أكثر من صعوبة واجهت صناع مهرجان الشوارع الخلفية بالإسكندرية لخروج مشروعهم للنور، الذى نجح فى تحويل المدينة الساحرة لكرنفال مسرحى لاقى إقبالا كبيرا ما بين الرقص ومسرح الشارع والسيرك والعرائس وعروض الوسائط المتعددة والعروض الغنائية وعروض الحكى وعروض المهرجين التى تم تقديم بعضها بصعوبة شديدة فى شوارع وساحات مدينة الإسكندرية ما بين كوم الدكة وكورنيش الإسكندرية وأمام ساحة المكتبة وقهوة الدراويش وتياترو إسكندرية.
الدكتور محمود أبودومة، مدير المهرجان، أوضح لـ«اليوم السابع» أنه حينما كان يرغب فى تقديم أحد عروض المهرجان بشارع أو ميدان أو حتى جراج فعليه أن يحصل على موافقة 42 جهة فى الوقت الذى يسمح فيه للتيارات الدينية بإقامة مؤتمراتها تحت حراسة الشرطة دون موافقات، وهذه مفارقة عجيبة.
ويوضح أبودومة: تغلبنا على ذلك الأمر باستخدام ساحات ومقاهى قدمنا من خلالها عددا من العروض المهمة لأن هدف المهرجان من الأساس هو تقديم ما يسمى بالمسرح المهمش ووصوله لكم أكبر من الناس الذين لا يعرفون غير المسرح التقليدى.
ويضيف أبودومة أن فساد المكان هو جزء مما أصاب المصريين بالعنف الأخلاقى والاعتداء على ذكريات الناس المرتبطة بالمكان، فالكورنيش القديم رغم ضيقه كان يحمل ذكريات جميلة، وكان أجمل، ويتعجب أبودومة من أن الهدف من عمليات تطوير الكورنيش بتوسعته كان الهدف منها منع الزحام لكنه برغم ذلك مازال موجودا.
أما الناقد المسرحى جرجس شكرى فيؤكد أن المهرجان يعد محطة التقاء لفنون الأداء والحوار وتبادل الفعاليات فى مناطق عرض غير تقليدية، حيث يساهم الجمهور فى ممارسة حرية التعبير فى جو فنى وتفاعلى وشمل المهرجان أيضا بجانب العروض المسرحية ورش عمل وحوارات إقليمية وأوروبية.
ويرى شكرى أن المهرجان نجح فى تقديم عروضه فى أماكن غير تقليدية، فأحد العروض «قوطة حمرا» قدم بمنطقة كوم الدكة وشاهد العرض فى الشارع كل الطبقات الاجتماعية وكانت الجماهير فى الشوارع وفى الشرفات وعلى المقاهى، وهذا فى حد ذاته هدف مهم جدا من أهداف المهرجان فالمكان مهم جدا فى العملية المسرحية بوصفه منتجا للمسرح وبوصفه مستقبلا له، فالمكان يصفه جرجس برحم العملية المسرحية الذى تنمو فيه الحكايات وتكبر فأى عملية مسرحية مشروطة بطبيعة المكان وتاريخ المسرح يشهد أنه نشأ فى الحضارات التى عرفت المدينة بمعناها الاجتماعى وفشلت الحضارات التى عرفت المدينة بمعناها الدينى فى إنتاج المسرح. ودلل جرجس على كلامه بمنطقة مسرح الأزبكية التى كانت فيما قبل منطقة المسرح فى مصر التى ازدهر فيها المسرح وخرجت كبار الأعمال، لكنها حاليا منطقة بها ثلاثة مسارح لكنها طاردة للنجوم وللجمهور لصعوبة المكان بما يحتويه من باعة وزحمة وعشوائية.
الناقدة المسرحية نهاد صليحة ترى أن المهرجان ساهم بتفاعله مع الجمهور فى ممارسة حرية التعبير فى جو فنى وتفاعلى بالإضافة لكونه خطوة مهمة فى اكتشاف الخبرات الأوروبية فى مجال العروض المسرحية المفتوحة التى تقام فى الشوارع وخبرات فنانى الشوارع فى مجالات الرقص والتمثيل الإيمائى، وكذلك تقديم الكوميديا المرتجلة فى عروض حية فى الشوارع، كما أنه ساهم فى مناقشة فكرة المكان والمساحة من زوايا متعددة بهدف استكشاف أبعاد المكان وتداول خبراته المختلفة بين المشاركين من خلال عرض تجاربهم الفنية وسعيهم إلى ارتياد أماكن غير تقليدية, مهرجان الشوارع الخلفية تنظمه مكتبة الإسكندرية، بالاشتراك مع المؤسسة الدولية للإبداع والتدريب «I – ACT» وهو محطة التقاء لفنون الأداء والحوار وتبادل الفعاليات فى مناطق عرض غير تقليدية.





