يتحدث الكاتب البريطانى المخضرم روبرت فيسك فى مقاله اليوم عن الموقف الأمريكى من الربيع العربى، ويقول إنه سواء فاز باراك أوباما أو ميت رومنى بالرئاسة، فإن تعامل الولايات المتحدة مع العالم العربى سيتغير، مشيرا إلى أن الثورة العربية أمامها سنوات طويلة حتى تكتمل.
ويستهل فيسك مقاله قائلا: "إنه بعد مهرجان إبداء الحب لإسرائيل بين أوباما ورومنى الأسبوع الماضى فى المناظرة الثالثة بينهما، فإن العرب يقررون ببطء أى الرجلين سيكون الأفضل بالنسبة للشرق الأوسط، ويبدو أن باراك أوباما هو اختيارهم، إلا أن المشكلة مثلما كانت دائما هى أن الحقيقة المؤسفة والواضحة والشنيعة والمثيرة للشفقة هى أنه لا يوجد فارق بينهما".
فجورج بوش غزا العراق بعد أن منح آرييل شارون إذنا بالمضى قدما فى استعمار الضفة الغربية، وأوباما خرج من العراق، لكنه زاد الهجمات بطائرات بدون طيار على الحدود الأفغانية الباكستانية، ثم تصرف كالكلب عندما أخبره نتانياهو أنه لن يكون هناك نقاش حول انسحاب إسرائيل إلى حدد 1967، وبدلا من أن يقول: "بلى، سيكون هناك" مثل أى رئيس قوى ومستقل، جلس أوباما مروعا فى مقعده بالبيت الأبيض حينما أخبره نتانياهو أن قرار مجلس الأمن رقم242، الذى هو أساس عملية السلام غير الموجودة غير مجدى.
وبعدها قال رومنى - الذى يسخر منه فيسك قائلا، إنه يفهم الشرق الأوسط بقدر ما يفعل القس تيرى جونز صاحب دعوات حرق المصحف، إن الفلسطينيين ليس لديهم اهتمام فى تأسيس السلام.
ويتابع فيسك قائلا: "إن الحقيقة هى أن الرئيس القادم لن يكون لديه حرية إصدار القرار بشأن سياسته حول الشرق الأوسط، وستسمر علاقة الغرام القديمة مع إسرائيل، ما لم تقم الدولة العبرية بمهاجمة إيران وجر أمريكا إلى حرب جديدة فى الشرق الأوسط، لكن لأول مرة فى التاريخ الأمريكى، سيتعامل المرشح الرئاسى الناجح مع عالم عربى جديد، بل وعالم إسلامى جديد.
ويشير الكاتب إلى أن النقطة المهمة هى أن الصحوة العربية تمثل شعوبا طالبت بالكرامة، وتشمل العرب غير المسلمين أيضا، وتعنى أن الملايين الذين يعيشون فى هذا الجزء من العالم الذى لازلنا نفضل أن نطلق عليه الشرق الأوسط، يميل الآن إلى اتخاذ قراراته بنفسه، بناء على رغباتهم وليس رغبات رؤسائهم المستبدين السابقين وسادتهم فى واشنطن.
ويوضح فيسك أنه على العكس من الاعتقاد الغربى بأن العرب جميعهم يناضلون من أجل الديمقراطية، فإن معركة ومأساة الشرق الأوسط سواء فى أعقاب الثورة الناعمة فى تونس أو المجزرة فى سوريا، تتعلق بكلمة الكرامة وبحق البشر فى أن يقولوا ما يريدون عمن يريدون وعدم السماح لمستبد بأن يمتلك البلاد كلها.
ويتابع الكاتب: "صحيح أن الثورات فوضوية، فالثورة المصرية لم تسر فى الطريق الذى كنا نعتقد أنها ستسير فيه، وليبيا يمكن أن تتقسم بسهولة، إلا أن الشعوب العربية أصبحت تتحدث بصوت عالى أخيرا وسيعملون على ضمان أن يلتزم رؤسائهم ورؤساء حكوماتهم برغباتهم وليس بكلمة واشنطن أو الغرب".
ويؤكد فيسك على أن الأيام التى كان فيه رؤساء الولايات المتحدة يوجهون ملوك الشرق الأوسط فيما يقولون ويفعلون قد اقتربت من نهايتها، وسيكون هناك وقت طويل قبل أن ينهار النظام السعودى إلا جانب كل مراكز الغاز الأخرى فى الخليج.
وللأسف سيكون الفلسطينيون هم الوحيدون غير المستفيدين من الثورات العربية، فليس هناك أراضى كافية متروكة لهم ليقيموا عليها دولتهم.
روبرت فيسك: الرئيس الأمريكى القادم سيتعامل مع عالم عربى جديد.. والشعوب العربية لن ترضى بانصياع رؤسائهم لكلمة واشنطن.. والثورة المصرية لم تسر فى الطريق الذى كنا نعتقده.. وليبيا يمكن أن تتقسم بسهولة
الإثنين، 29 أكتوبر 2012 01:35 م
الكاتب البريطانى روبرت فيسك
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن عربى
مازال بعض الحكام يرفض الانصياع لرغبات شعوبهم
كالاردن و المغرب و الجزائر
عدد الردود 0
بواسطة:
m.m
الاستقلال عن امريكا
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
؟
عدد الردود 0
بواسطة:
شاب مصرى
كلام كويس بس مش كلة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالقادرمحمد الليبي
شرق أوسط جديد
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالقادرمحمد الليبي
شرق أوسط جديد
عدد الردود 0
بواسطة:
ماجد محمد طلبه
ملخص كلام سى روبرت فيسك منحنى النفوذ الامريكى فى الشرق الأوسط إنتهى "بح خلاص"