منذ اليوم الثانى لعيد الأضحى المبارك وحالة الطوارئ القصوى، بين الأجهزة التنفيذية والمسطحات المائية والبيئة فى محافظات جنوب الصعيد تتصدر المشهد للقضاء على البقعة الزيتية التى ظهرت صباح السبت الماضى عند مدينة أدفو بمحافظة أسوان ثم انتقلت للأقصر ومنها لقنا.
انتظرت وزارة البيئة تحرك البقعة الزيتية التى ظهرت أول مرة بمساحة 6 كم بطول النيل فى أدفو، وأغلقت محطات مياه الشرب عن المحافظة وهو ما أثار استياء أهالى أسوان، ثم اعتمدت وزارة البيئة على كمية ورد النيل الموجودة بكثافة عند هويس إسنا وقدرته على شفط المياه بشراهة وتوجيهه من خلال الكراكات للتعامل مع البقعة التى قلت مساحتها إلى 100 متر بعرض كيلو بمحاذاة النهر، لكن ورد النيل وحدة لم يكن كافيا للقضاء على البقعة.
واستعان محافظ الأقصر الدكتور عزت سعد بمعدات الهيئة العامة للبترول للتعامل مع البقعة واتخاذ كل الإجراءات الاحترازية لمواجهة البقعة منذ ظهور البقعة ظهر يوم الأحد، ونجحت المعدات فى التعامل مع مساحة كبيرة من البقعة تحت إشراف وزير البيئة الدكتور مصطفى حسين كامل ومحافظ الأقصر على عملية شفط ما تبقى من بقعة الزيت ميدانيا والتأكد من القضاء عليها تماما، لكن احتجزت البقعة عند قناطر إسنا القديمة فيما بقيت بعض البقع منتشرة على سطح المياه وتوغلت فى مياه الأقصر شمالا حتى وصلت إلى الحدود مع محافظة قنا.
لكن وصلت البقعة لمحافظة قنا رغم ذهاب وزير البيئة بنفسه للأقصر وقضاء الليل للإشراف على التعامل مع البقعة الزيتية، ولم يفلح الخيش وورد النيل فى إنهاء الأزمة، واتخذت قنا كافة الإجراءات اللازمة مع اقتراب وصول بقايا البقعة لقنا، وتم استدعاء شركات لمكافحة التلوث، بالإضافة لفريق من هيئة البترول للاستعانة لشفط بقايا البقعة الزيتية المتراكمة والعالقة على الحشائش بضفتى نهر النيل بطول المحافظة.
وأعلنت محافظة قنا، حالة الطوارئ على مستوى الأجهزة التنفيذية والمسطحات المائية والبيئة، وشركة مياه الشرب لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، تحسبًا لاقتراب بقعة الزيت، التى ظهرت قبل يومين بمدينة أسوان، وتم تشكيل لجنة وشدد اللواء عادل لبيب، محافظ قنا، على اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، ونشر مصائد الخيش إذا اقتربت هذه البقعة على حدود قنا، والتنسيق مع المسؤولين بمدينة الأقصر، لمتابعة الموقف أولا بأول، لمتابعة تسرب بقعة الزيت التى وصلت لمركز إسنا، والتى تبعد حوالى 120 كيلو مترًا من مدينة قنا".
ولأن حماية النيل مسئولية مشتركة بين وزارتى الرى والبيئة خرج وزير الموارد المائية والرى الدكتور محمد بهاء الدين، ليؤكد قائلا: "إنه تم التخلص من بقعة الزيت التى كانت على مساحة 6 كيلومترات مربع بنهر النيل بجوار مدينة إدفو بمحافظة أسوان، ولم يعثر على أى إثر للبقعة على امتداد مجرى النيل وحتى مدينة إسنا "ليكذب الواقع تصريحات الوزير، حيث انتقلت بقايا البقعة لقنا بعد أن بقيت عالقة بقناطر إسنا وبورد النيل على جانبى النهر.
