسه فى الرمل، ويدبدب على الأرض ويقول أنا معترض، نحن نقدم حلولا عملية وإيجابية".

د. أحمد سعيد: أريد أن أعقب على مسألة الانشقاقات فى الأحزاب، حدث قبل ذلك انشقاق فى الوفد والآن فى حزب النور وأرى هذه الظاهرة طبيعية وصحية، ولابد أن نعترف أن أى واحد يريد الاستقالة يذهب لإحدى الفضائيات لنشر الموضوع، رغم أن الاستقالات أمر طبيعى.

"اليوم السابع": هل حل البرلمان أبعد القوى المدنية عما يجرى فى كواليس الدولة؟

د. أحمد سعيد: أنا مقتنع أن استمرار مجلس الشعب وعدم حله كان فى مصلحة المجتمع المدنى، ومع ذلك أحترم قرار الحل، لكن بقاء المجلس كان أفضل للوضع السياسى، وكنا داخل الملعب نناقش ونعارض ونعلم ما يحدث، كنا 25 عضوا، ونستطيع إيقاف بعض القرارات، وبعد حل مجلس الشعب خرجنا من الملعب وأصبحنا متفرجين، وعندما جاء رئيس من الإخوان أصبح أقرب للجماعة ونحن بعيدون.

"اليوم السابع": بنفس المنطق لماذا إذن انسحبت من التأسيسية.. ألم يكن من الأفضل أن تستمر داخل الملعب؟

د. أحمد سعيد: أنا انتخبت مرتين فى اللجنة الأولى واللجنة الثانية، ومع ذلك قررت الانسحاب من البداية، لأن النسبة التصويتية محسومة، وأختلف مع من يقول إن الانسحاب غير مؤثر، لأنه سيتم اللجوء للقائمة الاحتياطية، الجمعية الأولى سقطت قبل حكم المحكمة، إنما موضوع الدستور لو خرج للاستفتاء ستكون النتيجة نعم، المهتم به النخبة والإعلام والمجتمع المدنى وهم الذين يمثلون الضغط، الدستور لابد أن يكون بالتوافق وعلى الرئيس أن يجمع القوى السياسية للحوار حول الدستور، كما حدث بعد حادث رفح جمع القوى السياسية للنقاش حول معالجة القضية وكيفية تنمية سيناء، والآن هناك انشقاق حول الدستور.

"اليوم السابع" مقاطعةً: ولكن هناك عودة لعدد من المنسحبين من التأسيسية قد يدفعها لاستكمال مهمتها، فلماذا لا تتحدث عن ذلك؟

د. أحمد سعيد: عودة المنسحبين لن تسقط الجمعية ولن يدفعوها لإكمال مهمتها، وأنا لا أعلم ملابسات عودتهم، وأول أمس تم استضافة د. جابر نصار، وعندما سئل عن سبب العودة أنا لم أفهم منه لماذا عاد مرة أخرى، لا يمكن أن أكون بهاجم الجمعية التأسيسية للدستور.

"اليوم السابع": نسأل د. نجيب أبادير.. أنت لك رأى فى ظهور أكثر من تحالف مدنى، وأن الحل فى عدد محدود من التحالفات؟

د. أبادير: يوجد الآن ما يقرب من 65 حزبا، لو شاركوا بشكل فردى جميعهم فى الانتخابات، فإن الأصوات سوف تتفتت بشكل كبير، أما التحالفات مثل الكتلة فهى الحل الوحيد طالما أنها ذات توجه مدنى حتى، وإن اختلفت فى توجهاتها الاقتصادية، وهذه الاختلافات لا يجب أن تؤثر فى ظهور التحالفات المدنية.

