د.عبد الجواد حجاب يكتب: الاصطفاف الوطنى روح ثورتنا

الأربعاء، 03 أكتوبر 2012 09:08 م
د.عبد الجواد حجاب يكتب: الاصطفاف الوطنى روح ثورتنا ثورة 25 يناير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا ينكر أحد أن ثورة 25 يناير المباركة نجحت فى توحيد أبناء الشعب المصرى، من كل الطوائف والفئات والانتماءات لدرجة الانصهار فى ميدان التحرير لمدة ثمانية عشر يومًا والالتفاف حول أهداف واضحة "عيش حرية عدالة اجتماعية وكرامة إنسانية".

تنحى الرئيس المخلوع، وفى أول اختبار انقسم المجتمع مرة أخرى إلى من يؤيد التعديلات الدستورية ومن يعارضها وانطلقت المسيرة وخرجت علينا النخب بمقترحات كثيرة من المجلس الوطنى إلى وثيقة التحالف إلى وثيقة الأزهر إلى وثيقة السلمى إلى انتخابات مجلسى الشعب والشورى، ثم انتخابات الرئاسة.

كلما تقدمنا خطوة ازداد الانقسام وارتفعت وتيرة ونبرة الصراع السياسى.

فى بانوراما الثورة نرى الأمل فى مستقبل أفضل يزداد عندما نرى الحرية ترفرف بأعلامها على مصر، لأول مرة نحس بطعم الحرية، وإغلاق المعتقلات، وتعظيم دور القضاء المصرى العادل والنزيه وحرية الصحافة والإعلام وانتزاع حق التظاهر والاحتجاج السلمى، كيفما نشاء ووقتما نشاء.. المكسب الحقيقى للثورة كان فى انتزاعنا حريتنا بشكل حقيقى لايسمح لأى حاكم أن يعود بنا إلى الاستبداد والاستعباد.

فى بانوراما الثورة لأول مرة فى التاريخ نمارس الديمقراطية الحقيقية فى اختيار من يمثلنا بإرادة شعبية حرة عن طريق صناديق شفافة ونزيهة باعتراف العالم كله.. الشعب لأول مرة يختار بنفسه من يحكمه بدون وسطاء وبدون تزوير، وهذا هو حق الشعب الأصيل فى الديمقراطية.

هذا هو المعنى الحقيقى للديمقراطية الذى يجب أن نفهمه جميعا، هذا هو المبدأ الديمقراطى، الذى يعنى اختيار الشعب لمن يمثله فى المؤسسات الديمقراطية.

فى بانوراما الثورة حبا الله مصر بأول رئيس منتخب لأول مرة فى تاريخها ليس مهما من هو أو ماهى مرجعيته المهم أن الشعب هو من اختاره بإرادته الحرة.. فى بانوراما الثورة انتهى حكم العسكر إلى الأبد وأصبح الرئيس الشرعى رئيسًا مدنيًا لأول مرة فى تاريخ مصر.
فى بانوراما الثورة أيضًا ظهرت أمراض سياسية سلبية وفيروسات سيئة أصابت جسد المسار الثورى، مما أدى إلى ما وصلنا إليه الآن من تشرذم وفوضى يهدد مستقبل مصر ومستقبل الثورة فى استكمال مسار النهضة، الذى ننشده جميعا.. هذه الأمراض السياسية كانت فى شكل تطرف فى مناقشة قضايانا السياسية وتطرف فى تحليلها وصل أحيانا إلى حد السقوط فى مستنقع يهدد وحدة أمتنا المصرية العظيمة.

أول هذه الأمراض كان فى الاعتراض على أحكام القضاء ومحاولة الالتفاف عليها ومن هذه الأمراض أيضا اتهام الشعب بعدم الوعى وخضوعه لتضليل متعمد فى كل انتخاب أو استفتاء.

من هذه الأمراض توزيع صكوك الاشتراك فى الثورة على فئات معينة وماتم بناؤه على هذه الصكوك مما عرف باختطاف الثورة. من هذه الأمراض أيضًا المطالبة بثورة ثانية لا أعرف ما هو مبررها، الذى ربما يكون وقف بناء مؤسسات الدولة المصرية الحديثة.

من هذه الأمراض أيضًا الشوشرة والضوضاء المصطنعة حول الرئيس المنتخب لايتحرك حركة ولايقول كلمة ولا يصدر قرارا بدون الاعتراض من البعض والهدف أصبح معلنا وهو إعادة الانتخابات الرئاسية.. من الأمراض أيضًا خروج مقولات عبارة عن عنوان لسيمفونيات سياسية لا طائل من ورائها مثل مقولة أخونة الدولة، وكان الإخوان ليسوا مصريين أو أسلمة الدولة وكان مصر ليست دولة إسلامية.

من هذه الأمراض أيضا الخطاب الاستعلائى لبعض القوى السياسية والجلوس فى برج عاجى لتنظير كل شىء وكأننا فى مدرج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.. من الأمراض أيضا استبعاد مبدأ المشاركة لا المغالبة الذى تعهدت به بعض القوى السياسية. من الامراض ايضا صعوبة واستحالة التحالف بين قوى سياسية مختلفة الايدولوجية كما حدث فى الانتخابات الرئاسية.
من الامراض ايضا فشلنا الذريع فى احتواء المشكلة الطائفية والسرعة فى اقرار مبادىء المساواة والتخلص من مرض التمييز سواء كان ايجابى او سلبى وبصراحة مازال الطريق طويلا وشاقا لارساء مبادىء المساواة والتعايش والمصارحة والشفافية للحفاظ على نسيجنا المصرى الفريد.

لا علاج لهذه الأمراض إلا اعتماد الحوار ولا طريق إلا الحوار مهما طال زمنه والاصطفاف الوطنى حول ماتفقنا عليه، وأعتقد أن مساحة الاتفاق بيننا كبيرة ولا يصح التفريط فيها وفى نفس الوقت يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه.. أرى أيضا أن من مصلحة مصر التعاون مع رئيسنا الشرعى والحفاظ على شرعيته المحدودة بسنوات أربع، وفى النهاية نقيم ونختار فى حرية تامة.

الاصطفاف ونبذ الخلاف والتطرف والمبالغة واعتماد الاعتدال والوسطية الطريق الوحيد إلى وصول سفينة مصر إلى بر الأمان، نريد الخروج من الجو الملوث إلى أجواء النهضة والحضارة ولا نملك أى قوة إلا وحدة أمتنا.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة