فى لقائه بالجالية المصرية بألمانيا.. صباحى: نسعى لإعلان تحالف العدالة الاجتماعية بضم القوى اليسارية والوسط.. وأزمة وضع الدستور تعوق عملية التحول الديمقراطى فى مصر.. والإخوان تتبع اقتصاد السوق المفتوح

الأحد، 28 أكتوبر 2012 06:19 م
فى لقائه بالجالية المصرية بألمانيا.. صباحى: نسعى لإعلان تحالف العدالة الاجتماعية بضم القوى اليسارية والوسط.. وأزمة وضع الدستور تعوق عملية التحول الديمقراطى فى مصر.. والإخوان تتبع اقتصاد السوق المفتوح جانب من اللقاء
كتب محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دعت مؤسسة "ميادين التحرير" المصرية فى ألمانيا، حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى، للقاء مفتوح مع أبناء الجالية المصرية فى برلين، أول أيام عيد الأضحى، وذلك على هامش زيارته إلى برلين.

وشهد اللقاء، الذى أداره مؤسس "ميادين التحرير" كلمة لصباحى، وحوار مع أعضاء الجالية حول الوضع الحالى، حيث أشار صباحى خلال كلمته فيها، إلى أن الثورة المصرية فى طريقها للاكتمال، رغم عدم تمكن غالبية القوى الثورية من المشاركة فى القرار السياسى الحالى، بينما تواجهنا الآن أزمة وضع الدستور التى تعوق التحول الديمقراطى لهيمنة تيار واحد بطريقة تضمن له وضع البنود التى يريدها للدستور، كما لم يتغير أى شىء بعد الثورة، فيما يتعلق بالنقطة الجوهرية الثالثة من أهداف الثورة، وهى العدالة الاجتماعية، من بطالة وتدنى أجور وإضرابات ونقص الرعاية الصحية.

وأكد صباحى، على سعادة المصريين بأول رئيس منتخب، بغض النظر عن بعض التحفظات، مثل استخدام الدين والمال السياسى والتزوير الناعم، لأنها حسب وصفه "أنزه انتخابات شهدتها مصر مقارنة بانتخابات أحمد عز وعصر مبارك"، لافتاً إلى أن المشكلة تمثلت فى كون الانتخابات لم تحقق نظاما ديمقراطيا أو عدلا اجتماعيا، كما أن أى مشروع للنهضة يجب أن يقوم على توزيع عادل للثروة يؤدى لزيادة الطبقة الوسطى، مضيفا أن الإسلام لم يحمل رؤية اقتصادية بعينها، لكن الإخوان المسلمين كجماعة محافظة تتبع اقتصاد السوق المفتوح، والدولة لا يحق لها التدخل، مشيرا إلى أن آليات السوق هى التى تحدد الموقع الطبقى لكل فرد ونصيبه فى الثروة، لذلك لا يمكن توقع تحقيقهم للعدالة الاجتماعية.

فيما أعلن صباحى، رفضه التام لأسلوب الفرز الأيدوليوجى، أو التقسيم على أساس قوى دينية وقوى مدنية، معتبراً أنه فرز زائف وخاطئ، مضيفاً أن الفرز يجب أن يكون من القوى التى تدعم الثورة وأهدافها وتسعى لتحقيقها، والأخرى التى تعوق أهداف الثورة وتعمل على إجهاضها، مؤكداً أن الثورة التى بدأت فى الميدان سوف تكتمل عبر صناديق الانتخابات، من خلال جبهة وطنية واسعة لإكمال أهداف الثورة، ولولم تكن هناك تغييرات حقيقية لتحقيق أهداف الثورة، فإن الشعب المصرى لا يمكن خداعه، وسيغير أى نظام لا يقوم بذلك.

وعن فكرة نشأة التيار الشعبى المصرى، أوضح صباحى، أنه ليس حزباً سياسياً، بل تحالفاً شعبياً يضم الملايين الخمسة الذين صوتوا له فى الانتخابات الرئاسية حتى لا تتسرب وتتشتت، ودوره فى العمل القاعدى على الأرض، بهدف إقامة جبهة واسعة الأطراف، تضم كافة القوى التى تسعى لاستكمال الثورة، مؤكداً أنه تجرى مساعى الآن لإطلاق "ائتلاف العدالة الاجتماعية"، ائتلافاً لإكمال الثورة، ويضم تيار اليسار ويسار الوسط والوسط، ويهتم بفكرة السوق الاجتماعى، وسيمثل قطبا رئيسياً فى الحياة المصرية.

وأشار حمدين صباحى هدف "ائتلاف العدالة الاجتماعية"، إلى عدم إمكانية تحقيق العدالة الاجتماعية إلا بتوزيع عادل للثروة، مؤكدا أن ذلك لا يتحقق، إلا فى حال توافرت ثروة من الأساس ليتم توزيعها، وبالتالى تأتى حاجتنا إلى تنمية حقيقية وسريعة.