وفى سياق متصل أحال وزير البيئة واقعة تسرب بقعة الزيت المتسربة إلى مجرى نهر النيل أمام مدينة "البصيلية" الليلة الماضية بأسوان إلى النيابة العامة لإجراء التحقيقات اللازمة للوقوف على أسبابها ومصدر البقعة وأصدر كامل توجيهاته بتحريك لجنة عاجلة من فرع الأقصر للاشتراك مع شرطة البيئة والمسطحات لانتظار البقعة فى مدينة إسنا والتى تبعد 60 كيلومترا من الأقصر، وتم التنسيق مع محافظة الأقصر لدفع درجة الاستعداد بمنطقة إسنا وإصدار تعليمات بغلق مآخذ محطات المياه بإسنا تحسبا لوصول البقعة، كما تم تكوين مجموعات عمل بمدينة أرمنت، والتى تبعد عن إسنا بحوالى 35 كيلومترا فى اتجاه الأقصر كخط دفاع ثان لمواجهة البقعة والتحرك معها لمحافظة قنا.
وتم تقسيم مجموعات المكافحة إلى مجموعتين المجموعة الأولى تعمل بمدينة إسنا قبيل هويس إسنا لمكافحة السائل الزيتى وهو عبارة عن سولار تراكم على ورد النيل بصورة كبيرة والمجموعة الثانية فى المنطقة بين مدينة الأقصر ومحافظة قنا.
وفى المقابل أكد اللواء عادل لبيب محافظ قنا على سلامة مياه الشرب بالمحافظة وأن مديرية الصحة والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى ووزارة الرى تقوم بأخذ عينات من جميع محطات المياه المطلة مآخذها على نهر النيل مباشرة وتحليلها كل ساعة للاطمئنان على سلامة مياه الشرب بها، حذرت حركة إرادة قنا فى بيان لها انتشر فى المحافظة بشكل كبير من الخطورة البيئية القادمة من أسوان فى نهر النيل لقنا.
وأكد البيان الذى حصلت "اليوم السابع" على نسخة منه أن هناك خطر بيئى قادم إلى قنا وهى بقعة الزيت والتى تردد أنها كبيرة بمساحة حوالى خمسة كيلو متر، والتى نتجت عن صيانة أحد المصانع بأسوان وطرد مخلفات الغسيل والصيانة فى النيل وطالب البيان بعمل كافة الاحتياطات اللازمة ومنها عدم تشغيل محطات المياه بالكامل طوال فترة تواجد البقعة فى محافظة قنا محذرا من التراخى فى مواجهة البقعة وطالبت بتشكيل غرفة عمليات لمتابعة تطورات وتحركات البقعة، وأنه لا توجد أى وسائل للحد من حصر والحد من انتشار البقعة.
وناشدت الحركة الأهالى فى ربوع محافظة قنا الانتباه لوجود هذه البقعة فى النيل والتى دخلت محافظة قنا ودعت الأهالى إلى عدم استخدام مياه النيل الملوثة بالزيت باعتباره مواد قابلة للاشتعال وضارة صحيًا، وحثت المواطنين على تخزين مياه الشرب احتياطًا.
وأشارت الشبهات إلى مصنعين بمحافظة قنا كانا يجريان صيانة، منها شركة اللب وشركة السكر، وتشير أصابع الاتهام بشكل مكثف لشركة اللب، حيث إن شركة السكر متوقفة منذ فترة كبيرة لكن مازالت الواقعة أمام النيابة العامة حيث حررت شركة مياه الشرب محضرا بالواقعة، وكذلك أحالت البيئة الموضوع للنيابة العامة لاتخاذ الإجراءات بعد معرفة نتائج تحليل المياه من مخارج المصنعين.
ورد النيل لمواجهة البقعة الزيتية من أسوان لقنا.. وبيان عن تلوث المياه يثير رعب الأهالى.. والمحافظ: التحليل كل ساعة لطمأنتهم.. ووزير البيئة يستعين بشركات مكافحة التلوث الزيتى للقضاء على البقعة
الإثنين، 29 أكتوبر 2012 03:37 م