"اليوم السابع": لو تم حل الجمعية التأسيسية بحكم القضاء، هل سيكون التشكيل الجديد للجنة الذى سيقوم به الرئيس فى صالح التيار المدنى؟

د. أحمد سعيد: هناك كلام نسمعه الآن أنه فى حال حل الجمعية سيشكلها الرئيس بنفس تشكيلها الحالى، وأنا لا أعتقد ذلك، ولكن ما أطالب به إذا تم حل الجمعية عن طريق المحكمة لا بد من وضع معايير واضحة تعلن للشعب عن كيفية اختيار أعضاء اللجنة حتى لو قام الرئيس بتشكيلها لذلك نطالب الرئيس بالحوار.

"اليوم السابع": الإخوان استطاعوا الوصول للشارع، فما الذى يعوق "المصريين الأحرار" من الالتحام بالشارع، هل الكوادر أم التمويل؟

د. أحمد سعيد: المشكلة فى الوقت.

د. نجيب أبادير: لدينا 75 مقرا فى جميع المحافظات، بدأت تتفاعل مع دوائرها وتجرى فيها ندوات للنقاش حول الدستور، وبدأت الأحزاب فى محافظات الإسكندرية والمنيا عمل تحالفات مع بعض الأحزاب، أعط فرصة لهذه الأحزاب، وليس لنا 80 سنة فى الشارع، وتمويلنا محدود والتفاعل مع الشارع يستغرق وقت.

"اليوم السابع": هل يعنى ذلك أنكم استسلمتم لأن يكون البرلمان القادم إسلامياً؟

د. أحمد سعيد: لست مستسلما لذلك، لكن البرلمان القادم سوف يحدده قانون الانتخابات، وأنا أرى لو الانتخابات بالقائمة %100 هناك فرصة للأحزاب الجديدة لدخول البرلمان كتحالفات، ولابد من التركيز على الجودة وليس الكم، قد يكونون 50 نائبا يستطيعون العمل بشكل جيد وفاعل.

"اليوم السابع": بعيداً عن التحالفات وفوبيا الإخوان، إذا كان للحزب طموح سياسى، فلابد أن يلتحم بالشارع، وأن يقدم برامج لحل مشاكل الفقراء والعمال والفلاحين والطبقات الكادحة فى الواقع.. فماذا قدمتم فى هذا المجال؟

د. أحمد سعيد: الاتجاه الحالى للحزب إنشاء جمعية لتنمية المجتمع فى كل محافظة، وهذه الفكرة سيتم تنفيذها قريبا جداً من أجل الوصول للناس بهدف تشغيل الشباب، وهى الطريقة التى يتبعها حزبا النور والحرية والعدالة، وعلى المدى الطويل يمكن الحصول على الصوت الانتخابى، وبالفعل تم إنشاء جمعية تحت اسم الكتلة المصرية لكن لم نشهرها بعد.

"اليوم السابع" مقاطعةً: لماذا لا تستغلون فقدان المواطن البسيط لثقته فى الإخوان؟

د. أحمد سعيد: الـ50 مليونا الذين لهم حق الانتخاب، ما يزيد على %40 منهم أميون، والوصول إليهم عن طريق "الزيت والسكر"، وأنا حتى الآن ليست لدى رفاهية الوصول للناس فى الشارع، وذكرت المعوقات التى منعتنى من ذلك بداية من انتخابات البرلمان إلى الأزمة حول الدستور.

"اليوم السابع": لكن من الملاحظ أن الناس فى الشارع تتمنى ظهور تحالف وكيان قوى؟

د. أحمد سعيد: كنت من المحبذين لعدم إنشاء حزب الدستور قبل إنشائه وإنشاء مظلة جديدة ولتكن تحت اسم الدستور ويرأسها شخصية مثل الدكتور البرادعى، ولكن بعد ظهور الدستور، ووجود "المصريين الأحرار" والوفد بات واضحا أن كل حزب يريد بقاء حزبه، وقبل الانتخابات الماضية جميع الأحزاب رفضت الدخول فى تحالف وبعد حل البرلمان كل الأحزاب أدركت أهمية التحالفات، بسبب حالة النضج التى وصلت لها، ولو "المصريين الأحرار" شارك فى الانتخابات الماضية بمفرده كان سيحصل فقط على 8 مقاعد، ولو نزلت فى الظروف الحالية لن أستطيع الحصول على الـ8 مقاعد فى ظل هذه الخريطة المعقدة، وكما أن هذا النضج يحدث، فأنا لن أستغرب الاندماج فى حزب كبير ليظهر حزب جديد لتحقيق التوازن.

