اعتاد المصريون على أن يطلقوا على أعضاء الفريق الطبى بما يضم من أطباء وتمريض وفنيين لقب ملائكة الرحمة وأخطأ الكثيرون منهم حين تصوروا أن هذا اللقب الذى منحوهم إياه يعنى أن يعملوا مرغمين لساعات طويلة ليلا ونهارا فى ظل ظروف عمل غير مواتية.
لقد أضرب أطباء هذا الجيل مؤخرا إحساسا منهم بتدنى مستوى الرعاية الصحية التى تقدم للمرضى نتيجة انخفاض ميزانية وزارة الصحة عن المستويات العالمية وزاد عليها مؤخرا فقدان الأحساس بالأمان وهم يؤدون رسالتهم السامية نتيجة أعمال العنف داخل المستشفيات من بعض الفئات غير المسئولة وصاحب ذلك انخفاض لامثيل له بدخول هذه الفئة مقارنة بفئات أخرى أقل منها علما وتأهيلا داخل الدولة المصرية فأصبحت مصر تتصدر قائمة الدول الطاردة للأطباء على مستوى العالم وتكفى نظرة واحدة على عدد الأطباء المصريين المهاجرين للعمل بالخارج للتدليل على تردى أوضاع أطباء مصر. أن انخفاض ميزانية وزارة الصحة هى التى تضطر فقراء مصر من المرضى للتسول لشراء علاجهم من الصيدليات الخارجية لأنه لا يتواقر داخل المستشفيات الحكومية ويصل الأمر أحيانا إلى شراء المستلزمات الجراحية أيضا كالخيوط الجراحية والقساطر والمحاليل كما أن الميزانية المنخفضة هى أيضا التى تدفع كل طبيب لأن يعمل فى عدة أماكن- إن وجدها- حتى يحقق أدنى متطلبات معيشته.
لقد صورت بعض وسائل الإعلام - دون أن تتحرى الحقيقة- إضراب أطباء مصر على أنه خروج قلة مارقة على مقتضيات المهنة والواجب الوظيفى بأن أظهرت على شاشات التليفزيون عددا من المرضى البؤساء وهم يلومون الأطباء على إضرابهم وحرمانهم من الكشف والعلاج متناسين أن هؤلاء الأطباء ربما يعيشون ظروفا أكثر بؤسا من مرضاهم وأنهم ليسوا ملائكة منزلين وإنما هم بشر فى المقام الأول لهم احتياجاتهم ومتطلباتهم المعيشية التى يجب أن تتوفر حتى يقدموا الخدمة التى يتطلع إليها كل مصرى وكم كان غريبا ومؤسفا أن يسير على نفس النهج مسئولون عن السياسة الصحية متجاهلين لب المشكلة وكان عليهم أن يدخلوا فى حوار سريع ومواجهة مع المضربين-وهو مالم يحدث- تعمل على تأسيس واقع جديد للسياسة الصحية المصرية تعترف فيه بوجود مشكلات هائلة يعانى منها القطاع وتضع استراتيجية مجددة المعالم للإصلاح مقيدة بجدول زمنى تلتزم به.
يقينى أن أطباء مصر الذين يحاولون بإضرابهم لفت أنظار المجتمع إلى الأخطار التى تحدق بالمهنة على علم أن الظروف الاقتصادية للوطن قد تحول دون إصلاح فورى يكون تنفيذه كاملا اليوم أو غدا وأنهم يقبلون بإصلاح حقيقى متدرج شريطة أن يبدأ فورا يعطى الأمل والحلم لمن فقدوة ويقينى أيضا أن حكومة مصر فى عهد الرئيس المنتخب تضع على رأس أولوياتها النهوض بالقطاع الصحى وعليها فورا البدء فى اتخاذ خطوات فعلية على الأرض تسعى بها لكسب الثقة المفقودة وتثبت أنها تعمل على تغيير واقع مؤلم نأمل ألا يستمر طويلا.
إضراب الأطباء
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
الحق يقال
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد ناصف البنهاوى
العدل مطلوب يا سيادة رئيس الجمهورية
عدد الردود 0
بواسطة:
د.محمود عزمى
البلد زودت كله ولما جت على الصحة فلست
عدد الردود 0
بواسطة:
حلمى الساعاتى
رسالة للاخوان المسلمين
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد عبد الباقى
يسلم قلمك
عدد الردود 0
بواسطة:
د عمرو درويش
اكيد فى مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد رفعت
كلام محترم
عدد الردود 0
بواسطة:
mohammed
النهب
عدد الردود 0
بواسطة:
ahllen wasahllen
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
محلاوى بيحب مصر
اللهم ولى امورنا خيارنا