أكد حسين عونى بوطصالى، السفير التركى بالقاهرة، أن زيارة الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، إلى تركيا الأسبوع الماضى لاقت ترحيبا كبيرا بين الشعب التركى رغم فترتها القصيرة، قائلا: "نحن كنا ولا نزال نود أن تكون هناك زيارة تستغرق وقتا أطول لعقد المزيد من المباحثات ولكن مع ازدحام أجندة مصر الخارجية، فنحن نقدر للغاية أن يجعل الرئيس زيارة تركيا من أولويات سياسته الخارجية".
وأشاد بوطصالى، أثناء مؤتمر صحفى عقد ظهر اليوم بمنزله بالجيزة بالزيارة، قائلا: إنها تزامنت مع عقد المؤتمر العام الطارئ الرابع لحزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا، واتسمت كلمة الرئيس المصرى بالأهمية، نظرا لأنه تحدث إلى العالم العربى والمنطقة من خلال منصة الحزب، فضلا عن أنه تقابل مع الرئيس التركى عبد الله جول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، لتباحث الجانب الاقتصادى وحزمة المساعدات التركية لمصر، وأيضا القضايا الإقليمية، منها القضيتان، السورية، والفلسطينية.
وتحدث السفير التركى عن حزمة المساعدات التى تنتوى الحكومة التركية تقديمها إلى مصر وتبلغ قيمتها مليارى دولار، مشيرا إلى أن منها مليار دولار وديعة على خمس سنوات بفترة سماح ثلاث سنوات وفائدة لا تزيد على 1%، والمليار الأخرى عبارة عن استثمارات تركية فى مصر وشراكة فى مشروعات البينة التحتية، مؤكدا: "نحن نؤمن أن هذه الحزمة الاقتصادية بين القاهرة وأنقرة سيكون لها تأثير كبير، فهى بمثابة التزام تركى باستقرار مستقبل مصر، فتركيا لديها الإيمان بقدرة البلاد على التعافى، كما أنها ستعزز من العلاقات الثنائية بين البلدين، وستساهم فى تعزيز القدرات الإنتاجية، مما سيسفر عن زيادة فرص العمل والنهوض بالاقتصاد، فى الوقت الذى ستنعش فيه العلاقات التجارية لتصب المنفعة فى صالح المجتمع الاقتصادى الدولى، وشركاء مصر التقليديين والجدد.
ومضى بوطصالى يقول، إن مصر سوق يستحق الاستثمار فيه، وستجذب هذه الحزمة الاقتصادية أنظار المستثمرين الأجانب لأنها ستنشر مفهوم الثقة بينهم.
وعن أسباب اهتمام تركيا بتقديم مساعدة اقتصادية للقاهرة، قال السفير التركى: "نحن نرى مصر كشريك استراتيجى هام، ونريد أن نكثف ونعزز العلاقات معها، بل نريد أن نشجع المصريين على الاستثمار فى تركيا كذلك، فالعمل معا سيعود بالنفع على كل من البلدين".
وأضاف قائلا: "نحن نأمل أن نتعاون معا لتوسيع نطاق أسواقنا على المستوى الدولى، فنحن نأمل أن نتعاون مع أسواق ليبيا التى ندعو لأن تسير على مسار الاستقرار قريبا، والسودان، ونأمل أن نساهم فى حال تم التوصل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين فى إشراك غزة وفلسطين ومنطقة الشرق الأوسط، لذا فنحن نرى مصر كقائد، وشريك، وجسر".
أما فيما يتعلق بالأزمة السورية، والمبادرة التى أطلقتها مصر لحلها، أكد سفير تركيا أن بلاده تشجع كل الدول على مساعدة الشعب السورى لتخفيف المأساة التى يعيشها، مشيرا إلى أن سفك دماء السوريين ينبغى أن يتوقف الآن.
وتعليقا على الفيلم المسىء للرسول، قال سفير تركيا إن المحاولات الأخيرة للإساءة لنبينا أمر خطير جدا، والدول الإسلامية، ومنها مصر وتركيا أثارت فى نيويورك قضية تشريع دولى لتجريم أى محاولة لإهانة ليس الإسلام فقط بل كل الأديان، مشيرا إلى أن الفيلم لا يمثل إهانة للرسول فقط بل للحضارة كلها.
سفير تركيا بالقاهرة: الحزمة الاقتصادية التركية التزام منا باستقرار مستقبل مصر.. والـ"2 مليار دولار" مقسمة إلى وديعة على خمس سنوات بفترة سماح ثلاث سنوات وفائدة لا تزيد على 1%
الأربعاء، 03 أكتوبر 2012 11:29 م