تتجسد أسمى معانى الإرادة والإصرار والأمل عندما نكون راضين بوضعنا الحالى وشاكرين الله عز وجل على حكمه وعدله ولكن فى نفس الوقت طامحين فى التغيير للأحسن والتقدم للأمام فى تلك الحياة المليئة بالصعاب، طرأت على بالى تلك الكلمات عندما رأيت عجوزاَ تجاوز الستين من عمره وربما يكون تجاوز السبعين عاما ويعمل كمسريا بأحد الأتوبيسات الموجودة بمدينة طنطا على الرغم من كبر سنه وانحناء ظهره ولكن وجهه ملىء بالإرادة والعزيمة، وبعد دقائق معدودة أرى مشهدا على النقيض تماما عندما رأيت شبابا فى سن العشرين والثلاثين ويجلسون على أحد المقاهى وكل همهم وتفكيرهم أن يمر اليوم ليأتى يوم آخر بلا جديد وبلا هدف وبلا عمل، تذكرت حالنا اليوم كشباب وأغلبنا يفتقر للعزيمة والإرادة التى تجعلنا ننهض بأنفسنا أولا وببلدنا وبالمجتمع الذى نعيش فيه، بالإرادة والعزيمة يتولد الصبر الذى نحتاج إليه كثيرا فى تلك الفترة بالتحديد نصبر على أنفسنا وعلى من حولنا، ليس معنى أننى خريج كلية ما أن أنتظر حتى أعمل فى التخصص الذى درست فيه أستطيع أن أعمل فى أى مجال آخر مؤقتا وفى نفس الوقت أبحث عن عمل فى مجال تخصصى وأن لا أختلق الحجج بأنه لا توجد وظائف ولا فرص عمل، معا لنبنى مصر، فقد خطونا أول خطواتنا نحو المستقبل وعلينا أن نكملها بالكد والتعب وليس بالعند والعصيان.
ليعلن المصرى الأصيل عن نفسه ويبرهن على حبه لبلده.. المصرى الأصيل.. يعيد سيرة أجداده بالعمل والبناء وليصبح خير خلف لخير سلف. البلد لن تتقدم إلا بالعمل، ولن تقوم من عثرتها إلا بتوحد كل طوائف وفئات الشعب المصرى والتكاتف والتلاحم وتضميد الجراح، ليعود الشعب كله على قلب رجل واحد.. ضد المخاطر الخارجية والمؤامرات الداخلية أيضا.
فهناك حقوق لمصر علينا فى هذه المرحلة أولى بنا أن نقدمها لها.
