"أسرة من سوريا يا إخوان"، تلك هى الكلمات التى وقعت كالحجر الثقيل على قلبى وأنا خارج من أحد المساجد الكبرى يوم الجمعة الماضية، وقتها انتابنى شعور قاس ومؤلم من عظم وقع هذه الكلمات على سمعى، فلقد رأيت أسرة سورية مكونة من خمسة أشخاص تتوسل المصلين حتى يعطونها مما أنعم الله به عليهم حتى تستطيع أن تكمل مسيرة حياتها التى أصبحت بائسة ويائسة من هول ما حل بالبلد العربى الشقيق سوريا.
فلقد نزحت هذه الأسرة من بلدها لكى تجد الملجأ المناسب لها فى مصر هرباً من نظام تسلطى بائد أخذ يقتل ويعذب بلا رحمة ولا شفقة، وتحت أنظار العالم أجمع، ولا أحد يستطيع أن يحرك ساكناً، لأن حياة الشعوب ومصيرها أصبح رهيناً لمصالح الدول الكبرى التى تقف وراء ما يحدث فى سوريا من قتل وتعذيب، وأقصد هنا روسيا والصين، اللتان تقفان حائلان دون حل المشكلة السورية.
فهناك كارثة كبرى أصبح يعانى منها هذا الشعب منذ 15 مارس 2011، وهو التاريخ الذى اندلعت فيه الثورة من أجل القضاء على الفساد والاستبداد وكبت الحريات متأثرة فى ذلك بالثورتين التونسية والمصرية، فعندما اشتد القتل والضرب فى سوريا الشقيقة نزح العديد من سكانها إلى البلدان المجاورة وقد اختار البعض مصر لكى تكون ملاذاً له، ومن بينها تلك الأسرة التى شعرت فيها بالأسى والمرارة على ما نزل بها وما حل بها، ولكنى وجدت فى المقابل حفاوة شديدة من المصريين الذين أغدقوا عليهم وأعطوهم الكثير والكثير، فشعرت وقتها بالفرح الشديد من صنيع المصريين وكرمهم مع هذه الأسرة، على الرغم من الألم من قسوة ما رأيت، فأب وزوجته وأولاده الثلاثة يمدون أيديهم إلى الناس بعد عيشة هنية وكريمة فى بلادهم، تلك هلى المشكلة المؤلمة.
لقد نزح العديد من أبناء الشعب السورى خارج الديار بسبب معاندة وتكبر حاكم جائر وظالم لا يفرق بين رجل وامرأة ولا بين شيخ وطفل، يمنعه الكبرياء من أن ينزل على رغبة شعبه ويترك الحكم بغير رجعة، حاكم تسبب فى تمزيق التراب السورى والعدو على بابه يترصد له، فإلى متى يستمر هذا الحال وتستمر معاناة هذا الشعب البائس، لذلك يجب أن ندعم مطالب ذلك الشعب ونقف بجانبه حتى لا يستمر هذا المسلسل أكثر من ذلك، وأن يكون هناك تحرك من قبل مؤسسة الرئاسة المصرية أكثر من ذلك حتى لا نكتفى بالكلمات فقط.
نعم أتفق مع الرئيس محمد مرسى فيما قاله فى الأمم المتحدة، من أنه يجب حل هذه القضية بأسرع وقت بعيداً عن التدخل الدولى، مع الحفاظ على وحدة الشعب السورى، وكذلك مساندة مصر لمهمة الأخضر الإبراهيمى، ولكن تلك الكلمات يجب أن تتحول إلى خطوات ملموسة على أرض الواقع من أجل إسعاد هذا الشعب مرة أخرى، وإشعاره بأن هناك من يقف وراءه وخلفه، وعلى الأخص مصر التى مازالت قلب الوطن العربى النابض.
يجب أن تسرع مصر إلى كل المعاقل والمحافل الدولية لرفع صوت معاناة الشعب السورى عالياً حتى تنفض عنه نكبته، ووقتها نستطيع أن نفخر ونعتز بمصريتنا ورئيسنا وشعبنا.
إبراهيم سيف منشاوى يكتب: أسرة من سوريا يا إخوان
الأربعاء، 03 أكتوبر 2012 09:19 ص
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
اسلام
الكاتب الفاضل انت مش صريح ده لو سمحتلى
عدد الردود 0
بواسطة:
الفلسطيني
الهجره المولئمه