من ناحية أخرى، أوضح صباحى أن الاقتصاد الاشتراكى والرأسمالية المتوحشة كما جاء فى الكتب، قد انتهى عصرهم ولم يعد لهم وجود، مشيرا إلى أن معظم الدول الناهضة الآن تقوم على اقتصاد السوق الاجتماعى، أى الاقتصاد المختلط، الذى يقوم على أنه "لا تنمية بدون قطاع خاص قوى، وقطاع تعاونى، وقطاع عام"، وكذلك لا نمو بدون طبقة وسطى قوية، إنتاج ثم ثروة ثم توزيع عادل للثروة، مشيرا لوجود رؤية تنموية شاملة متكاملة، لدى تياره الشعبى لجعل مصر واحدة من أفضل 25 اقتصاد فى العالم، يعتمد على التصنيع والتنمية المتكاملة، وإعادة التقسيم إدارى لمصر بصورة عرضية وليس طولية لتكون لكل محافظة فى الصعيد ميناء على البحر ومناطق سياحية، والاهتمام بالمشاريع الكبرى، مثل الاستفادة من الطاقة الشمسية التى تتميز فيها ألمانيا، ليكون رافدا اقتصاديا لا يقل عن النفط بالنسبة لدول الخليج، خاصة أن مصر تقع فى حزام أفضل مناطق العالم سطوعا للشمس، وليس بمجرد اقتصاد استثمارى يقوم على المشروعات الاستثمارية الاستهلاكية بسلسلة متاجر مواد غذائية كما يريد البعض.

وحول الدور القومى لمصر ما بعد الثورة، أو استمرار التبعية للدور الأمريكى، وبالذات فيما يتعلق بالأزمة السورية والوضع فى ليبيا والسودان، دارت أسئلة الحضور، وبخصوص الأزمة السورية، فيما أشار صباحى، إلى أن مصر لا يليق بها أن تقف فى طابور لتلتحق بمواقف مصنوعة فى أمريكا أو إيران أو قطر، مؤكدا أنه يرى حل الأزمة السورية فى اللاءات الثلاث: لا لاستمرار نظام قمعى يقتل شعبه، ولا لتدخل خارجى فاضح بالسلاح، ولا لتقسيم سوريا شعبا أو أرضا، مضيفا أن هدف أعداء سوريا والعالم العربى استنزاف الجانبين فى سوريا لسنوات، مشيرا لتمنية لو لم تنزلق المعارضة السورية لحمل السلاح، والتزمت بالسلمية كالثورة التونسية والمصرية.

من ناحية أخرى أكد صباحى، على أهمية الدور الجوهرى لمصر فى محيطها العربى، فلا يمكن لقلب العرب أن ينهض إذا كانت أجنحته مهددة بهذا الشكل فى سوريا أو السودان التى تم تقسيمها، أو ليبيا التى تعانى من غياب للدولة، وسيطرة لتيارات جهادية على بعض مناطقها، بما فيها الحدود الليبية مع مصر.

وحول الأزمة المتعلقة بالجمعية التأسيسية للدستور، أكد صباحى، أنهم يرفضون اللجنة والمسودة، وكانوا ينتظرون حكما بحلها، لكنه لم يحدث وتمت إحالتها للمحكمة الدستورية، والتى قد لا تحكم إلا بعد وضع الدستور والاستفتاء عليه، قائلاً إنهم سيمارسون الضغط السياسى حتى يتم على الأقل تعديل اللجنة بانسحاب أعضاء من التيار المهيمن، وضم خبراء وفقاء دستوريون وممثلون لباقى طوائف المجتمع على قاعدة بعيدة عن الهيمنة والإقصاء".

واختتم صباحى الحوار، بالتأكيد على أنه لا يحب كلمة علمانى التى تستخدم للتشويه، ولا يؤمن بفصل الدين عن الدولة، لأن قيم الدين الإسلامى والمسيحى فى هوية كل مصرى، ولا يمكن فصلها عن السياسة ومناحى الحياة، أما العلمانية، فقد كانت مقبولة فى السياق الحضارى الأوربى، رافضا التخندق الأيديولوجى سواء الفرز الدينى أو الطائفى، بل يجب أن يكون الفرز بين من يريدون إكمال الثورة، وبين من لا يريدون إكمالها، مضيفا أنه ليس ضد الإخوان والسلفيين كإسلاميين، بل ضدهم لأنهم يميلون للاستبداد أكثر من الديمقراطية، وللاقتصاد الرأسمالى المتوحش أكثر من العدالة الاجتماعية، ولأنهم ضد أهداف الثورة، مؤكدا أنه مع التنافس لخدمة الشعب.

ومن المنتظر أن يعود حمدين صباحى، إلى القاهرة مساء اليوم، ليواصل بعد العيد نشاطه ومشاوراته مع القوى الوطنية والسياسية حول التحركات المقبلة، لضمان دستور لكل المصريين، واستكمال خطوات إعلان تحالف العدالة الاجتماعية.








مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة