أنا مواطن مصرى بسيط من الذين يلعبون مع خط الفقر، فأحياناً "يتشعلقون" فيه وأحيانا يمتطونه وقد يتنططون عليه كلاعبى السيرك القومى، ونحن كُثر، فنحن أغلبية وهذا يعزينى ولست إخوانياً لأننى مؤمن أن كل المصريين إخوانى وأؤمن بأن بلاد العُربِ أوطانى منَ الشّـامِ لبغدانِ ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ إلى مِصـرَ فتطوانِ كما قال الشاعر المناضل السورى الدمشقى محمد فخرى البارودى، ولست سلفياً وقد ينطبق علىّ هذا الوصف إذا كان المقصود منه السلف أو الاستلاف أو الاقتراض المتكرر المزمن بعد مضى الربع الأول من الشهر فى كل شهر، ولذلك ما أهمنى وقض مضجعى وأحزننى وأصابنى باليأس والقنوط والهزيمة والانكسار؛ هو أننى أدليت بدلوى فى دستور بلادى على موقع الدستور dostor.gov.eg واقترحت ما يفيدنى ويفيد أبنائى وأحفادى وأجيال قادمة مكبلة بفوائد ديون داخلية وخارجية لا ذنب لهم فيها ويدفعون فاتورة فساد كبير أصاب البلاد بالبلاء حتى النخاع، ولن تستطيع الأجيال سداد ديون البلاد إلا لو تحقق المطلب الثالث لثورة 25 يناير "العدالة الاجتماعية"، ولذلك أتحدى اللجنة التأسيسية بمستشاريها ودكاترتها وأساتذتها وشيوخها من أصحاب اللحى الطويلة والمتوسطة والقصيرة ومرتدى "البدل" والكرافتات ومرتدى "البدل" بلا كرافتات ومرتدى الجلاليب والطواقى والعمائم البيضاء والحمراء وأتحدى الإسلاميين والليبراليين واليمينيين واليساريين والفوقيين والتحتيين، وأكرر أتحداكم أتحداكم أتحداكم أن تضيفوا للمادة 33 فى الحقوق والواجبات العبارة التالية: "حق العمل لوظيفة واحدة فقط فى جميع قطاعات العمل بالدولة المصرية سواء كانت حكومية أو غير حكومية أو قطاعا خاصا أو عاما أو قطاع الأعمال أو الشركات والمؤسسات المصرية أو الأجنبية التى تعمل على التراب المصرى، والوظيفة الثانية تكون تطوعية ولا يتقاضى عنها الموظف لا راتباً ولا مكافأةً ولا حافزا ولا بدلاً، وأن يكون المؤهل الدراسى هو المحدد لمرتب الموظف فى أى قطاع من القطاعات العمل"، وهذا المقترح الذى قدمته وراح أدراج الرياح سيفكك الوظائف المزدوجة التى حرمت الملايين من الوظائف، وستنتهى وإلى الأبد الوظائف الطفيلية التى نبتت فى أحضان الفساد، وسينتهى الصراع على العمل فى قطاع البترول والكهرباء والاتصالات وشراء الوظائف فيها بآلاف الجنيهات، وسيكون الحد الأدنى والأقصى لكل العاملين على أرض مصر، وهنا يتحقق شىء من العدالة الاجتماعية التى مات لأجلها مئات الشهداء، وأنا أكتب هذا المقال فإننى أشعر شعوراً غامراً وأتذكر مقولة البسطاء إخوانى رفقاء خط الفقر عن سعد باشا زغلول- وهى مقولة مغلوطة بكل تأكيد- حينما قال لصفية زغلول وهو على فراش الموت "مفيش فايدة"، وكلما كتبت مقالاً يداعبوننى ويقولون لى: هو سعد باشا قال إيه؟.
إسماعيل كاشف يكتب: أتحدى الجمعية التأسيسية للدستور
الإثنين، 29 أكتوبر 2012 08:44 ص
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عمر الزيات
حل منطقى جداااا ...ولكن