"اليوم السابع": هل التحالفات المدنية تستطيع الصمود أمام أحزاب التيار الإسلامى فى ظل الدعاية الدينية وفكرة التصويت لصالح الإسلام ضد العلمانيين؟

د. أحمد سعيد: أرى موجة استخدام الدين فى الانتخابات فى النازل، وهذه إحدى مزايا الثورة المصرية، والعملية بدأت تنكشف، وأن تستخدم الدين والمسجد لن نجنى ثمارها بسهولة، ولكن لو أجريت الانتخابات بعد 5 سنوات كنا سنجنى ثمارا أفضل، ولكن سلاح الدين فى الانتخابات فى النازل، ومن يقول إن مصر كانت مدنية فى عهد مبارك مبيفهمش، لأنه منذ عام 81 حتى 2011، مصر شهدت السطوة الدينية والوهابية، وما يحدث الآن صحى حتى بعد فوز الإخوان بالأغلبية وبالرئاسة، فهى فرصة لتجريب الإخوان، وأنا متفائل أننا لن نعود للوراء، ومرسى لن يستطيع أن يكون ديكتاتورا.

"اليوم السابع": هل "المصريين الأحرار" لا يزال يعانى من عقبة أنه حزب أقرب إلى الأقباط، وهل يمثل ذلك عقبة أمامه فى الانتخابات القادمة؟

د. أحمد سعيد: نحن لم نشارك فى الانتخابات بمفردنا، ولكن شاركنا من خلال الكتلة المصرية، وكان من الطبيعى أن ينتخب المسيحيون الكتلة المصرية أو حزب الوفد، وأنا أرفض فكرة التصنيف الدينى، وبعض أعضاء المكتب السياسى فى الحزب لا أعرف هل هم مسلمون أو مسيحيون.

راجى سليمان مقاطعاً: الاستقطاب حدث فى المجتمع من قبل الانتخابات، بدأ منذ استفتاء مارس على الدستور.

د.أحمد سعيد: على المستوى السياسى لا أعرف مصدر هذه الإشاعة، هل لأن نجيب ساويرس مسيحى فتم توصيف الحزب بذلك، أنا أشعر بالألم عندما نتحدث عن كوتة للمرأة وكوتة للمسيحيين فى التأسيسية، لو مصر أنجبت 20 مسيحيا نوابغ فإنهم يستحقون الحصول على %20، علينا النظر لما يحدث فى العالم، أوباما والده جذوره إسلامية، العالم تغير المسلمين والمسيحيون هم مصريون، وعندما تحدث الانتخابات يقول الإسلاميون "عايزين أصوات المسيحيين".

"اليوم السابع": هل يستطيع الحزب والتيار المدنى بشكل عام الاستفادة من الأخطاء التى وقع فيها حزبا النور والحرية والعدالة وكشف استخدامهم للدين لأغراض سياسية؟

د. أحمد سعيد: الانتخابات الماضية كانت استثنائية وحزب النور والحرية والعدالة لن يستطيعا الحصول على مقاعد الانتخابات السابقة، وأنا لا أريد الصوت القادم من الهجوم على غيرى، أنا أحب التنافس الشريف وكسب مصداقية الشارع، قد نختلف على طريقة الوصول للناس، صديق أمريكى بيقولى رئيسكم فى نيويورك، وبيسأل بتهكم عامل ايه الراجل ده، وهنا ظهر المصرى اللى جوايا، فقلت له إن هذا الرجل درس فى جامعة كاليفورنيا، لأنى فى النهاية مصرى وهدفى مصر وليس الإخوان، ولا أدافع عن شخص، وعلى الإخوان أن يفهموا أن التيار الليبرالى ليس ملحدا أو كافرا، ولكنه يرى أن مصر مصرية وأنه لا يوجد فرق بين مسلم ومسيحى، مثلاً يؤلمنى جداً تهجير الأسر المسيحية، لأنهم مصريون.

