انتقد فاروق جويدة الكاتب والشاعر المعاصر وعضو الهيئة الاستشارية برئاسة الجمهورية حالة تشويش الإخوان، قائلا: الإخوان لم يصدقوا حتى الآن أنهم خرجوا من السجون والمعتقلات، ومعاناتهم الطويلة التى تحملوا فيها أنواعا من العذاب، وأنهم أصبحوا حكام هذا البلد، مضيفا أن أشباح الماضى تطاردهم ولم يستوعبوا حتى الآن خطورة الحاضر ومسئولية المستقبل وتباعدهم عن مواجهة أزمات الحاضر.
وأضاف أنه من الصعب جدا أن يتحمل الإخوان مسئولية إدارة البلاد وحدهم، مبررا أنهم لا يملكون الكوادر الكافية، قائلا: هم غير قادرين على العمل ويرفضون العمل مع آخرين وهنا تبدو خطورة المشكلة".
وقال جويدة، إن ما يؤرقه الآن حالة الصدام والتراشق التى تشهدها النخبة المصرية بكل تياراتها، حتى وصلت منطقة الرفض الكامل، لافتا إلى أن مثل هذه المواقف لا تبشر أبدا بحوار جاد أو مشاركة حقيقية، معللا بأن هناك رفضا من الإخوان للشراكة السياسية ورفضا من القوى الليبرالية للإخوان، مؤكدا أن مصر لن يبنيها تيار واحد ولن يحل مشاكلها فريق واحد سواء كان من الإخوان أو الليبراليين، متخوفا من حدوث احتكاك بينهم وبين القوى السياسية الأخرى، متمنيا أن نتجاوز المرحلة الراهنة بأقل الخسائر الممكنة، مؤكدا أن الوعى الحضارى للشعب المصرى قادر على تجاوز هذا الارتباك.
وأبدى تخوفه من ضباب الوضع الحالى الذى تعيشه مصر، وارتباك المشهد، منتقدا الإدارة الحالية للبلاد، واصفا إياها بـ"الصعبة" من حيث حجم المشاكل، وحالة التجريف التى أصابت العقل المصرى فى السنوات العجاف، التى جعلت مصر تعانى من ندرة الكفاءات فى كل المواقع.
وأشار جويدة، خلال كلمته فى الندوة التى نظمها نادى روتارى مصر الجديدة، برئاسة أمانى البربرى، تحت عنوان "مصر إلى أين"، وبحضور الدكتور أيوب محمد، الوزير المفوض ومنسق الثورة العامة للروتارى الدولى، ورئيس لجنة محو الأمية باكينام عبد الفتاح، ورئيس لجنة العلاقات العامة نجوى الزيادى، ولفيف من الروتاريين، أنه يقوم بدوره الاستشارى فى تقديم كل ما يمكن أن ينهض بالثقافة المصرية، مشددا على استقالته من موقعه إذا لم يجد استجابة للمشروعات الثقافية التى سيقدمها، لأنه لا يستطيع أن يتحمل أخطاء الآخرين فى أجهزة ثقافية متعفنة، على حد وصفة، لافتا إلى رفضه للمناصب الوزارية 4 مرات متتالية، من وزارة شفيق وشرف والجنزورى حتى الوزارة الحالية.
ولفت جويدة إلى إمكانية عملية الإصلاح رغم خطورة العديد من المشاكل، متخوفا من ألا يطول صبر فقراء العشوائيات والشباب العاطل بشوارع مصر، وعشرات الملايين الذين ينتظرون ثمار ثورة 25 يناير، مستشهدا بأزمة البطالة التى تجاوزت الأرقام التى يتم الإعلان عنها من قبل الأجهزة الرسمية، ولغم العشوائيات الذى من الممكن انفجاره فى أى لحظة، قائلا: أمراض المجتمع كانت كثيرة ولكنها مستترة تحت الركام، وقد طفحت كلها على السطح بعد 25 يناير.
وشدد جويدة على ضرورة تحقيق الوفاق الوطنى بين فئات وطبقات المجتمع، وأهمية إعطاء الأولوية للطبقات الفقيرة، لأن فقراء مصر هم أنبل عناصر هذا المجتمع وهم الأولى بالرعاية فى المرحلة الراهنة، معللا بأنهم لم يخرجوا ولم يتظاهروا فى حين خروج النخبة جميعها فى مطالبات فئوية، ابتداء من الأطباء والمدرسين وانتهاء بأساتذة الجامعة والبنوك وشركات البترول، مشيرا إلى تراوح نسبة مستوى الفقر فى مناطق الصعيد من 25% إلى 80%.
وأعرب جويدة عن تفاؤله، معللا بأن الزمن كفيل بالعودة إلى الإنصاف ووسطية الأديان فى مصر، لأن الوسطية الدينية كانت من أهم مميزات الشعب المصرى الذى لم يعرف التطرف فى أى فترة من تاريخه.
عضو الهيئة الاستشارية برئاسة الجمهورية فى روتارى مصر الجديدة.. جويدة: سأستقيل إذا لم أجد استجابة للمشروعات الثقافية التى سأقدمها.. وأشباح الماضى تطارد الإخوان.. وأتخوف من احتكاكهم بالقوى السياسية
الأحد، 28 أكتوبر 2012 08:57 م
فاروق جويدة فى ندوة روتارى مصر الجديدة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أ.د. طارق حسن المتولي
تتكلم كأن الاخوان كانوا 100% في السجون وخرجوا يوم أمس!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
ايوب محمود ايوب
لماذا تستضيف نوادي الروتاري رجال الفكر والعلم والقلم؟
عدد الردود 0
بواسطة:
كيميائى أحمد العريان
ما أشبة اليوم بالبارحة ................برضة الروتارى
عدد الردود 0
بواسطة:
ايوب محمود ايوب
اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا إلى عمل الخير المتجرد من الهوى