د. نجيب أبادير: نحن هنا نتكلم عن العقيدة وهى شىء مطلق ولا دخل للدولة بعقيدة أى فرد، وبالتالى فنحن نتكلم عن المسيحى وعن المسلم.

د. أحمد سعيد: الرئيس أخطأ عندما أعاد مجلس الشعب لأنه أظهر أنه منحاز لفصيل معين، أنا أريده رئيسا لكل المصريين، أخطا عندما لم يستخدم الشرعية الثورية لإسقاط الجمعية التأسيسية، وزيارته لإيران مأساة، ما معنى أن أجلس بجوار أحمدى نجاد لانتقاد بشار الأسد رغم أنه لا فرق بين الاثنين "بشار ونجاد"، وكان الأولى أن يزور السجون الإيرانية ليرى سجناء أحداث 2009، بدلاً من جولته فى المفاعلات النووية، أعتب على الرئيس عدم إجرائه حوارا حول اللجنة التأسيسية، وجولاته الخارجية، كان يجب أن تكون للدول ذات الثقل المالى مثل بريطانيا أمريكا وفرنسا، وليس للرئيس حتى الآن موقف من السياحة، هذه هى الملفات التى كان يمكن معالجتها فى الـ100 يوم.

د. نجيب أبادير: لم أشعر حتى الآن منذ تولى الدكتور مرسى أنه رئيس لكل المصريين، ما يحدث فى رفح وما حدث قبل ذلك فى دهشور، ولم نشعر أن الرئيس أخذ موقفا صلبا ضد من قام بهذه الأعمال الإجرامية، النهاردة فى رفح بكرة فى السويس وبعده فى القاهرة، هل سيحدث تهجير قسرى لهم بحجة عدم القدرة على تأمينهم فى منازلهم، كان المفروض أن يخلع رداء الإخوان ويلبس رداء رئيس مصر.

"اليوم السابع": هل ما نعانيه الآن من تخبط وارتباك فى المشهد السياسى هو نتيجة للقرارات السيئة للمجلس العسكرى طوال المرحلة الانتقالية؟

د. أحمد سعيد: نحن نعيش قصة استفتاء مارس، ولكن هذه المرة مع الدستور، قلنا الدستور أولاً لوضع قواعد للعبة نستطيع من خلالها المشاركة فى الانتخابات البرلمانية وإجراء انتخابات الرئاسة، ووضع الدستور فى هذه الفترة كان سيستغرق 3 شهور، لأنه كان هناك حكم هو المجلس العسكرى، حتى لو كان افتراضيا، كان يقول لنا أنه يقف على مسافة واحدة من الجميع ولا نعرف بالضبط ما المسافة التى كان يقف عليها، ونزل الإخوان فى جمعة قندهار للاعتراض على وثيقة السلمى، والمواد الدستورية التى كانت فى هذه الوثيقة هى التى نطالب بها الآن، بالطبع إدارة المرحلة الانتقالية تشوبها أشياء كثيرة، وحل البرلمان تحديداً جاء فى ظروف غامضة، وفى 7 يونيو كنا فى اجتماع مع المجلس العسكرى بحضور رؤساء الأحزاب، وطلب المشير وعنان عمل قانون الجمعية التأسيسية، كنا فى هذا الاجتماع من 10 صباحاً حتى 8 مساءً، وأذكر أن ممدوح شاهين قال للإخوان "انتوا عملتوا قانون العزل فى 3 ساعات، اعملوا ده فى 3 أيام"، فما الهدف؟ وكلمة للتاريخ "الإخوان المسلمين" مكانوش عايزين تشكيل الجمعية التأسيسية قبل انتخابات الرئاسة، وهذه كانت رغبة المجلس العسكرى، يوم 13 يونيو تم انتخاب الـ100 عضو فى التأسيسية، ويوم 14 تم حل المجلس قبل انتخابات الرئاسة بـ48 ساعة.

د. نجيب أبادير: كان واضحا من البداية توجه المجلس العسكرى منذ اختيار اللجنة التى قامت بالتعديلات الدستورية، طالبنا بالدستور أولاً لكن لم يستمع أحد وحدثت مذابح فى محمد محمود وماسبيرو والعباسية، ومجلس الوزراء ولم نعرف حتى الآن من المتهم، وحتى الآن لم نعرف من الذى كسب الانتخابات الرئاسية، نسمع أسرارا سوف يعلن عنها، موضوع الحبر السرى والمطابع الأميرية والأقباط الذين منعوا من التصويت، نحن فى جو ضبابى كامل.

راجى سليمان مقاطعًا: المرحلة الانتقالية أديرت بمنتهى الفشل وكانت إدارة كارثية واستفتاء مارس أول شرخ فى الأمة بإدارة العبقرى الفذ ممدوح شاهين، والرئيس مرسى اغتصب السلطة التأسيسية للدستور وأصدر إعلانا دستوريا مكملا، ولم يتحرك أحد ولم يعترض المجتمع المدنى.

د. نجيب أبادير: وبخصوص سفريات الرئيس الكثيرة للخارج، وندعو الرئيس مرسى لأن يزور مصر لأن بها الكثير من المشاكل فى الداخل التى تحتاج لحل، وألا تكون خطاباته كل يوم جمعة من منبر جامع أريد أن تكون خطاباته من مؤسسة الرئاسة، ونحن قبلنا نتيجة انتخابات الرئاسة، ونريده أن يحتضن جميع المصريين، وكنت أتوقع أن يقوم بزيارة رفح لمتابعة هذه الكارثة.

"اليوم السابع": هل يخشى مرسى انقلاب السلفيين والجماعات الجهادية التكفيرية، حتى لا يتكرر معه سيناريو الرئيس السادات؟

د. أحمد سعيد: مما لا شك فيه أن ذلك يمثل خطرا على النظام، فالرئيس السادات أخرجهم من السجون ثم قتلوه، وليست شطارة أن يأتى كل رئيس ليخرج سجناء الرئيس السابق، وما حدث أمام السفارة الأمريكية أحرج الإخوان وأحرج محمد مرسى وهذا يعنى أن الوجود فى السلطة يختلف عن الوجود خارجها، ونحن نريد أن يفهم الإخوان أننا معارضة رشيدة، وأن محمد البرادعى الرجل العظيم الذى له فضل على الثورة المصرية، قد تحدى نظام مبارك، ومثل خطرا عليه، وكان مراقبا عقب عودته، ولم يكن للإخوان وقتها أية مواقف مشابهة، فلماذا لا نستمع للدكتور البرادعى عندما يرفض الجمعية التأسيسية، هو أحد رموز الثورة، وهجومهم عليه غير مفهوم، ولا يجب أن يتهم بأنه عميل فى برلمان الثورة، هذا الرجل عظيم بمعنى الكلمة، ورجل مواقف ومبادئ وعلينا أن نسمعه لأننا لسنا أعداء.

"اليوم السابع": بم تفسر تفاقم المشكلات الداخلية رغم وجود قائمة من المستشارين والمساعدين للرئيس، وهل هناك جدوى منهم؟

د. أحمد سعيد: لا نستطيع أن نحدد مدى حيوية دور المساعدين والمستشارين، والوقت سيثبت هل هذه المناصب جادة أم لا، وستلغى أم لا، وعلى كل حال فهى فواتير انتخابية يسددها الرئيس بالطبع، وهناك أشياء يستطيع الرئيس أن يفعلها يشعرنا بها أنه رئيس لكل المصريين.






























مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد المصرى

ذاكرة تاريخ ثورة 25 يناير

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة